خبر سياسيون يدعون إلي دعم جهود المصالحة واستعادة الوحدة

الساعة 05:34 م|06 يونيو 2012

غزة

دعا سياسيون وممثلون عن بعض الفصائل الفلسطينية إلى إشاعة ثقافة التسامح ودعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، محذرين من مغبة إفشال الجهود المبذولة لإنجاح المصالحة، داعيين في الوقت ذاته إلى تفعيل الرقابة الشعبية على الفصائل وتنفيذ الاتفاقات.

وأكد المشاركون على حق المواطنين بالتشاؤم إزاء إمكانية تحقيق المصالحة بسبب كثر اللقاءات والاتفاقات والتي لم تتحقق على أرض الواقع.

جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه تحالف السلام الفلسطيني في غزة اليوم الثلاثاء، ضمن المشروع الدنمركي بعنوان "المصالحة الفلسطينية وحكومة الوحدة الفرص والتحديات" بحضور الدكتور كمال الشرافي مستشار الرئيس محمود عباس ويحيى رباح عضو اللجنة الحركية العليا  لحركة فتح والدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس والقيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان والعشرات من ممثلي الفصائل والمهتمين.

من جهته انتقد الشرافي تعويل البعض على ما يحدث من تغيرات في العالم العربي، مذكراً بان العالم لا يقبل الضعفاء. ودعا إلى عدم التعويل على المؤسسات الدولية الأممية في إرجاع الحقوق لأنها غير مصنفة وغير متوازنة، معتبراً أن الوضع الفلسطيني الآن مريح لـ "إسرائيل" وقطعان المستوطنين.

وقال مستشار الرئيس عباس :"إن المستوى الفلسطيني لم يمر بدرجة الهبوط التي يمر بها اليوم بسبب الانقسام، مؤكداً أن الانقسام ضرب المصداقية في العالم، وأصبح نهايات العالم ودول العالم تعطينا دروس في كيفية التوحد.

وقال :"إن "إسرائيل" بدأت تصعد مع بدء الحديث عن المصالحة الفلسطينية ونية التوجه مرة أخرى للأمم المتحدة. مضيفاً أن المواطن الفلسطيني على حق عندما يفقد الثقة بالقيادات، داعياً إلى تحقيق الوحدة لإعادة الثقة.

كما دعا إلى إعلان مرسوم رئاسي عن تشكيل لجنة وطنية للمصالحة لأنها ستعمل لسنوات لا تقل عن خمس سنوات.

وشدد على ضرورة الاتفاق على ثوابت مرجعيات ويجب تفعيل المجلس التشريعي وإعادة الاعتبار للسلطة التشريعية ومؤسسات المجتمع المدني.

وشدد على ضرورة إنجاح جولة الحوار والمصالحة الحالية، محذراً في الوقت ذاته من فشل هذه الجولة، داعياً الجميع إلى الضغط على المتحاورين للخروج باتفاق.

بدوره انتقد يحيى رباح حالة التضليل والخداع الذي يمارسها البعض بان الشعب والقضية الفلسطينية بخير. وقال :"بدون أن نكون لاعبين رئيسين لن نستفيد من الربيع العربي، مضيفاً أن لا أحد سيتطوع أن يساندنا طالما أننا ضعفاء".

ودعا إلى الحفاظ على سرعة وتقارب الجداول الزمنية لأن الأعداء يتدخلون لإفشال الاتفاقات عندما تبتعد المواعيد الزمنية للتنفيذ.

ولفت رباح إلى أن "إسرائيل" تتدخل بالنيران الحية ضد الانقسام والتصعيد السياسي، وخصوصاً تصريحات بارك بالحديث عن الانسحاب الأحادي الجانب من الضفة الغربية.

وقال عضو اللجنة الحركية العليا في حركة فتح :"إن "إسرائيل" تريد خلق واقع جديد في الضفة وتخلق مشكلة مع الأردن في اليوم الثاني لخطوتها الأحادية الجانب في الضفة الغربية.

ودعا إلى عدم التقليل من أهمية توحد فتح وحماس مستشهداً بالقرارات والأحداث الكبيرة التي تمت خلال حالة التوافق والوفاق بين جميع الفصائل وخصوصاً الانتفاضة غيرها.

وفي السياق ذاته قال د. اسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس :" إن الخلاف السياسي شيء طبيعي ولكن لا يجب أن يؤدي إلى هذا الواقع المؤسف، مشيراً إلى وجود تقدم على صعيد المصالحة والحوارات في القاهرة.

وأضاف ان المطلوب هو سرعة الخروج من هذه الحالة والأزمة التي يعيشها الشعب بسبب آثارها الكارثية، داعياً إلى تعميق ثقافة الوحدة ونبذ ثقافة الانقسام.

وأضاف رضوان إن الخلافات النفسية زالت والمصالحة تحققت ولكن لم يتم استعادة الوحدة وهذه الإشكالية.

وأكد أن الإحباط الذي يصيب الشعب من كثرة اللقاءات والاتفاقات مبرر والخوف الشعبي من عدم النجاح والانجاز. داعياً إلى عدم الذهاب دائماً في الاتجاه السلبي، مؤكداً أن الاتفاق الأخير ليس جديدا، وإنما تمهيداً وتعبيد للطريق لتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة. مشيراً إلى وجود تقدم في الاجتماعات بين الطرفين اليوم في القاهرة.

وعلى صعيد العلاقة مع الفصائل الأخرى قال رضوان إن حماس غير حريصة على المحاصصة وإنما حريصة على التوافق. وأضاف إن "حماس" في أحسن أوضاعها وذلك بسبب خروجها من الكثير من المعارك والحروب والحصار وفي الربيع العربي، مضيفاً أن حماس لا تراهن على الانتخابات العربية وغيرها ولكنه أكد أن ما يجري دعم للقضية.

ولفت إلى أن حماس بادرت إلى تحريك ملف المصالحة وليس بضغط مصري رغم أهمية الجهد المصري.

وتوقع رضوان أن تتدخل "إسرائيل" وأميركا وبعض القوى لإفساد خطوات المصالحة داعياً إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من هذه التدخلات.

وقال رضوان إن العقبة الرئيسية هو الاحتلال والولايات المتحدة بسبب تعارض المصالحة والوحدة الفلسطينية مع مصالحهما.

من جانبه دعا صالح زيدان القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى عدم التعويل والمراهنة على العملية السياسية والانتخابات المصرية سواء مراهنات حركة حماس لانتخابات مرسي وغيرها وهم مخطئون، مضيفاً أن الربيع الفلسطيني هو تحقيق الوحدة الوطنية.

وأشار زيدان إلى وجود شك شعبي بإمكانية تحقيق المصالحة وبنجاح اتفاق العشرين من مايو.

وقال زيدان إن الفصائل تريد شراكة حقيقية وإزالة العقبات بإجراء الانتخابات وتفعيل منظمة التحرير.

وطالب بتفعيل الرقابة الشعبية في تنفيذ الاتفاق الأخير، مبرراً في الوقت ذاته بتشاؤم الكثير من المواطنين بالاتفاق الحالي لفشل أربع اتفاقيات سابقة بين حركتي فتح وحماس، مشيراً إلى أن الاتفاق لم يكن بقناعة حماس وفتح وإنما بضغط مصري.

ودعا زيدان إلى التخلص من الطريق والاتفاقات الثنائية الفصائل الأخرى لا تريد الشراكة من أجل حصص، وإنما من اجل الضغط وتنفيذ الاتفاقات إنهاء الانقسام.

وقال :"إن العقبات الرئيسية ضد المصالحة هي داخلية والمراهنات على التغيرات الخارجية والانتخابات المصرية تحديداً". واستعرض زيدان بعض الرهانات الفلسطينية الفاشلة وأهمها انتخابات الإسرائيلية في عام 1992 و1996.

وأكد على ضرورة أن يكون الاعتماد الوطني على الذات وليس على الغير والتغيرات الخارجية والانتخابات المصرية.