خبر حمدين صباحي.. حصان أسود ينتظره دور أكبر بعد انتخابات الرئاسة

الساعة 07:15 م|25 مايو 2012

فلسطين اليوم

حقق المرشح الرئاسي المصري حمدين صباحي صعودا متأخرا في الشعبية، قفز به إلى المركز الثالث في نتائج الجولة الأولى للانتخابات، فيما وصفه محللون بأنه الحصان الأسود في الجولة الأولى من الانتخابات، بما يؤهله لدور مستقبلي أكبر.

وبرغم أن النتائج غير الرسمية تشير إلى أن جولة الإعادة ستكون يبن محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي، فإن صباحى كان مفاجأة الجولة الأولى.

أزاح صباحي في طريق صعوده المرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح العضو السابق في الإخوان المسلمين الذي حل رابعا، ووزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى أشهر اسم ضمن المرشحين والذي حل خامسا.

وخاض 13 مرشحا الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الديمقراطية الأولى في تاريخ البلاد لاختيار رئيس جديد بعد مبارك الذي أمضى في السلطة ثلاثة عقود.

وانشغل صباحي المولود لفلاح من أبناء محافظة كفر الشيخ في دلتا النيل خلال سنوات دراسته الجامعية للإعلام وعمله بالصحافة بالدفاع عن الفقراء وحقوقهم. وحرص على التواجد في العديد من احتجاجات الشوارع ضد نظام مبارك.

وطرح نفسه في الانتخابات تحت شعار "واحد مننا رئيسا لمصر". وصعدت شعبيته بعد المناظرة التليفزيونية الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية والتي خاضها موسى وأبو الفتوح لكن أداءهما جاء باهتا.

ويعيد صباحي للأذهان صورة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي كان أحد أبرز المنادين بالوحدة العربية وانحازت سياساته الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة.

ويقول الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز إن ما يحاول أن يقدمه صباحي "هو العائد السياسي والاجتماعي لسياسات العهد الناصري مع تفادي الأخطاء خاصة ما يتعلق بكبت الحريات والممارسات القمعية".

ودعم عبد الحكيم عبد الناصر أصغر أبناء جمال عبد الناصر صباحي ورافقه في بعض جولاته الانتخابية بالمحافظات. وذكر الموقع الرسمي لحملة صباحي أنه حصل أيضا على تأييد هدى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل والأستاذة بجامعة القاهرة.

ومن المؤيدين الآخرين والدة الناشط خالد سعيد الذي تسبب مقتله خلال القبض عليه بمدينة الإسكندرية الساحلية في إثارة شرارة ثورة 25 يناير، وأيده أيضا الأدباء بهاء طاهر وعلاء الأسواني ويوسف القعيد وشاعر العامية عبد الرحمن الأبنودي والمؤلف الموسيقي عمار الشريعي والممثلان نور الشريف وفاروق الفيشاوي والمطرب علي الحجار والمخرج خالد يوسف ونقيب الصحفيين الأسبق جلال عارف.
ويقول جمال عبد الجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية "القوى المدنية والعلمانية التي ساهمت بشكل كبير في الثورة اختارت صباحي مرشحا لها وهذا سبب صعود نجمه إضافة إلى تراجع حظوظ مرشح أقل ندية وهو موسى".

وأضاف "أداء موسى في الفترة الأخيرة لم يكن جيدا وشجع الناخبين على البحث عن أقرب المرشحين لوجهة نظرهم المدنية وتلقى صباحي تأييد مجموعتين رئيسيتين ... القوى الثورية المدنية والقوى الوسطية المدنية التي انفضت من حول موسى".

ويرى عبد الجواد أن صباحي يحمل على عاتقه قيادة التيار المدني الذي يفتقر للإطار التنظيمي من أجل تحقيق نوع من التوازن بينه وبين التيار الإسلامي.

واعتمد البرنامج الانتخابي لصباحي على ثلاث ركائز، الأولى هي حرية يصونها النظام الديمقراطي والثانية عدالة اجتماعية تحققها التنمية الشاملة والثالثة كرامة إنسانية يحميها الاستقلال الوطني.

وقال عبد الجواد لرويترز اليوم "الدور الأهم لصباحي بعدما تحول إلى شخصية سياسية عامة هو بلورة هذا التيار المدني لأن التأييد الذي حصل عليه أكبر من التيار الناصري."

وأضاف "مصر ليست الرئاسة فقط وهذا التيار يحتاج إلى إطار تنظيمي للتعبير عنه وربما يتمكن من إنتاج حزب مدني يمثل يسار الوسط... أتمنى ألا يقبل أي منصب بعد الانتخابات".

ولصباحي مواجهة شهيرة مع الرئيس الراحل أنور السادات خلال لقاء جمع السادات مع اتحاد طلاب مصر إذ انتقد صباحي في حديثه أمام السادات السياسات الاقتصادية والفساد الحكومي وكذلك موقف الرئيس الراحل من قضية العلاقات مع إسرائيل في أعقاب حرب أكتوبر 1973.

وكان صباحي عضوا بمجلس الشعب من 2000 حتى 2010 عن أهالى البرلس والحامول بمحافظة كفر الشيخ وهو وكيل مؤسسي حزب الكرامة.

وتكرر اعتقاله وهو نائب في مجلس الشعب وبدون رفع حصانته سنة 2003 خلال احتجاجات مناهضة للنظام المصري بسبب ما رآه كثيرون من المصريين تساهلا من الحكومة إزاء الغزو الأمريكي للعراق في ذلك العام.

صباحي أحد مؤسسى وقادة الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) والتي تأسست عام 2004 بعد أن صاغ 300 من المثقفين المصريين والشخصيات العامة وثيقة تطالب بتغيير سياسي حقيقي في مصر وبإنهاء الظلم الاقتصادي والفساد.

وساهم أيضا في تأسيس الحزب الاشتراكي العربي ثم تأسيس الحزب العربي الناصري، وتعهد صباحي بإعادة كل اموال الشعب المنهوبة وقال إنه إذا فاز بالرئاسة فسيقطع إمدادات الغاز المصرية عن إسرائيل ويعمل على أن يصل الغاز الطبيعي لكل منازل مصر خلال ثلاثة أعوام.
وصباحي متزوج وله ابنة وابن.