خبر الجيش الإسرائيلي يفحص أسباب تدمير محرك الدبابة « مركفاه 4 »

الساعة 09:37 ص|06 يونيو 2012

وكالات

الجيش الإسرائيلي يفحص أسباب تدمير محرك الدبابة "مركفاه 4".. عــ48ـرب تاريخ النشر: 06/06/2012 - آخر تحديث: 12:07

 

أفادت صحيفة "معاريف" في موقعها على الشبكة أن الجيش الإسرائيلي بدأ مؤخرا بإجراء عمليات فحص شاملة لخلل دائم التكرار في محركات الدبابة التي تعتبر الأكثر تطورا في الجيش الإسرائيلي "مركفاه 4".

ونقلت عن مصدر وصف بأنه مطلع قوله إن "جهازا مهما من هذا النوع ينبغي أن يكون جاهزا بشكل تام للاستخدام في حالات الطوارئ، ولكن للأسف فإن الوضع ليس كذلك". على حد تعبيره.

وأضاف أنه كان يجب عدم الوصول إلى هذا الوضع، وأنه يأمل أن يتم حل المشكلة قبل الحرب القادمة لأن هناك حاجة لهذه الدبابات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخلل الذي يجري الحديث عنه ليس جديدا، وأنه تم الكشف عنه بعد وقت قصير من بدء استخدام الدبابة في العام 2003. والحديث عن مشكلة في نظام الصمامات تؤدي إلى وقف الدبابة بعد مسافة 200-250 كيلومترا، ما يتطلب إخراج المحرك من الدبابة وتصليحه، بشكل دائم.

ونقل عن ضابط كبير في الجيش قوله إنه في السنوات الأولى لتفعيل الدبابة تم وصف المشكلة بأنها "خطيرة". وبحسبه فإن عددا كبيرا من الدبابات ظلت بدون محركات إلى حين الانتهاء من عملية التصليح، ما يعني أنها كانت خارج نطاق الخدمة.

وجاء أن المشكلة لا تزال قائمة وتمس بجاهزية الدبابات، خاصة بعد أن تم تزويد لواء الاحتياط قبل سنتين بهذه الدبابة التي توصف بـ"المتطورة".

وتابعت الصحيفة أنه بالنتيجة نشأ وضع لم يتوفر فيه لدى الجيش كميات كافية من محركات الدبابات بموجب المواصفات التي جرى وضعها لساعات الطوارئ. وأن القوات البرية تدرك جيدا الفجوة الكبيرة التي نشأت مع زيادة عدد دبابات "مركفاه 4"، وأن المشكلة عرضت على رئيس أركان الجيش بني غنتس ونائبه الجنرال يائير نافيه.

وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة كل محرك تصل إلى مئات آلاف الدولارات، ما يعني أن حل المشكلة يتطلب ميزانيات كبيرة، وبالنتيجة لم يكن بالإمكان امتلاك كميات كافية من المحركات لحالات الطوارئ.

ونقلت الصحيفة عن مصارد في الجيش على اطلاع على المشكلة قولها إن حقيقة هذه المشكلة التي تكشفت منذ العام 2003 ولا تزال تشغل الجيش ووزارة الأمن تتطلب إجراء فحص أساسي حتى لا يكون هناك نقص في الدبابات في حالة نشوب حرب.

كما لفتت الصحيفة إلى أن تقديرات مختلفة تشير إلى أن نتائج الفحص قد تكشف سلسلة من النواقص في عملية اتخاذ القرار بكل ما يتصل باستمرار شراء المحركات من الشركة الألمانية.

وفي تعقيبه على ذلك، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه تم تحديد المشكلة قبل 9 سنوات وجرى حلها قبل عدة سنوات في غالبية الدبابات التي تم إنتاجها، وأن المشكلة قائمة في عدد قليل من الدبابات التي أنتجت بداية، وأن الجيش سيواصل التسلح بالدبابة "مركفاه 4".

أما وزارة الأمن فقد عقبت بالقول إن المحركات التي تم شراؤها هي من نفس النوع المناسب للدبابة، وأنه تم إدخال كافة التحسينات على المحركات الجديدة.

وعلى صلة، تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "غلوبوس" الاقتصادية كانت قد نشرت تقرير في آب/ أغسطس من العام 2006 مفاده أن الجيش الإسرائيلي قرر مؤخراً إغلاق خط إنتاج دبابة "المركفاه" خلال 4 سنوات، والذي يعتبر أحد أكثر المشاريع العسكرية كلفة في تاريخ الصناعة الأمنية.

وأشارت في حينه إلى أن الحرب العدوانية على لبنان كشفت أن الدبابة بتدريعها الأقوى في العالم، والتي يفترض أنه تم تصنيعها لتخوض حروباً كلاسيكية، دبابات مقابل دبابات، لم تكن محصنة أمام صواريخ مقاتلي حزب الله.

كما تصاعدت انتقادات كبار الضباط في الجيش حول أداء الدبابة أثناء الحرب، وحول ضرورتها الاقتصادية على طول السنين، وطرح السؤال: هل يجب مواصلة الاستثمار في دروع أداة الحرب المركزية للقوات البرية. وبالنظر إلى نتائج الحرب الأخيرة على لبنان، فقد توصلت عناصر في الجهاز العسكري إلى إن الدبابة لم تعد ملائمة لساحات القتال العصري!

ويعترف ضباط آخرون في وحدات المدرعات، بأن التكنولوجيا استغلت إلى أقصى حد منظومة الحماية للمركفاة 4. ويقول ضابط كتيبة مدرعات:" في نهاية الأمر، فإن للحجم والوزن حدوداً في الفيزياء". وهنا تجدر الإشارة إلى أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية التي تعتبر المركفاه مصدر فخر لها، تستورد محرك الدبابة وعلبة التروس الآلية فيها من ألمانيا، وقامت بتركيب منظومات ألكترونية ومكيفات هوائية تقوم أيضاً بتنقية الهواء من الغازات السامة، إلا أن الجهد الأساسي هو زيادة أطنان من الفولاذ على هيكل الدبابة من أجل رفع مستوى تدريعها، الأمر الذي ترك أثره على سرعتها، وجعلها كتلة هائلة من الحديد تتحرك ببطء شديد نسبياً في مواجهة مقاتلين مدربين ومسلحين بصواريخ مضادة.

وبالنظر إلى تطور الصواريخ المضادة للدبابات، والذي لا يمكن مقارنة كلفته المادية بالتكاليف الهائلة التي صرفت على هذه الكتلة الحديدية الضخمة، فإن ذلك يبدد جهود آلاف العمال الذين عملوا في أكثر من مائتي مصنع ذي صلة بإنتاج الدبابة.

وبدا في حينه أن مكانة الـ"مركفاه" بعد الحرب قد هبطت إلى حضيض أثار السخرية، مما دفع بأحد ضباط المدرعات إلى القول:" إن مواصلة التسلح بالمركفاه، يذكّر بإصرار الجيش البولندي، عشية الحرب العالمية الثانية، على الإبقاء على كتيبة الفرسان".