خبر نجل الشهيد ذياب الشويكي: أبي عاد كي أراه ولكن لا يراني

الساعة 09:02 ص|31 مايو 2012

الخليل

فرح.. ممزوج بالحزن، استقبلت والدة الشهيد المجاهد دياب عبد الرحيم الشويكي أحد قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في الضفة المحتلة وأحد العقول المدبرة لعملية "زقاق الموت" النوعية التي ضربت أكثر الموقع العسكرية الصهيونية تحصيناً بالضفة "كريات أربع", نبأ الإفراج عن رفات ابنها المحتجز لدى قوات الاحتلال منذ تسع سنوات.


 
وقالت ما يعزيني ويقوي عزيمتي أن فلذة كبدي ذياب بطل، لكن قلبي يحترق على طفلة الذي كان عمره 4 شهور عندما استشهد والده قبل 9 سنوات تقريبا.

 
ولم تنس والدة الشهيد كيف هدمت قوات الاحتلال منزل العائلة، دون أن تسمح لهم بإخراج أي من الأغراض والأثاث، ووصفت ابنها بأنه 'كان فارسا مقداما، لا يهاب في الله لومة لائم، دخل الجامعة وكان متميزا فيها، رغم أنه كان معتمدا على نفسه فيما يتعلق بمصاريف الدراسة، لأن والده توفاه الله عندما كان دياب في الرابعة عشرة من عمره.

 
وبحرقه ومرارة، أضافت: 'كان طيب القلب، حسن الخلق، حنونا ذا إرادة صلبة، يعطف على الصغير ويوقر الكبير، تمنى الشهادة دون ضعف أو تردد حتى كتبها الله له'.

 
13 محاولة اغتيال

وأسهبت والدة الشهيد قائلة 'اعتقلته قوات الاحتلال عام 1994، حيث أمضى 15 شهرا ثم أفرج عنه، واعتقل مرة أخرى بعد وقت قصير وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر إداري، وقبل أن يقضيها مددت قوات الاحتلال اعتقاله لـأربعة أشهر جديدة، وبعدها أطلق سراحه فخرج من سجنه أكثر هدوءا مع إصرارا كبير على مواصلة طريق النضال الذي اختاره منذ نعومة أظافره.

 
وأضافت: بدأ دياب حياة جديدة في صفوف سرايا القدس بعد خروجه من السجن في المرة الثانية حتى أصبح مطلوبا وطاردته قوات الاحتلال لمدة ست سنوات تقريبا، أي من العام 97 الى 2003، وقد تعرض لما يزيد عن 13 محاولة اغتيال تخللتها عمليات هدم للعديد من البيوت التي تعود ملكيتها لعدد من عائلات الخليل ومنها: صلاح، ومجاهد التميمي، وبيت عزات الشويكي، وقد نجا من جميع هذه المحاولات حتى كتب الله له الشهادة في 25-9-2003م فارتقت روحة الطاهرة الى جنان النعيم.

 
والتأم الجرح النازف قليلاً

زوجة الشهيد، نسرين صلاح (29 عاماً) وصفت نبأ تسلم رفات الشهداء بالمؤلم والمفرح في نفس الوقت، وقالت 'لم تغمض لي عين خلال الأيام الماضية، تفتحت جروحي من جديد، رغم أنني كنت أتابع أنا ومجموعه من أهالي الشهداء موضوع تسلم رفات شهدائنا طوال الفترة الماضية مع مركز القدس للدراسات القانونية في رام الله، إلا أن ذاكرتي عادت إلى ما قبل استشهاده: كان موعدنا أنا وطفلي الذي سماه يوسف تيمنا برفيق دربه الشهيد القائد بسرايا القدس يوسف بشارات أحد أبطال جنين الذين كانوا ضمن مجموعته العسكرية معه في ذلك اليوم إلا أن إرادة الله نفذت والحمد لله.

 
وقالت: 'إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا، وكفاني عزا أن أكون لك عبدا، أنت لي كما أحب فاجعلني لك كما تحب والهمني الصبر والسلوان عند تسلمي الجثمان'.

 
نجل الشهيد الوحيد يوسف في الصف الثالث الأساسي، بدا في حيرة من أمره ولسان حاله يقول 'ماذا أفعل وما هو المطلوب مني عندما استلم رفات والدي الشهيد؟ كيف استقبله والى أين أذهب به؟ من يقف إلى جانبي ويحتضنني؟ إنه أبي عاد مرة أخرى كي أراه ولكنه لا يراني'.

 
سجل جهادي

شقيق الشهيد عزام الشويكي الذي قضى 16 عاما في سجون الاحتلال وطورد ما يزيد عن 10 سنوات، استذكر الدور الجهادي المميز لشقيقه الشهيد.

 
أما شقيقه عمار (27 عاما)، الذي أصيب في يوم استشهاد دياب بإصابة خطيرة، فوصف عملية اغتيال الشهيد قائلا: 'حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني منطقة عيصى في مدينة الخليل الساعة الواحدة فجرا، مصطحبة معها دباباتها وطائراتها المروحية. أعتقد أن ما يزيد عن 700 جندي إسرائيلي كانوا متواجدين في منطقتنا التي أغلقوها فور مداهمتهم لها'.

 
وتابع عمار: بدأت الطائرات بإطلاق الصواريخ، وطلب جنود الاحتلال من دياب ورفيقه الشهيد عبد الرحيم التلاحمة، عبر مكبرات الصوت، أن يسلما نفسيهما، لكنهما رفضا وأصرا أن يواجها هذا الرتل العسكري بسلاحهم المتواضع وإرادتهم التي لا تلين، وهم يدعون الله بأن يصطفيهما ليكونا ضمن قافلة الشهداء، فكان لهما ذلك وأستجيبت دعواتهما فارتقيا شهيدين. يومها بدت الخليل أكثر حزناً لفقدانهما.

 
وأضاف: نحن الآن ننتظر رفات شهيدنا دياب لنواريه الثرى في أرض خليل الرحمن المباركة، رغم أن مكان الدفن ذلك لا يعني لنا الكثير، المهم أن يدفن في فلسطين المباركة، وروحه عند بارئها.