خبر إعادة جثث المخربين بادرة سلام تدق طبول الحرب.. يديعوت

الساعة 05:32 م|04 يونيو 2012

بقلم: الياكيم هعتسني

(المضمون: العدو الفلسطيني مستعد لان يقبل منا فقط "بادرات سلام" من النوع الذي يقدس حربه ضدنا، مثل "تسليم جثث مخربيه لدفنهم "شهداء طاهرين"  - المصدر).

لو اعدم آيخمن في عهد بنيامين نتنياهو، لما حرقت جثته ونثر رماده في البحر – كانوا سيحفظونه ويسلمونه الى رئيس ألمانيا يوكيم جاوك بمناسبة زيارته الى البلاد لغرض دفنه في المانيا في احتفال عسكري مع أكاليل و 21 طلقة على شرفه.

هاذٍ؟ مدحوض؟ ليس أكثر من احتفال استقبال 91 تابوت للمخربين الذين قتلوا أكثر من 200 شخصا من قبل "الرئيس" ابو مازن وقيادة حكمه في "استعراض أداء التحية" لجثامين "الشهداء" مع الطلقات والاكاليل. ثمة فقط فارق واحد: لو كان جاوك والمؤسسة الالمانية لا يزالان يريان في آيخمن بطلا قوميا، لما كان يستقبل هنا ولما كانت ستقام علاقات دبلوماسية مع المانيا.

لماذا لم ننثر رماد المخربين في مياه البحر؟ لماذا نوفر نحن "أماكن مقدسة" لفكرة كراهية اليهود وقتلهم، التي اصبحت خلاصة تجربتهم الوطنية؟ مع من نريد نحن أن نصنع السلام، واين سلام يمكن أن نتوقعه ممن أبطالهم هم القتلة من سوق محنيه يهودا (16 روحا)، من الباصات في بئر السبع (17 روحا) أو من خط 2 في القدس (23 روحا)؟

السلام يصنع مع الاعداء؟ بالتأكيد: مع عدو الأمس، الذي هزم أو سلم. ألمانيا، مثلا. فكيف، بالمقابل، يصنع السلام مع عدو عداؤه يعتمل باستمرار، هنا والان؟ مع "فرقة وطنية" تنشد في وسائل الاعلام الرسمية عندهم "بدلنا الحلي بالسلاح، هذا يوم الجهاد، اضغط على الزناد"؟ مع اولئك الذين يسمون المدارس ورياض الاطفال على أسماء دلال المغربي، قائدة العملية في باص الشاطيء، حيث قتل 37 شخصا، بينهم 12 طفلا. مع حزب السلطة الذي يعلن عن "الكفاح المسلح هو استراتيجية، وليس تكتيكا لتصفية الوجود الصهيوني"؟ مع اولئك الذين يكتبون كتب تعليمية تشطب كل ذكر لوجود اسرائيل؟ مع مطلقي احكام الموت على بائعي الاراضي لليهود، ممن يرون في الاعلان عن مغارة الماكفيلا وقبر راحيل كموقعي تراث للشعب اليهودي "استفزازا خطيرا" بل ويهددون لحرب دينية؟

لو كانت ألمانيا اليوم نازية مثل ما هي "فلسطين" لا سامية، لا صهيونية، مؤيدة للارهاب ومتنكرة للوجود اليهودي – فهل كنا سنصب عليها "بادرات طيبة"؟ حين تتجمع قرب قبر باروخ غولدشتاين عصبة قليلة بالكاد، فان وسائل الاعلام الاسرائيلية تضج. ماذا كانت ستقول لو أن الرئيس بيرس،كبادرة طيبة، كان سيضع اكليلا على قبره بمرافقة طلقات شرف من الجيش الاسرائيلي؟  وماذا مر في رأس رئيس الوزراء نتنياهو حين قرر "البادرة الطيبة" لتسليم 11 جثة لحماس في غزة؟ واتجاه سلطات رام الله – اذا كانت النية هي احياء محادثات السلام، فالويل ثم الويل لذاك السلام، الذي من الاساس وحتى القمة مزروع بالنصب التذكارية لقتلتنا.

"معسكر السلام" يقلل في الزمن الاخير من شعارات السلام، كي لا يهان. وهم يفضلون العزف على نغمة الدولة ثنائية القومية وخطر "فقدان الطابع اليهودي". من لا يزال يقرع بشدة طبول السلام هو نتنياهو، الذي في خطابه الاخير في معهد بحوث الامن القومي "عاد الى الصف الاول"، الى اطفال الورود ونشيدهم "اعطوا فرصة للسلام". ونسي أننا دفنا في هذه اثناء 1.500 ضحية سلام، وان العدو الفلسطيني مستعد لان يقبل منا فقط "بادرات سلام" من النوع الذي يقدس حربه ضدنا، مثل "تسليم جثث مخربيه لدفنهم "شهداء طاهرين".

انتم أيها المتخذون للقرارات باسمنا – في أي عالم تعيشون؟