خبر صحيفة: حركة فتح وضعت قائمة بأسماء شخصيات مستقلة لحكومة التوافق

الساعة 06:31 ص|28 مايو 2012

غزة

علمت صحيفة 'القدس العربي' من مصادر خاصة أن حركة فتح وضعت قائمة بأسماء شخصيات مستقلة بعضها مشارك في الحكومة الحالية، لطرحها خلال المباحثات مع حركة حماس التي ستنطلق اليوم لشغل مناصب وزارية مرة أخرى في حكومة التوافق، وذلك بعد أن أجلت هذه المباحثات ليوم واحد بسبب تعذر وصول رئيس لجنة الانتخابات إلى قطاع غزة للإعلان عن بدء عمل لجنته.

ووفق ما أكده مسؤول رفيع في حركة فتح لـ'القدس العربي' فقد ذكر أن حركته التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، وضعت تصوراً بأسماء شخصيات مستقلة لطرحها خلال المباحثات التي ستنطلق في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الاثنين، لشغل مناصب وزارية في حكومة التوافق.

وبحسب المعلومات التي أكدها هذا المسؤول فإن الأسماء التي يحملها وفد فتح تضم وزراء حاليين من الشخصيات المستقلة، يحظون بثقة الرئيس عباس.

وشكلت قبل أيام حكومة جديدة في برئاسة الدكتور سلام فياضن تضم شخصيات قيادية بارزة في أحزاب فلسطينية، وفي مقدمتها شخصيات من حركة فتح، إضافة إلى شخصيات مستقلة، تشرف على بعض الوزارات السيادية والخدماتية، وتلاقي قبولا من المجتمع الدولي، خاصة وزراء الخارجية رياض المالكي، المقرب من الرئيس عباس، والمالية الجديد نبيل قسيس. ويتوقع أن تعيد فتح طرح هذه الأسماء للعمل في حكومة التوافق، التي سيرأسها الرئيس عباس.

وذكر المصدر الفتحاوي أنه سيتم خلال المباحثات طرح هذه الأسماء على طاولة البحث مع حركة حماس، التي هي الأخرى ستطرح من جانبها أسماء أخرى لشغل مناصب وزارية، لكنه أكد أن فتح سترفض بشدة أي مرشح لا تنطبق عليه شروط 'الاستقلالية الكاملة وعدم تبعيته لأي تنظيم لا من قريب أو بعيد'.

 وفي السياق أكد صخر بسيسو عضو وفد حركة فتح في الحوار لـ'القدس العربي' أنه لم يجر خلال الحوارات السابقة التي جرى فيها توقيع اتفاق المصالحة مع حماس على أن يكون هناك منصب نائب لرئيس الوزراء، لافتاً إلى أن ما اتفق عليه فقط هو أن يكون الرئيس عباس هو رئيس الحكومة.

وكذلك أوضح أن تلك اللقاءات لم يتم خلالها تحديد عدد أعضاء الحكومة المرتقب تشكيلها.

لكنه أشار إلى أن كل الملفات ستكون مطروحة على طاولة البحث مع حركة حماس، بهدف إنهاء الانقسام، مؤكداً على أن حركة فتح 'ستمضي في كل الطرق التي من شأنها أن تسهل الوصول إلى تشكيل الحكومة'.

وعاد بسيسو وأكد خلال حديثه لـ'القدس العربي' على أن فتح تطلب بأن يكون الوزراء في حكومة التوافق من 'المستقلين والتكنوقراط، وأن يكونوا وطنيين قادرين على العمل'.

ورفض بسيسو الحديث عن إن كان وفد حركة فتح يحمل قائمة بأسماء الوزراء المقترحين للعمل في حكومة التوافق، واكتفى بالقول أن حركته 'جاهزة لإنهاء الملف'.

وكان مسؤول في حركة حماس قال ان لقاءات القاهرة التي ستنطلق اليوم، سيتم خلالها التوافق على كل أسماء الوزراء بمن فيهم الذين سيشغلون المناصب السيادية، وكذلك منصب نائب رئيس الحكومة.

ولا يتوقع أن تمر خطوات تشكيل هذه الحكومة دون عوائق، إذ سبق وأن فشلت الحركتان في أكثر من مرة في تنفيذ اتفاقيات تنص على إنهاء حقبة الانقسام، بسبب خلافهم في وجهات النظر حول كيفية وطرق تطبيق الاتفاق.

ولم يبد الفلسطينيون اهتماماً كبيراً في الاتفاق الأخير الذي وقع الأسبوع الماضي في القاهرة وينص على بدء حركتي فتح وحماس يوم 27 من هذا الشهر مباحثات لمدة عشر أيام، لتشكيل حكومة التوافق، يتبعها لقاء بين الرئيس محمود عباس، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، للإعلان عن الحكومة.

وأجل موعد انطلاق هذه المباحثات ليوم واحد، على أن تنطلق اليوم الاثنين، لعدة تمكن رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية الدكتور حنا ناصر من القدوم إلى قطاع غزة، للقاء رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، للإعلان عقب اللقاء عن بدء عمل لجنته في تحديث سجل الناخبين، وهو أمر طلبت به فتح، وعدته أحد بنود إعلان الدوحة.

وتقول فتح ان هذا الإعلان الذي وقع قبل شهرين ينص على تولي الرئيس عباس رئاسة حكومة التوافق، وعلى بدء لجنة الانتخابات عملها قبل بدء مشاورات تشكيل الحكومة.

وجاء تأجيل وصول رئيس لجنة الانتخابات لغزة، بسبب عدم موافقة إسرائيل على هذا العبور من معبر بيت حانون 'إيرز' لفرضها إغلاق على القطاع بسبب أحد الأعياد اليهودية، الذي ينتهي اليوم.

وقال عزام الأحمد رئيس وفد فتح في حوارات المصالحة في تصريحات صحافية ان التأجيل اليوم واحد 'ليس بالإشكالية طالما أن النوايا هي باتجاه التنفيذ'.

وأوضح أنه فور بدء عمل لجنة الانتخابات مهامها في غزة، ستنطلق مباحثات مع حركة حماس لتشكيل حكومة التوافق الانتقالية، لافتاً إلى أن هذه المشاورات ستبدأ بين فتح وحماس، ثم ترفع النتائج إلى الرئيس عباس ليتشاور مع باقي الفصائل، قبل أن يلتقي مع مشعل في القاهرة للإعلان عن الاتفاق.

وفي سياق قريب أعلنت مجموعة شخصيات جديدة من قيادة تجمع الشخصيات المستقلة عن انسحابها من هذا التجمع الذي يرأسه الدكتور ياسر الوادية، لتكون ثاني مجموعة تنسحب في غضون شهر.

وذكرت ثلاث شخصيات من قيادة التجمع في بيان لها أن انسحابها جاء بسبب 'إتباع سياسة التفرد في اتخاذ قرارات التجمع رغم كل المحاولات التي بذلناها للعمل بالوسائل الديمقراطية وتصويب مسيرة التجمع والتي باءت بالفشل رغم أنها كانت للمصلحة العامة'.

وتعول الشخصيات المستقلة البارزة على شغل مناصب وزارية في حكومة التوافق الوطني، إذا ما كتب للحوارات فتح وحماس التي ستنطلق اليوم في القاهرة النجاح.