خبر شحم في موضع العضل -يديعوت

الساعة 09:26 ص|30 مايو 2012

شحم في موضع العضل -يديعوت

بقلم: امنون ابراموفيتش

سيكون قد مر هذا الصيف ثلاثون سنة على حرب لبنان الاولى وست سنين على حرب لبنان الثانية. ولا يوجد حكيم يستطيع ان يقول متى ستنشب حرب لبنان الثالثة. ولا يجب ان تكون حكيما كي تُخمن وتُقدر وتتوقع ان تنشب واحدة اخرى كهذه في يوم من الايام وفي ذات صيف.

ان ما يجب ان نعلمه ويحسن ان نتذكره انه لم يتغير أي شيء في العقود الثلاثة الاخيرة. فالبحر هو البحر نفسه الذي يخضع لقوى الطبيعة. والعرب هم العرب أنفسهم وليس أمرهم في أيدينا. والشيء المقلق ومن المؤكد انه في أيدينا ان الجيش الاسرائيلي هو الجيش نفسه، وهو أجوف وغير مدرب وغير مستعد.

نشرت هنا أمس رسالة لقادة كتائب. وللرسالة قسمان. أما القسم الاول فيحاسب الحكومة والكنيست على نكث جميع الوعود التي أُعطيت لمن يخدمون الخدمة الاحتياطية ونقض جميع النذور. فقد أعلنت الحكومة بصوت جهير ووعدت ووافقت على إفضالات وتسهيلات لم ينفذ أي شيء منها. والى هنا القسم المخجل من الرسالة. أما القسم المقلق فيتناول المنظمة لا الفرد والنظرية لا الدقيق. ويُبلغ قادة الكتائب عن وجود نقص في ايام التدريب وأنهم لا يعرفون جنودهم ولا يعرف الجنود السلاح الذي في حوزتهم.

قبل زمن ما أُجريت مقابلة صحفية في صحيفة "هآرتس" مع اللواء احتياط البروفيسور يشاي بار الذي شبه جيش البر بشيك بلا رصيد. وتحدث عن جيش غير مدرب وغير ذي خبرة وغير مستعد لمهامه. وخصص جُل انتقاده وألمه للجيش البري وقوات الاحتياط وألوية المدرعات.

عشية حرب لبنان الثانية حل ضيفا على هيئة القيادة العامة رئيس الوزراء ووزير الدفاع آنذاك اهود اولمرت وعمير بيرتس. وفي نقاش طويل مجهد ابتدع اللواء اسحق هرئيل آنذاك مصطلح "جيش أجوف". واتسع النقاش آنذاك ومُط كما هي الحال دائما ليبلغ ميزانية الدفاع.

وجدت ذات مرة لجنة بروديت للفحص عن ميزانية الدفاع. ووقفت اللجنة على نقاط مهمة وكان الملخص أهم من كل شيء. فلم تتحدث لجنة بروديت عن الجيش الاسرائيلي فقط بل عن وزارة الدفاع ايضا، ولم تتحدث عن مقدار الميزانية فقط بل عن استعمالاتها وترتيب الأولويات. وقضت اللجنة بأنه ينبغي مضاءلة القوة البشرية وعمال المكاتب والغاء الوظائف المزدوجة داخل الجيش الاسرائيلي وفي وزارة الدفاع وبينهما وتنفيذ توحيد أطر واقتطاع كبير من قسم التأهيل وقسم البناء ومضاءلة عدد الوظائف في القيادات وفي شعب هيئة القيادة العامة، أي كان ذلك باختصار انقلابا اداريا حقيقيا.

رأت لجنة بروديت من المكتب الارض والاسباب والصور التي يراها الجنود وقادة الكتائب في الميدان. ان ميزانية أمن ضخمة توزع عرضا ولا توزع طولا تعزز بيروقراطية لا قوة محاربة وتنشيء شحما في موضع كتلة عضل.

الى حرب الايام الستة فرّق الخطاب الامني بين الاعداد (الامن الجاري) والاستعداد (للحرب). وكلما زادت قوة القبضة على المناطق وزاد مشروع الاستيطان عمقا وسعة أخذ الاستعداد يُستوعب في الاعداد. ولم يعد الجيش الاسرائيلي جيش دفاع فقط بل اضطر الى ان يصبح ايضا وفي موازاة ذلك جيش احتلال وقوة شرطية. ويعتقد اللواء يشاي بار، وهو خريج معهد ديني قانوي ويعتمر قبعة دينية، ان استعمال الجيش الاسرائيلي في المناطق "مُفسد" و"حقير".

يندرج في هذا المجموع المعقد الجدل في مهاجمة ايران. ويتحدث الطرفان، من يؤيدون الهجوم ومن يعارضونه، بصوت جهير وبصورة مباشرة وبواسطة متحدثين. وكل شيء واضح، يكاد كل شيء يكون واضحا في دعاوى مؤيدي الهجوم باستثناء شيء واحد هو احتقارهم ليوم الصغائر. فبعد الهجوم على ايران قد يهاجم حزب الله وحماس ومنظمات الارهاب اسرائيل، فمن الذي سيرد عليهم الصاع صاعين ومن الذي سيسعى الى مجابهتهم وجها لوجه؟.

قبل بضع سنين استقر رأي شرطة اسرائيل على نصب سيارات شرطة من الورق المقوى على جوانب الشوارع، وبدت هذه السيارات الوهمية رائعة، فقد برقت والتمعت الى مكان بعيد، وتبين بعد ذلك أنها بلا هدف ولا قدرة على البقاء. ان دبابات الجيش الاسرائيلي والمركبات الحربية مع نقص مستوى التدريب والاعداد المختل لا تختلف كثيرا عن سيارات الورق المقوى تلك.