والدة الاستشهادي عبيد سنزُفه تطبيقاً لوصيه والده

خبر بالصور:بعد 16 عاماً رسومات وذكريات مفجر سنتر ب« تل أبيب » تعود مجدداً

الساعة 08:05 ص|31 مايو 2012

خان يونس -مثنى النجار

تجلس الحاجة الستينية " أم حيدر" والدة الاستشهادي رامز عبد القادر عبيد في منزلها إلى جوار أحفادها الأربعة الذين أطلق عليهم أسم نجلها "رامز" وتقلب لهم صور وذكريات عمهم علها تصنع فيهم معاني الرجال العظماء كما كان الاستشهادي في حياته.

وتعانق " أم حيدر" اليوم رفات نجلها الاستشهادي رامز مفجر عملية ميدان ديزنقوووف سنتر في تل الربيع المحتلة عام 1996 بعد ستة عشر عاماً من رحلة غياب جثمانه في مقابر ما يسمى بالأرقام لدى الكيان الإسرائيلي. 

وبراحه بال ممزوجة بألم الحزن على فراق زوجها الحاج عبد القادر والد الشهيد رامز تقول الحاجة في لقاء مع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بخان يونس": أحمد الله عز وجل أن جمعني بإبني بعد رحلة الغياب لسنوات طويلة من تواجده في مقابر الأرقام , قائلةً :" كم كنت أتمنى أن يحضر هذه اللحظات زوجي الذي عاش على أمل اللقاء برامز لكن مشيئة الله كانت أقرب فقد تغمده الله قبل عامين دون أن يتمكن من رؤيته.

وتشير الستينية أم حيدر بأن زوجها أوصى قبل وفاته بأن يدفن "رامز" إلى جواره في لحظة الإفراج عنه, مؤكدةً أن هذه الوصية سيعمل بها وسيدفن  رامز بعد هذه السنوات المريرة في مقبرة المسلمين "مقبرة النمساوي" بخان وينس , لكي نزوره ونترحم عليه ويرتاح بالنا . 

وأمام وصول جثمان نجلها لغزة ترفع "أم حيدر" رأسها عالياً مفتخرةً بتضحياته وجهاده وعمليته البطولية التي نفذها عام 1996 وأوقع خلالها قرابة 24 قتيلا و140 جريحاً من الإسرائيليين, وتضيف :" كـأمهات شهداء نقدر ونشعر بعز هذه الأعمال الجهادية التي نفذها أبنائنا ونرفع رؤؤسنا شامخة أمام تضحياتهم من أجل دينهم ووطنهم.

وتكمل "الستينية" :" عندما نتحدث عن العظماء، فأنهم عرفوا الدنيا لكنها لم تأسرهم بحبها فأعرضوا عنها طائعين، فأحياهم الله في كتابه العزيز "بل أحياء عند ربهم يرزقون", متمنيةً بلقاءٍ قريب يجتمع فيه كل أهالي الشهداء المحتجزة جثامين أبنائهم وأن ينعموا براحه بال بدلا من ظلم الإسرائيليين ومقابرهم.

فلم يمت رامز عبيد لكنه أحيا عزيمة وجهاداً قويين بين أفراد أسرته وأحفادها وكل من عرفه من أصحابه وغيرهم في مخيم خان يونس, فاليوم يعود جثمانه لذويه بعد احتجاز دام ستة عشر عاماً في مقبرة مايسمى بالأرقام السرية داخل الكيان الصهيوني ,ويقول فادي عبيد نجل شقيق الاستشهادي في لقاء مع مراسل فلسطين اليوم بخان يونس :" كنا في نصف الطريق واستعادتنا للجثمان أكملت لنا الطريق , معبراً عن أمله أن تطوى هذه الصفحة المريرة , بما يليق تضحياته وأن يوارى الثرى على مقربة من أهله حتى يبقى ضريحه مكان لتردد الأجيال ليتعلموا من تاريخه وحياته الجهادية .

وبين أن عائلته لديها أربعة أطفال أطلقت عليهم اسم "رامز",  تيمناً بالشهيد وتخليداً لذكرياته وتضحياته التي قدم فيها نموذجاً يحتدى به. 

ويشير فادي بيديه إلى الجدران المجاورة لمنزل عائلة الاستشهادي , ويقول لم يترك حائطاً إلا خطت يداه عليها العبارات الجهادية المقاومة رثاءً للشهداء الذين سقطوا في ذاك الوقت ومنهم ابن حارته الشهيد أيمن الرزاينه ومؤسس حركة الجهاد التي انتمى لها , الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي.

رسمت صفات وملامح الاستشهادي رامز شخصية من تيمن باسمه من أبناء أشقائه فالطفل رامز سامي عبيد 14 عاماً يقول في حديث لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية ": أفتخر كوني أحمل اسم عمي الشهيد مؤكداً أنه سيمضي على طريقه ويحمل فكر الجهاد والمقاومة ليثأر لعمه ولكل الشهداء الذين قدموا دمائهم رخيصة في سبيل استرجاع الحقوق المسلوبة.

موالده وحياته

ولد الاستشهادي رامز في الحادي والعشرين من شهر أغسطس لعام 1971م وسط أسرة محافظة مجاهدة , ليعيش كغيره من ساكني المخيم حياة المعاناة ، ونشأ بين سبعة أخوة وثلاث أخوات , وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها عائلته إلا أن والده أصر على تدريسه بالجامعة ليلتحق رامز بالجامعة الإسلامية لمدة عام بقسم الجغرافيا , وينتقل بعدها لقسم الفنون الجميلة بـ "جامعة الأقصى" ليصقل موهبته الفطرية في الرسم وينميها على أسس صحيحة.

تفاصيل العملية

في الرابع من شهر مارس آذار لعام 1996, تزنر الشهيد رامز بحزامه الناسف مذكراً الكيان الإسرائيلي بقسم الثأر الذي أعلنه بيده على جدران المخيم، واندفع الاستشهادي عبيد بعد أن تمكن من الوصول إلى قلب مدينة تل الربيع المحتلة "تل أبيب" في شارع "ديزنغوف" حاملاً على وسطه أكثر من خمسة عشر كيلو غراما من المتفجرات مفجراً جسده بين تجمع لليهود ما أدى لسقوط قرابة 27 قتيلاً وأكثر من مائة وعشرين جريحاً, وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنذاك مسئوليتها عن العملية.

هكذا تبلورت شخصية العاشق الصغير، ولم تكن حياته بالعادية فقط رسمت ريشته جدران المخيم بحكايات تروي عشق وجهاد رسامها المنتقم للقادة العظماء كمؤسس الجهاد د.فتحي الشقاقي واليوم وبعد ستة عشر عاماً يسلم الاحتلال رفاته ليرسم معالم العزة ونشوة الانتصار لذويه من جديد.


5

4
2
1