خبر العمل بعقل مع تركيا- هآرتس

الساعة 09:27 ص|30 مايو 2012

العمل بعقل مع تركيا- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

غدا تمر الذكرى الثانية لحدث سيطرة الوحدة البحرية 13 على السفينة التركية مرمرة. مقاتلو الوحدة البحرية، الذين خططوا للسيطرة على السفينة دون اطلاق نار فوجئوا، هوجموا وانقذوا فقط بعد استخدام السلاح القاتل. تسعة أتراك قتلوا ومعهم اندثرت أيضا علاقات القدس – أنقرة، التي كانت تعيش أزمة منذ شعر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بالاهانة من سلوك نظيريه، ايهود اولمرت وبنيامين نتنياهو.

        مع مرور عامين على مرمرة أكرم اردوغان اسرائيل بتذكير لمطالبته منها ان تنزل الرأس وتعتذر. فالمدعي العام في اسطنبول رفع لوائح اتهام ضد من كانوا في حينه كبار المسؤولين في الجيش الاسرائيلي – رئيس الاركان غابي اشكنازي، اللوائين عاموس يدلين واليعيزر مروم ورئيس عصبة الاستخبارات الجوية افيشاي ليفي. ويطلب الاتراك من المحكمة فرض حكم المؤبد عليهم.

        هذا اجراء سياسي على نحو ظاهر. لجنة بالمر، التي عملت بمشاركة تركية، وجدت في الدولتين قدرا مشابها من المسؤولية. لجنة تيركل، التي استمرت مداولاتها الى زمن طول جدا، لم تنهِ بعد عملها ولكنها سارعت الى تبرئة اسرائيل في مسألة تمسكها بالقانون الدولي. تقرير مراقب الدولة عن الاسطول يفترض أن ينشر الاسبوع القادم؛ هو ايضا لن يدعم الادعاءات التركية وان كان سيتضمن ما يجسد اهمال القيادة العليا، السياسية بل وأكثر من العسكرية، التي عالجت – لم تعالج المسألة.

        لائحة الاتهام في اسطنبول تفترض نشاطا في مستويين، داخلي وخارجي. داخليا، على السياسيين أن يقفوا الى جانب العسكريين وان يتقاسموا معهم المسؤولية والنتائج. على وزير الدفاع ايهود باراك، مثلا، ان يرفض زيارة تركيا طالما كان الضباط الذين كانوا تحت إمرته ممنوعين من ذلك. في الساحة الخارجية، على نتنياهو ان يتأزر بالشجاعة، رغم معارضة القليل من الوزراء، وان يوقع على الصيغة التي اعدت بموافقة امريكية وتركية – اعتذار على أخطاء عملياتية اعترفت بها اسرائيل علنا. كل طرف من حقه أن يسمع في هذه الكلمات الكثير أو القليل، كما تروق له نفسه.

        اتهام اسرائيليين بالمسؤولية عن مرمرة يحيق ظلما، غير أن هذا ليس سببا يدعو الى عدم العمل بعقل بارد، كثمن لاعادة بناء العلاقات.