خبر لائحة اتهام خطيرة-هآريتس

الساعة 11:42 ص|01 يونيو 2012

ترجمة خاصة

لائحة اتهام خطيرة-هآريتس

بقلم: أسرة التحرير

قرار المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين تقديم مراسل "هآرتس" اوري بلاو الى المحاكمة بتهمة "التجسس الخطير" بسبب الاحتفاظ بوثائق سرية للجيش الاسرائيلي، يطرح تهديدا حقيقيا على وجود الصحافة الحرة في اسرائيل وعلى قدرة مراقبة السلطة وافعالها والكشف عنها لناظر الجمهور. وكما كتب هنا قبل سنة، "فان اجلاس صحفي على مقعد الاتهام بسبب اداء مهامته المهنية سيوصم الديمقراطية الاسرائيلية ويمس بشكل جسيم بحرية التعبير".

مسائل الحرب والسلام، العلاقات الخارجية والعمليات العسكرية تقف في قلب الحياة العامة في اسرائيل وتحتل مكانا مركزيا في الخطاب السياسي والاعلامي. وكي يكون هذا الخطاب ممكنا، عليه أن يعتمد على تقرير مصداق لوسائل الاعلام من الغرف المغلقة للقيادة السياسية والعسكرية العليا. التقرير الاعلامي يعتمد بالضرورة على "الاحتفاظ بانباء سرية"، على حد قول قانون العقوبات. لا يمكن تغطية مكتب رئيس الوزراء، وزارتي الخارجية والامن، الجيش الاسرائيلي واسرة المخابرات دون الاحتفاظ بوثائق ومعلومات مصنفة بسرية ما. كما أن الصحافة الاسرائيلية تعمل تحت الرقابة العسكرية، التي لا توجد في ديمقراطيات اخرى.

لقد أدى بلاو مهمته وعمل حسب القواعد: تلقى معلومات من مصدر، ونشر اجزاء منها باقرار من الرقابة العسكرية. الوثائق التي احتفظ بها كانت لغرض عمله، وأحد لا يدعي بانه مارس اي استخدام آخر لها أو اعتزم الاضرار بامن الدولة. في أساس لائحة الاتهام المتبلورة يقبع ادعاء المخابرات، بان بلاو استوفى الاتفاق المتعلق باعادة الوثائق. وهذا ما يفهم من بيان المستشار، الذي يرجع قراره بتقديم بلاو الى المحاكمة الى "سلوك" الصحفي.

رسالة فينشتاين خطيرة على الديمقراطية. يفهم منها بان الصحفيين الذين لا يروق "سلوكهم" للسلطات، سيتعرضون لخطر المحاكمة أو السجن. وستكون النتيجة أن ترتدع وسائل الاعلام عن اداء مهامها وتمتنع عن رفع التقارير عن جهاز الامن. محظور قبول مثل هذه النتيجة. في سعيه للكشف عما يجري في الجيش الاسرائيلي، عمل اوري بلاو من أجل عموم مواطني اسرائيل – وتقديمه الى المحاكمة هو سابقة خطيرة ومس شديد بالمصلحة العامة.