خبر هيئة علماء القدس: رفع علم الاحتلال داخل المسجد الأقصى مقدمة لخطر داهم

الساعة 11:14 ص|29 مايو 2012

فلسطين اليوم

قالت هيئة علماء ودعاة القدس بأن رفع العلم الصهيوني في المسجد الاقصى المبارك إشارة واضحة الدلالة من سلطات الاحتلال بأن المسجد خاضع لسيادتها.

وأضافت، في بيان لها اليوم: "ان رفع العلم على أي سارية أو عمارة مؤشر خضوع تلك الأرض للسيادة التي يرتفع العلم عليها، ينطبق هذا على السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية في العالم، حيث إن رفع العلم يعطي المؤسسة حصانة وتصبح الأرض التي تقوم عليها البناية منطقة سيادة للدولة صاحبة العلم... وفي حال المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر أرضاً وسماءً وما تحت الأرض منطقة إسلامية خالصة، يُعدّ رفع العلم الصهيوني لكل من يعنيهم الأمر؛ فلسطينيين محليين وعرب ومسلمين بأن المسجد الأقصى لم يعد معلماً إسلامياً مقدساً، وأن الاستيلاء عليه قد بات وشيكاً... وهذا ما ينبغي أن يفطن اليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها؛ لأن السكوت عن هذا الاجراء، يعدّ تشجيعاً للمحتلين على مزيد من الأعمال الإلحاقية للمسجد الأقصى المبارك، فتبدأ العملية بخطوة رمزية (مثل رفع العلم) ثم تتبعها زيارات بأعداد صغيرة، تزداد بمرور الوقت حتى تنتهي بتقسيم هذا المسجد كما حصل للمسجد الإبراهيمي في الخليل".

وتابع البيان: "إذا حصل هذا –لا قدّر الله ولا سمح- فإن الرمز الديني والسياسي والوطني وهو المسجد الأقصى سيكون قد سقط، ومعه وبه لن يكون هناك أي حراك، ونحن إذ نهيب بالأشقاء والأصدقاء ألا يسكتوا عن هذا العمل الخطير الذي يحمل معنى واحداً لا ثاني له، وهو أن المسجد الأقصى المبارك، قد جرى إلحاقه بالسيادة الصهيونية للدولة المحتلة".

وجاء في البيان: "لقد تمكنت (اسرائيل)  خلال السنوات الخمس والأربعين الماضية من احتلالها للقدس (شرقاً) من إلغاء مظاهر السيادة العربية في عديد من المؤسسات مثل بيت الشرق، والغرفة التجارية وغيرهما، وتسللت نحو المناهج الدراسية وعبثت بها، وهي اليوم تريد أن تفرض على ما تبقى لنا من رموز ألا وهو المسجد الأقصى المبارك، بما يحمله من أبعاد دينية ووطنية وسياسية، فهل يسمح عرب اليوم ومسلموهم أن يحدث ذلك؟ أم أنهم سيتحركون بفعل، حتى لا يكونوا مجرد صدى ورد فعل لأفعال الآخرين؟".

وناشدت الهيئة ابناء الامتين العربية والاسلامية بألا "يتخلوا عن الأقصى؛ فإنه آخر قلاعنا، ورمز كرامتنا المتبقية، أما نحن فسنبقى نحرسه بما نملك من مهج وأرواح وأموال، فكونوا للأقصى أنصاراً ولا تخذلوه".

كما ندد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس بإقدام مجموعة من جنود الاحتلال على رفع العلم الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى امس، وذلك في خطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين في العالم الذين يعتقدون بحقهم الخالص في مسرى نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

واكد ان هذه الخطوة كذلك تعبر عن تفاقم الأخطار التي تهدد وجود المسجد الأقصى وبقائه في حوزة المسلمين، فسلطات الاحتلال ماضية في انتهاكها لحرمة هذا المسجد وتشديد الحصار عليه بهدف تحقيق غاياتها الآثمة فيه.

 

ودعا المفتي قادة الأمة وشعوبها والقوى المؤثرة فيها إلى القيام بجهود فاعلة من أجل إنقاذ القدس ومسجدها الأقصى مما يتهددهما ويحاك لهما، فالخطب جلل، والخطر داهم، والعدو لدود ومتربص، فلا بد من عمل جاد قبل أن لا ينفع الندم.

 

ونبه إلى الدور الذي يمكن أن تقوم بأدائه دول العالم الحر ومؤسساته الإنسانية تجاه القدس والأقصى، فما يجري يهدد الاستقرار العالمي والتراث الإنساني وينتهك قيم العدالة والحق التي ينبغي أن تسود العالم بأسره.

 

في السياق ذاته أكدت الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس -في ردها على ما اقترفه جنود الإحتلال من جرم برفع ما يسمى (علم إسرائيل) في باحات المسجد الأقصى المبارك- بأن استفزاز كيان الإحتلال لمشاعر العرب والمسلمين المتكرر لن يأتي بالأمن والأمان على المنطقة.

 

وقالت في بيان لها اليوم بأنه من الواضح أن الكيان يسعى إلى جر المنطقة إلى صدام لا تحمد عواقبه، وذلك في إشارة إلى جملة ما يقوم به كيان الإحتلال من إجراءات واستفزازات مستمرة بحق أصحاب الأرض الحقيقين. وأكدت بأن حالة الهدوء لن تستمر طويلاً فأي فعل سيلقى رداً خاصة وأن الحديث يتم عن المقدسات التي لم تسلم من الهجوم المتكرر عليها بهدف بسط السيطرة واحكامها على المعالم المعبرة عن عروبة وإسلامية الأرض.

 

وجاء في البيان: "ما الغطاء الحكومي الأمني والسياسي لتلك الإجراءات ما هو إلا تأكيد آخر على شرعنة تلك الممارسات ومحاولة توجيهها بما يخدم المخططات المعلنة وغير المعلنة لتأكيد يهودية القدس التي تعيش حالة من التآكل اليومي باستهداف التفاصيل اليومية للمواطن المقدسي لجره إلى الهجرة بعيداً عن القدس ومحيطها والذي هو الآخر مستهدف.

 

وأضاف البيان: "بأن حالة الصمت القائمة على ما يجري لن تستمر طويلاً، فالأوضاع في القدس باتت لا تطاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الأمر الذي سيفجر المنطقة بأكملها وستنقلب الأمور رأساً على عقب في ظل عدم وجود أي أفق سياسي للحل مما يعني فوضى وفراغ سياسي وبالتالي أزمة بدون مخرج.