خبر حماس تحسنه مواقعها- يديعوت

الساعة 08:26 ص|03 يونيو 2012

حماس تحسنه مواقعها- يديعوت

بقلم: افرايم هليفي

        في تشرين الاول 2009 نشر زميل بحث ضيف في معهد واشنطن تحليلا مفصلا لأداء حماس العسكري في غزة اثناء عملية الرصاص المصبوب. وكان استنتاجه المركزي ان حماس فشلت فشلا مطلقا في ميدان القتال قياسا بسلوك حزب الله في حرب لبنان الثانية، في حين تميز الجيش الاسرائيلي في هذه المعركة قياسا بأدائه في حرب 2006. وكان تقدير الباحث ان حماس ستغير نظريتها القتالية وتبدل قادة قواتها وتحصر عنايتها في الحصول على وسائل قتالية محسنة مع تأكيد صواريخ أبعد مدى ذات رؤوس حربية أكبر وأكثر دقة.

        مرت ثلاث سنين وتحققت تقديرات الباحث واحدا بعد آخر. والباحث وهو يورام كوهين يعمل اليوم رئيسا لـ "الشباك" وأشرك الجمهور في الاسبوع الماضي في تقديراته المحدثة. فقد اقتبس من كلامه انه قال ان حماس تقترب من مستوى قدرة عسكرية لدولة. وقد بلغت هذا الانجاز في سني ولاية الحكومة الحالية التي يتولى فيها اهود باراك وزارة الدفاع وهذا منصب تولاه حينما قاد الرصاص المصبوب.

        أشارت الواقعة في قطاع غزة في يوم الجمعة الاخير بحسب شهادة عناصر من الجيش الاسرائيلي، الى تطور تقني في القدرة القتالية بازاء اسرائيل. وفي ظل الأسى العميق لفقدان محارب من غولاني تحتاج القيادة الى ان تتعمق في بحث معاني هذه الواقعة وقضية نظرنا الى العدو الذي في القطاع.

        حدد هدف الرصاص المصبوب في حينه انه "ازالة تهديد القطاع عن بلدات الجنوب". ومن الواضح اليوم ان هذه المهمة لم تحرز. وقد أخذ مدى التهديد يتسع وهو يشمل الآن بلدات غوش دان، وما تزال اليد مبسوطة. وتغيرت المعطيات الى اسوأ في الصعيد السياسي الاستراتيجي ايضا. فمصر ما بعد مبارك لن تمنح الرصاص المصبوب الثانية دعما ظاهرا أو خفيا، وستنظر تركيا في 2012 نظرا مختلفا الى عملية اسرائيلية بعد حادثة مرمرة.      في صعيد دولي أوسع ستمنع دروس سوريا الولايات المتحدة من الوقوف جانبا كما فعل الرئيس بوش في أواخر ولايته التي طابقت عملية الجيش الاسرائيلي. هذا الى كون اهتمام اسرائيل الذي أخذ يزداد باعداد الخيار العسكري لمواجهة ايران سيجعل من الصعب عليه ان تخاطر بعملية في مواجهة غزة تقتضي تركيزا لجهد مركزي اذا استقر الرأي على الدفع بها الى الأمام.

        في مقابل ذلك عمل رئيس الوزراء نتنياهو في السنين الثلاث الاخيرة بطريقة ألفت بين مجموعة تصريحات قوية تتحدث عن الحاجة "الى اجتثاث الوجود الايراني في غزة" واتمام صفقتين مع حماس كانت اولاهما صفقة شليط التي غير رئيس الوزراء سياسته معها ولا يهم هل كانت تلك تقديرات سياسية داخلية أو تقديرات خارجية أو تأليفا بينهما. فنتنياهو قبل أسس شروط حماس وإن كان حصل في الأطراف على تحسينات طفيفة من وجهة نظر اسرائيلية. وتناول الاتفاق الثاني شروط انهاء اضراب السجناء الامنيين عن الطعام.

        ترى حماس ان اتفاق شليط جاءها بانجازات كبيرة وان الاختطاف أثبت جدواه أما في اضراب السجناء عن الطعام فوجدت حماس طريقة لاحراز مكاسب باستعمال "القوة اللينة". في الحالة الاولى انحرف رئيس "الشباك" ع موقف سلفه، وفي الحالة الثانية كان هو الذي أدار التفاوض الناجح الذي أزال الاضراب عن الطعام عن صفحات الاعلام الدولي.

        لا يوجد اهتمام عند الطرفين، عند اسرائيل التي تتجه شرقا الى طهران، وعند حماس التي تدأب في تحسين حياة سكان القطاع وتفضل جمع السلاح وتقليل استعماله، لا يوجد اهتمام بالتدهور الى مواجهة عسكرية شاملة هذه السنة. والطرفان لا يريدان ولا يستطيعان ان يخاطرا بمحاولة تغيير أساسي للتوازن الهش بينهما. وكلاهما متمسك بخطابة متطرفة لكنهما يعقدان بالرغم منهما اتفاقات تؤلمهما معا. وكلاهما يعلم انه لا أمل ولا داعي للتحادث. فالمصير متروك اذا للاحداث المتفرقة التي قد تدهور الطرفين الى مواجهة عسكرية واسعة تناقض مصالحهما الحيوية.

 

        ليست هذه سياسة ومن المناسب ان تصوغ حكومة اسرائيل سياسة واقعية وتعرضها على الجمهور.