خبر نهاية عهد مبارك: أهو نهاية الثورة؟

الساعة 04:56 م|04 يونيو 2012

بقلم: ايال زيسر

(المضمون: اذا فاز احمد شفيق بالرئاسة بعد اسبوع فمعنى ذلك ان الجمهور المصري راض عن بقاء النظام القديم مكتفي بعزل رئيسه مبارك واذا فاز مرشح الاخوان المسلمين فهذا يعني ان الثورة بعيدة من نهايتها وان المسيرة طويلة – المصدر).       

جرت محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك أمام المحكمة المصرية أكثر من سنة في تكاسل. وحوكم مع مبارك ابناه علاء وجمال ايضا والمقربون منه وأقطاب نظام حكمه وفي مقدمتهم وزير الداخلية حبيب العادلي.

في البداية لم يشأ المجلس العسكري الأعلى الذي يحكم مصر اجراء محاكمة ألبتة لكن اضطر ألوية الجيش بضغط من الجمهور الى جلب مبارك الذي عينهم لمناصبهم ورعاهم طوال السنين، الى قفص السجناء.

وهنا بعد سنة من التأجيل والتأخر انتهت المحاكمة فجأة وأسرعت المحكمة الى اعلان الحكم. لكن من الواضح ان ليس من الصدفة ان وصلت محاكمة حسني مبارك الى خط النهاية الآن خاصة قبيل الجولة الثانية الحاسمة من انتخابات الرئاسة المصرية.

ان مصر بعد الثورة تختلف عن مصر التي اعتدناها، وربما يجب ان نمنح القضاة الاستمتاع بالشك في الحكم الذي كتبوه هم أنفسهم محررين من الضغوط والاملاءات السياسية التي كانت من نصيبهم في عهد مبارك. ومع كل ذلك فان للحكم معنى عميقا لا يستطيع ان يتجاهله أحد في مصر.

أدان القضاة بحكمهم مبارك ووزير داخليته لكنهم برأوا ابني مبارك وسائر أقطاب النظام الذين حوكموا. وبهذا أرادوا ان يفصلوا بين مبارك الشخص وبين الجهاز الحاكم الذي كان موجودا تحت نظام حكمه والذي بقي في أكثره على حاله اليوم ايضا بعد سنة من تنحيته.

والرسالة واضحة تقول انه ينبغ ان نفهم الثورة المصرية على أنها اجراء يرمي الى تنحية مبارك. والآن بعد ان نحي مبارك بل حكم عليه بالسجن المؤبد، أحرزت الثورة أهدافها وبلغت نهايتها.

هذا الى ان مبارك وجد انه مدين بالمشاركة في قتل متظاهرين في آخر ايام حكمه، وكأن المشكلة لم تكن ثلاثين سنة حكم استبدادي فاسد بل الهيئة التي عمل عليها في آخر ايام حكمه. ولذلك فان سائر المساعدين والمقربين الآخرين الذين حوكموا بُرئوا لاقرار فصل بين الحاكم الفاسد وبين الطريقة والجهاز اللذين بُرئا.

ان حكم القضاء يشبه ان يكون ريحا تدفع بأشرعة احمد شفيق الى الأمام، وهو رجل الجهاز ورجل النظام القديم الذي ينافس في كرسي الرئاسة. ويبدو ان هذا كان هدفه الخفي ايضا، لأن المشكلة كانت مبارك الانسان لا نظامه، وانفجر الغضب على سلوكه في الايام الاخيرة من حكمه لا على أدائه طوال ثلاثين سنة تولى الرئاسة فيها، ولهذا فلا مانع من ان ينتخب رجل مثل احمد شفيق عمل وزيرا في حكومات كثيرة لمبارك طوال السنين، ان ينتخب رئيسا.

سيُستفتى الناخب بعد اسبوع في قضاء المحكمة المصرية. فاذا فاز احمد شفيق فمعنى ذلك ان الناخب المصري معني بانهاء الثورة ويكتفي بعقوبة مبارك. وفوز مرشح الاخوان المسلمين يعني ان الثورة ما تزال بعيدة من نهايتها وان محاكمة مبارك لم تكن انهاءا لمطالب الجماهير والشارع.