خبر قطاع الصيد يختنق في غزة

الساعة 06:18 ص|26 مايو 2012

غزة

تخنق الزوارق الحربية الإسرائيلية والحملات التي تشنها السلطات المصرية على تهريب الوقود الى قطاع غزة اسطول الصيد الصغير للقطاع، ما يحوّل جيلا من الصيادين تدريجيا الى تجار أسماك.

ومنذ العام 2009 لم يستطيعوا الإبحار لأبعد من نحو خمسة كيلومترات، بسبب الحصار الذي تفرضه اسرائيل بصرامة. وفي العام الحالي يخرجون بالكاد بسبب وصول سعر الديزل الى ثلاثة أمثاله.

وهناك نحو 3700 صياد يعملون بدوام كامل في قطاع غزة ولديهم استعداد لخدمة سوق تتكون من 7ر1 مليون فلسطيني. وكانوا يصدرون الأسماك لإسرائيل. ألان تستورد غزة نحو 80 في المئة من احتياجاتها من المصريين والإسرائيليين.

وقال محمد العاصي (66 عاما) الذي عمل صيادا معظم سنى حياته، ويترأس حاليا جمعية الصيادين في غزة وهي لا تهدف للربح وتدعم ملاك الزوارق بالمعدات والثلج والوقود "في فترات مضت كنا نوزع فائض السمك على الفقراء والمحتاجين وفي هذه الايام تحولنا الى شحاذين نطرق باب المؤسسات للمساعدة".

وأضاف "تماما كما السمك نحن نموت ان ابتعدنا عن الماء كثيرا. في السابق كنا نصدر ثماني شاحنات سمك الى إسرائيل واليوم إسرائيل تغلق البحر في وجهنا وتصدر السمك لنا."

وتعد الأسماك الطازجة التي يتم اصطيادها من البحر المتوسط ويتم شويها او قليها الطبق المفضل في غزة. وتحظى أسماك الهامور والقاروس بإقبال. لكن في العام الحالي لم يستطع الأسطول الاستفادة حتى من موسم صيد السردين الرخيص والذي يتم اصطياده بوفرة.

حين تقود السيارة على امتداد الطريق الساحلي بمدينة غزة لا يمكن ألا تلاحظ سوق السمك وهو ردهة مغطاة بها 12 متجرا مزينة بصور أنواع الاسماك المختلفة. ويحمل نسيم البحر رائحة القريدس والسلطعون الطازج.

وانبهر صبيان بصحبة والدهما بأسماك القنبر.

ويسأل الرجل مندهشا "هل هذا سمك لوقس.." ويصف ابناء غزة هذا النوع من السمك بأنه "الوجبة الملكية" لكن وجوده نادر هذه الايام.

وقال ايمن ابو حصيرة وهو صاحب مطعم ومحل لبيع السمك "كما ترى فقد منحنا البحر سمكتي لوقس اليوم" وعرض سمكة وزنها عشرة كيلوجرامات وصل سعرها الى 80 شيقل (21 دولارا) للكيلو بعد أن كان 50 شيقل (13 دولارا) منذ بضعة اشهر.

وأضاف "سمك السردين قريب جدا وفي نفس الوقت بعيد جدا."

وأردف قائلا "نستطيع رؤية مكان تواجده ولكن لا نستطيع الوصول إليه بسبب القيود البحرية من قبل إسرائيل".

ووضعت اسماك السردين المستوردة من مصر في صناديق على عربة يجرها حمار ويباع الكيلو منها مقابل 2ر1 دولار. في المناسبات القليلة التي عرضت فيها اسماك سردين تم اصطيادها محليا بلغ سعر الكيلو 5ر6 دولار للكيلو وهو سعر يفوق امكانات معظم الاسر.

وقال ابو حصيرة "لقد أثرت على مستوى دخلنا. انني اخسر ما قيمته 60 في المئة من دخلي مقارنة بالمواسم الماضية".