خبر طباخ مبارك يروى كواليس عمله الذي غادره قبل الثورة بعام واحد

الساعة 07:13 م|31 مايو 2012

فلسطين اليوم

'الإفطار عبارة عن بيض وفول وزبادي، والغداء جمبري بالصوص، والعشاء فول مدمس، أما كلب سعادة البيه، فالغذاء شوربة خضار وفراخ والعشاء عسل نحل وزجاجة مياه معدنية'.

هذه هي إحدى القوائم التي اعتاد الحاج سلامة أبو لبن علي مدار 29 عاما أن يعدها، وأن يتلقي الأمر بإعدادها هاتفيا، لكن ليس في أي مطبخ عادي إنه مطبخ الرئاسة بقصر العروبة.

لم يبذل الحاج سلامة مجهودا كبيرا لإخفاء مشاعره تجاه الرئيس المخلوع، بل يشعر بأنه حقه الطبيعي أن يقول 'سعادة الرئيس صعبان عليا'، فالعشرة لا يمكن أن تهون في لحظة مهما كانت الظروف أو الأسباب، ولأننا بشر من لحم ودم نتأثر ونحزن ونفرح، لم ينس الحاج سلامة كيف تأثرت شهية مبارك بصورة سلبية عقب وفاة حفيده محمد علاء.

يحكي 'عم سلامة'  ذكريات وكواليس عمله الذي غادره قبل الثورة بعام واحد، كان الطعام الذي يعده الحاج سلامة يمر بحلقة من الرقابة تبدأ من الطبيب البيطري، الذي يكشف علي الطعام قبل طهوه للتأكد من خلوه من الميكروبات، وحتى يتذوقه زكريا عزمي، خزينة أسرار الرئيس السابق، والذي يضحك الحاج سلامة عندما يتذكر فيلم 'طباخ الرئيس' فقد كان دور عزمي داخل القصر مشابها لدور الفنان لطفي لبيب في الفيلم،

وذلك علي حد قوله، فيما أوضح أن باقي تفاصيل الفيلم لا تمت للحقيقة بصلة فلم يكن أحد يجرؤ على التحدث للرئيس.

'سعادة الرئيس' كلمة لم تغب عن لسان الحاج سلامة لحظة واحدة طوال حديثه، فهو يذكر جيدا تفاصيل برنامجه اليومي والذي كان يبدأ في الساعة السادسة صباحا لإعداد طعام الإفطار، الذي يضم أصنافا محددة بناء علي تعليمات الطبيب، ومنها 'قلب الخس' لفائدته لعلاج أمراض القلب.

ولا يغيب عن ذهنه أيضا طبق 'صدور الحمام'، وهو واحد من الأطباق غير المألوفة التي كان يعدها الحاج سلامة لضيوف الرئيس المخلوع، فمائدته لم تكن تستضيف إلا الشخصيات المهمة، ومنهم أحمد نظيف ورشيد محمد رشيد، كما لا يغيب عن ذهنه أنه لم ير أية إساءة من أسرة الرئيس أو ما يجعله ينكر الجميل، ولذلك فهو مازال يذكر 'سعادة الرئيس' بكل خير.