خبر إسرائيل تعذب فتية لانتزاع الاعترافات

الساعة 08:04 ص|30 مايو 2012

الجزيرة نت

"كان الترحيب بي بأن انهال علي ستة جنود بالركل أمام والدي وإخوتي، وشد القيود البلاستيكية على يدي حتى غارت في جلدي، صفعني المحققون على وجهي وعلى الأماكن الحساسة من جسمي" هذا جزء من شهادة الفتى الفلسطيني زياد عمر الصليبي (17عاما) عن تجربة توقيفه في مركز عتصيون الإسرائيلي عدة ساعات يوم الخميس الماضي.

زياد هو واحد من بين مجموعة أطفال وفتية في بلدة بيت أمّر شمال الخليل أكدوا للجزيرة نت تعرضهم للتعذيب الشديد والمهين من قبل المحققين الإسرائيليين في مركز توقيف عتصيون، بين الخليل وبيت لحم، بهدف إجبارهم على الاعتراف بإلقاء حجارة على جيش الاحتلال.

ضرب الرأس
يوضح الصليبي أن التعذيب بدأ معه لحظة الاعتقال باقتياده إلى خارج المنزل والاعتداء عليه بالضرب المبرح، قبل عصب عينيه وتقييد يديه بشدة إلى الخلف.

ويضيف أنه نقل إلى مستوطنة كارمي تسور ثم إلى مركز عتصيون، وهناك حظي بالاستقبال المفزع الذي طالما سمع عنه من زملائه، حيث خُير من أحد المحققين بين المعاملة الإنسانية والمعاملة الحيوانية.

ويتابع أن المحقق طلب منه الاعتراف بإلقاء الحجارة لكنه رفض، فبادره بصفعات على وجهه وضربه على مختلف أنحاء جسده، ثم شدّ عصبة العينين والقيد البلاستيكي بقوة على معصميه حتى اخترق الجلد.

وقال إن المحقق أوقفه بعد ذلك على هيئة الركوع ثم رفع يديه المقيدتين إلى الأعلى ودفعه ليضرب رأسه بالحائط عدة مرات، ثم ألقاه أرضا ووجهه إلى الأسفل وأخذ يركله بشدة، وأجلسه مجددا ليصفعه بكفيه على الوجه والمناطق الحساسة من جسمه، ومع ذلك رفض الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه ليطلق سراحه.

ويروي ثلاثة فتية من البلدة نفسها فصولا مشابهة لتجربة زياد، إذ يقول مالك الصليبي (17 عاما) إنه اعتقل من منزله في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم نقل إلى مركز توقيف عتصيون، وهناك فوجئ بالضرب والتهديد بالسجن الطويل.

وأضاف أنه تعرض خلال التحقيق للضرب بقبضة اليد وركلات بالأقدام على أنحاء جسمه، كما ضربه المحقق بالكرسي قبل نقله إلى سجن عوفر والحكم عليه بالسجن سبعة أشهر وعشرة أيام مع تغريمه بغرامة مالية.

ركل وصفع
وعلى نحو مشابه، اعتقل صبري عوض في نفس اليوم مع زميله مالك، ويقول إن الجيش عصب عينيه وأبقاه مقيدا أكثر من أربع ساعات، ومع بدء جلسة التحقيق تلقى صفعات على وجهه مع التهديد بالسجن لفترات طويلة إذا لم يعترف بالتهم المنسوبة إليه.

وأضاف أن ثلاثة محققين تناوبوا عليه قبل أن ينقل إلى سجن عوفر وتعقد له ثماني جلسات محاكمة انتهت بسجنه أربعة أشهر ونصف الشهر مع دفع غرامة مالية.

ومن جانبه، يقول سيّد عوض (17عاما) إن ثلاث سيارات عسكرية حاصرت منزله لاعتقاله في وقت مبكر من صباح 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تم تقييد يديه للخلف وعصب عينيه بشدة.

ويضيف أنه عُرض على المحققين في نفس مركز التوقيف وتعرض للتهديد والشتم والسباب بألفاظ بذيئة، قبل أن يشرع المحققون في ضربه وركله بشدة على رجليه.

ويقول سيد -الذي اعتقل في مرة سابقة قبل أن يتجاوز الخامسة عشرة من عمره- إن المحققين أجبروه على الإدلاء باعترافاته تحت التعذيب، ثم نقلوه إلى سجن عوفر حيث حكم بالسجن ستة شهور مع دفع غرامة مالية.

ووفق الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان محمد عياد عوض، فإن الاحتلال اعتقل منذ مطلع العام الجاري 53 طفلا من البلدة، وقد أفرج عن معظمهم بينما لا يزال البقية رهن الاعتقال.

ومن جهتها، توثق منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية شهادات الفتية المفرج عنهم، وتؤكد تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة في مركز توقيف عتصيون، وخاصة الضرب والتهديد بهدف إجبارهم على الاعتراف، وفق تأكيد الباحث في المنظمة موسى أبو هشهش للجزيرة نت.