خبر الإعلام الفلسطيني إذ يشارك في الهجوم على الإخوان! ..لمى خاطر

الساعة 06:10 م|29 مايو 2012

ن نطالع ونستمع ونشاهد يومياً إلى أخبار وتحليلات الإعلام الفلسطيني الرسمي في معرض تغطيته لانتخابات الرئاسة المصرية، ونجدها مستقاة من كومة التشويه الهائلة التي يضخّها الإعلام الرسمي ضدّ جماعة الإخوان المسلمين فهذا أمر يبدو عادياً حين نتحدث عن إعلام اعتاد على أن يقدّم خلافه مع التيار الإسلامي الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً على أية أولوية أخرى، وخاصة في المواسم الانتخابية إن فلسطين أو في هذا البلد أو ذاك!

لكنه كان أمراً باعثاً على الاشمئزاز أن تقدم صحيفة القدس الفلسطينية على نشر خبر مكذوب على صفحتها الأولى يوم السبت (26/05) يقول إن حفيد القيادي الإخواني الراحل سيّد قطب قد هاجم جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي، رغم أن قطب رحمه الله الذي كان قد سجن ثم أعدم مشنوقاً في سجون عبد الناصر (عام 1966) لم يتزوج، أي لم يكن له أبناء ولا أحفاد! وهو أمر معلوم بالضرورة لمن لديه الحدّ الأدنى من المعلومات عن المفكر الكبير قطب، رغم مرور كل هذه العقود على رحيله!

وحقيقة فقد ظننت بداية حين قرأت الخبر المنقول عن صحيفة القدس على مواقع التواصل الاجتماعي أنه مجرد نكتة، كتلك التي اعتاد النشطاء على إطلاقها في معرض تندرهم على كم الأكاذيب والتشويهات التي تصدر بحق جماعة الإخوان في مصر منذ أن بدأت ملامح صعودها الانتخابي هناك، لكنني حين عدت لعدد الصحيفة المذكور وجدت الخبر منشوراً بالفعل على صفحتها الأولى، ومنقولاً عن موقع مصري مشهور بالأكاذيب الرخيصة والأخبار الملفقة والمكرسة في معظمها للنيل من جماعة الإخوان، ولكن يبدو أن حجم الجاذبية في عنوان الخبر قد أغرى الصحيفة بنقله فور الوقوع عليه، ودونما حاجة للتثبت من أي مصدر آخر، فكانت النتيجة فضيحة مكشوفة باتت مادة للتداول على صفحات التواصل الاجتماعي!

ولكن لنفترض جدلاً وخبلاً أن هناك حفيداً بالفعل لسيّد قطب وانتقد جماعة الإخوان أو هاجمها، فما القيمة الإعلامية لخبر من هذا الطراز؟ وماذا يعني أن يصدر أي تصريح عن شخصية مغمورة كان والدها أو جدّها الأول أو السابع قيادياً في تنظيم ما؟ أم أن كلّ ما يساهم في الإساءة لتنظيم الإخوان مقدرّ وذو قيمة؟ وماذا يعني للصحف الفلسطينية الرسمية أن تنقل لجمهورها ما يطفح به الإعلام المصري من رداءة وسفاهة في سياق حملته المركزة على التنظيم؟

إن أقلّ ما ينتظر من صحيفة القدس هو أن تقدم لجمهورها اعتذاراً صريحا عن تسرّعها بنقل الخبر، وأن يكون الاعتذار في المكان ذاته الذي نشر فيه الخبر الأضحوكة، رغم أنني أشكّ بأن إعلامنا المهني تهمه مصداقيته كما يهمه التسويق لأجندة معينة، وتقديم الخبر والتحليل بقالب وفق مقاييس خاصة تتحكم في الصورة والعنوان، كما في النصّ والمضمون!

ورحم الله شهيد الكلمة المفكر الكبير سيّد قطب، الذي افترى عليه الجهلة والضالون في حياته، وبرروا قتله زوراً وبهتانا، وهم اليوم يسيؤون له ميتا، رغم أنهم في كلا الحالتين يقرّون رغماً عنهم بعلوّ قامته وحجم أثره الذي ما زال حاضرا، بعد عقود على رحيله!