الطفلان "القسام" والبتول" ينتظران تقبيل والدهما

خبر بعد 9 أعوام.. رفات « رامبو السرايا » تعود إلى خربة البرج بالخليل غداً

الساعة 06:17 م|30 مايو 2012

غزة (خاص)

ما أن سمعت زوجة الشهيد عبد الرحيم التلاحمة من مدينة الخليل بالضفة الغربية نبأ الإفراج عن جثمان زوجها حتى صدحت التكبيرات والتهليلات بنبرة من الحزن داخل البيت ولتفاجئ الزوجة بحضور عدد كبير من عائلتها للوقوف بجانبها وتشيع جثمان زوجها إلى مثواه الأخير.

زوجة الشهيد التلاحمة تنتظر زوجها منذ 9 أعوام من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ولتزوره هي وطفليها، وقد اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة الخليل عام 2003 بعد مطاردة استمرت عامين وتخللها عدة محاولات لاغتياله.

وعبرت إيمان عن فرحتها لسماع نبأ الإفراج عن جثمان زوجها قائلة لوكالة "فلسطين اليوم الإخبارية"، مساء اليوم الأربعاء: عبد الرحيم كان يتمنى دائماً الشهادة في سبيل الله وفي سبيل الوطن لأنها كرامة خصها الله تعالى للمخلصين من عباده يتمناها كل إنسان فلسطيني.

وحمدت إيمان، الله تعالى على الاستجابة لأمنية زوجها عبد الرحيم، وعلى الإفراج عن جثمان زوجها مما يسمي مقابر الأرقام الصهيونية، مضيفة: أشعر بالراحة والاطمئنان حين يكون زوجي قريب من طفليه :"القسام" و"البتول" من أجل زيارته حين نشعر بالغربة والضيق في هذه الدنيا.

وعن استعدادها لاستقبال رفات زوجها قالت: نعد الدقائق واللحظات ثانية ثانية من أجل استقبال الشهيد القائد عبد الرحيم ودفنه في مقبرة قرية البرج بمدينة الخليل وسأقوم بتوزيع الكتيبات الدينية والإسلامية على روحه الطاهرة.

نبذة عن الشهيد:

ولد الشهيد عبد الرحيم عبد العزيز محمود تلاحمة بتاريخ 20/6/1973م في خربة البرج التي تبعد حوالي 20 كيلو مترا إلى الجنوب الغربي من مدينة الخليل.

درس الشهيد "أبو القسام" حتى الصف السادس الابتدائي وتوجه للعمل منذ صغره، كان يحب التنقل في الجبال وبين التلال منذ صغره حيث الهواء الطلق والطبيعة الريفية الخلابة، تميز الشهيد بالرجولة النادرة منذ أن كان طفلا

تزوج الشهيد من المواطنة إيمان عبد الرازق تلاحمة وأنجبت له طفلا (قسام) وهو يبلغ من العمر 11 عام وطفلة (البتول) 8 سنوات.

مشواره الجهادي:

وقد بدأ مشواره الجهادي منذ بداية انتفاضة الأقصى حيث حاولت سلطات الاحتلال اعتقاله وداهمت منزله عدة مرات إلا أنه رفض تسليم نفسه لقوات الاحتلال ولم يكن الشهيد التلاحمة معروفا لقوات الاحتلال ولم يصب في حياته كما أنه لم يعتقل قبل المطاردة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.

 

وكان الشهيد مرتبطا بالمسجد منذ نعومة أظفاره وكان يحب الشهداء ويشارك في تشييع جنازاتهم وكان من أحب الشخصيات على قلبه القائد رمضان شلح والشيخ أحمد ياسين.

رامبو السرايا:

ومع اشتداد هجمات سرايا القدس جنوب الخليل ومقتل (12) جنديا صهيونيا من بينهم قائد المنطقة الجنوبية (درور فايبنرغ) واقتحام مستوطنة عثنائيل جنوب الخليل ومقتل خمسة صهاينة فيها، برز اسم عبد الرحيم التلاحمة كأحد المخططين لها مع الشهيدين محمد سدر والمعتقل نور جابر "أبو النور" وقد أطلقت عليه مخابرات العدو لقب (رامبو الخليل) وكثفت من نشاطاتها لاعتقاله.

ومن المحاولات التي قامت بها استخبارات العدو لاغتياله كانت أحدها في عمارة القواسمة التي استشهد فيها الشهيدين القساميين أحمد بدر وعز الدين مسك وقد غادر العمارة قبل مجيء جنود الاحتلال إليها وقبل هذه العملية كانت عملية انفجار سيارة مفخخة في حي واد الهرية حيث فخخت السيارة ليستقلها عبد الرحيم إلا أنها انفجرت قبل أن يصلها، وهناك محاولة أخرى تمت عندما كان الشهيد برفقة محمد سدر وتعرض الاثنان لمحاولة اغتيال إلا أن الله نجاهما.

وقد ذكرت مصادر فلسطينية مقربة من الشهيد أن عبد الرحيم تلاحمة كان مع الشهيد ماجد أبو دوش في منزل عائلة نصار في دورا وقد تمكن تلاحمة من الانسحاب فيما سقط أبو دوش في اشتباك مسلح.

كما قامت قوات الاحتلال باقتحام مدرسة الأيتام في الخليل بهدف اعتقال التلاحمة أو اغتياله ولكنه أيضا انسحب بأمان.

وقبل استشهاد التلاحمة حضرت قوات الاحتلال وهدمت منزله المكون من طابقين ومساحته 270 مترا مربعا في مدينة دورا وشردت عائلته.

المطاردة:

أصبح الشهيد مطلوبا لقوات الاحتلال منذ 11/رمضان/2002، وتقول زوجته إيمان إن الشهيد كان يتعبد في أحد الجبال في ليلة القدر وقد شاهد نورا ينبثق من السماء ويغطي المنطقة التي كان يتعبد فيها واعتقد حينها أنها ليلة القدر وقد وجه وجهه للسماء ودعا الله بقلب سليم أن يرزقه الشهادة, وتضيف أنه أخبرها بهذا الحدث وقال لها إنه سوف يستشهد إن عاجلا أو آجلا وما عليها إلا أن تصبر وتحتسب.

قصة الاستشهاد:

قامت قوات الاحتلال بمحاصرة حي عيسى جنوب غرب الخليل وحاصرت ضمنها المنطقة التي كان يختبئ فيها الشهيدان دياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة وأخذت تنادي عليهما بمكبرات الصوت كي يسلما نفسيهما ثم دفعت بشقيق الشهيد الشويكي ويدعى نعمان للدخول إليهما وأثناء نقاش دار بين الشهيدين التلاحمة والشويكي ونعمان قامت قوات الاحتلال بقصف المكان حيث استشهد تلاحمة و الشويكي وأصيب نعمان بإصابة خطيرة وتم اعتقاله على الفور.