خبر كيف ودع أبو نصر والدته قبل دقائق من استشهاده !!

الساعة 07:03 ص|02 يونيو 2012

خان يونس -مثنى النجار


خرج المجاهد أحمد أبو نصر 20 عاماً ممتشقاً سلاحه تحت عتمه الظلام فجر الجمعة متوكلاً على الله صوب حدود الفراحين الشرقية بعبسان الكبيرة أملا في تحقيق أمنيات الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال عله يحاول بجهاده تحقيق أسمى ما يتمنى هؤلاء وهو تحريرهم من قبضه سجانيهم.

أخر كلماته قالها لوالدته " أمي أنا خارج في عمليه جهادية لانتقم للأسرى الذين يعانون من ظلم الاحتلال وسأنتقم لهم من خلال قتل أو خطف جنود كي نبادلهم ونخرجهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي, فالعرب يتفرجون فأنا سأنتقم لهم",  لم تدقق الوالد المكلومة في كلمات نجلها المتلهف لموعد الاستشهاد.


2

وبدموعها المنهمرة تضيف والدة الشهيد منفذ عملية قتل الجندي في الفراحين بلقاء مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية بخان يونس:" دخلت لأوقظه لصلاة الفجر، فوجدته "يُجَهِّزُ نفسه": ويرتدي ملابسه العسكرية ويحمل معداته القتالية, وقتها قال الشهيد:" "أنا ذاهب لتنفيذ عملية جهادية دعواتك ياأمي, مشيرةً إلى أنه أقدم على تقبيل وجهها , وهو يقول: "تذكري يا أمي اليوم سيعرف الإسرائيليين من نكون نحن. "والله لفرجيهم الويل, انتقاماً لما يفعله هؤلاء الظلمة في أسرانا الأبطال الذين يعانون الأمرين من سياساتها القمعية والعرب والجميع يتفرج عليهم , ثم خرج.

ومع صبيحة الجمعة تحولت منطقة الحدود مع منطقة الفراحين لساحة معركة بعد تدخل طائرات الاحتلال المروحية والجيبات والقذائف الدخانية التي أتت على عشرات الدونمات الزراعية من محاصيل القمح والشعير التابعة للمواطنين وإطلاق النار الذي وقع لساعة وأكثر في محيط المنطقة .

وتضيف والدته "أم أحمد" , عندما وقعت الاشتباكات وسمعنا صوت الرصاص ولم نجد أحمد بيننا بدت مشاعري تُترجم بأن أحمد يقارع الاحتلال وهو في ساحة معركة وفكرت وقتها جازمة أنه سيأتي شهيد.

ومع بدء تكشف الأحداث قليلاً, وصلنا خبر يفيد بأن أحمد نفذ هجوما واستشهد على الحدود مع البلدة , ولا أنكر وقتها فقد علت صيحات التكبير مني ممزوجة بالبكاء الشديد على لحظات الفراق الصعبة التي مرت بيني وبين أحمد قبل خروجه لتنفيذ العملية.

وتصف الأم الصابرة المشهد بأنه صعب وفي نفس الوقت يرفع الرأس عالياً ويبقي ذروة الجهاد مشتعلة حتى تحرير الأرض والوطن من دنس الاحتلال الذي يمارس أشكالاً عديدة من الاعتداءات على شعبنا الفلسطيني.

وتوجهت الوالدة لغرفته وأحضرت كتاباً يحمل عنوان" يوم في الجنة "قالت إن إبني أحمد كان دوماً يقرأ ويتابعه ويأمل أن يرزقه الله الجنة ونعيمها.

أما والده المحتسب وبعد سؤال مراسلنا كيف تصف مشاعرك عندما تلقيت خبر استشهاد نجلك أحمد ؟؟ حينها أطلق تنهيدة قوية امتزجت مع دموع :" الحمد لله على كل شي فنحن نزيد صموداً ونزيد عزيمة أمام تضحيات الشهداء ودمائهم التي تسيل , مؤكداً أن مافعله أحمد شيء قليل أمام واجب كل واحد فينا للدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يعاني من قهر الاحتلال وحصاره الجائر ومعاملته القاسية للأسرى داخل سجونه الظالمة.

وعن ما جرى من أحدث تحدث أبو أحمد قائلاً ": تابعنا عن قرب صوت الاشتباكات التي جرت عند الحدود وقتها اتصلت بهاتف أحمد كي اطمئن عليه فوجدته مغلقاً، فأيقنت ساعتها أنه "يقاتلهم" هناك..!" وبعد ساعات وصلنا الخبر بكامل تفاصيله ورفعت وقتها يداي للسماء شاكراَ الله على تمكينه لنجلي من قتل جنود الاحتلال.

وبهمه عالية رفع رأسه عالياً , وقال افتخر بولدي وبما قدم من عمليه جهادية أثلج صدورنا فيها وقد لا يعرف الناس بأنني أسميت ولدي على اسمي، فقد كنت مطاردا , خلال الانتفاضة الأولى، وأردت تسمية ابني البكر باسمي لأنني كنت "مطارداً" من قبل قوات الاحتلال، وكان احتمال استشهادي "واردا وبشدة"، مما جعلني أسميه بهذا الاسم يبقى اسم "أحمد" بالبيت إذا استشهدت، لكن الله شاء أن يستشهد هو..!".

وينطلق اليوم موكب تشيع أحمد إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء ببلده عبسان الكبيرة وسط مشاركة حاشدة من المواطنين وذلك بعد أن سلمت سلطات الاحتلال جثمانه مساء أمس الجمعة عبر معبر ايرز بيت حانون.