خبر كينغ شمينغ.. هآرتس

الساعة 08:22 ص|25 مايو 2012

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: بيبي ليس زعيم الخطوات التاريخية. فهو خطيب لامع، ولكنه خواف حين يدور الحديث عن تنازلات هامة مثل "الارض مقابل السلام". ليس صدفة أنه يحتاج الى ايهود باراك الى جانبه في منصب هارون لدى سيدنا موسى - المصدر).

في الصورة الجماعية لستين من ذوي الدم الازرق، الذين احتفلوا بستين سنة على تتويج الملكة اليزابيت الثانية، برز في غيابه كينغ بيبي. مع كل الاحترام للمجلة الامريكية "تايم" التي توجت صورة مدح لنتنياهو على غلافها بكلمتي "الملك بيبي" – وفي أعقابها ست صفحات عن عظمة نتنياهو السياسية والفكرية – فان هذا لا يزال لا يجعل منه ملكا.

هذا التقرير استثنائي اذا أخذنا بالحسبان الموقف غير المؤيد من هذه المجلة لليهود ولاسرائيل. مرتان على الاقل ظهر هتلر في غلاف المجلة. مرة بصفته رجل السنة في 1938، ومرة في 1939 – حين اندلعت الحرب. عندما صعد مناحيم بيغن الى الحكم قرر محررو المجلة بان اسمه صعب على النطق. ولهذا فقد اشاروا بين قوسين الى أن بيغن يتقاطع مع "بيجين" – مقارنة حقيرة مع المخادع اليهودي البشع في رواية تشارلز ديكنز "اوليفر تويست". طريقة غريبة لوصف التحول السياسي في اسرائيل.

حتى بعد كامب ديفيد وتنازل بيغن عن كل سيناء حتى آخر ميلمتر، بما في ذلك تدمير المستوطنات فان السادات هو الذي حظي بالتقرير المركزي وصورته بغلاف "التايم". جائزة نوبل للسلام على الاقل لم تظلم رائدي السلام.

كاتب التقرير الحالي هو ريتشارد ستينغل، محرر "التايم" الذي يكافح مثل كل وسائل الاعلام المكتوبة عن وجودها. ودون الاستخفاف لا سمح الله بنزعته الصحفية لاذهال قرائه، يحتمل أن يكون قراؤه اليهود امام ناظريه. قبل اسبوع من ذلك خرجت المجلة بتقرير افتتاحي استفزازي ظهرت فيه شابة بلباس مثير، بقميص مفتوح لارضاع ابنها ابن الاربعة. واثار الموضوع كما طرح جدالا وكذا أيضا مبيعات المجلة.

واذا بتنا هناك، فمرغوب فيه أن ينظر بيبي، الذي يذوب من الشرف الذي اغدقته عليه التايم جيدا الى الغلاف موضع الحديث. فلعل هذا يذكره كم نحن متعلقين بحليب الام امريكا وكم مهما أن نفهم بان هذه الحلمة لن تغذينا الى الابد. الولايات المتحدة كقوة عظمى وزعيمها الحالي الرئيس اوباما غير معنيين بان تتصدر اسرائيل الاستراتيجية العالمية وتقرر حقائق تلزم الولايات المتحدة بحرب اضافية ولانقاذ اسرائيل، المرة تلو الاخرى.

محرر "التايم" الذي زار اسرائيل لغرض اعداد التقرير، التقط على ما يبدو بان الاسرائيليين بشكل عام، واعضاء الليكود بشكل خاص يعشقون لقب "ملك اسرائيل". سواء بيغن، أم شارون، دافيد ليفي وفوقهم جميعا بيبي، حتى في الايام التي هزموا فيها كانوا "ملوك اسرائيل". يمكن ان نفهم كيف أن كاتبا مجربا جدا يستخدم لقب "كينغ بيبي". في محادثات طويلة اجراها الرجلان روى له بيبي ضمن امور اخرى عن ابيه وعن أخيه واقنعه بانه يتدفق في عروقه دم أزرق.

بيبي قال لمحادثه ايضا انه في 1999 كان واثقا بانه قد انتهى. وبالفعل فان فريق "الايكونومست" البريطانية الذي جاء الى هنا في ظروف مشابهة، وصف بيبي في تقريره الافتتاحي بانه "فاشل منتظم". وليس صدفة ان سمعة المجلة البريطانية هذه تسير أمامها كمصدر ومقدر سياسي مصداق.

بعد الثناء الذي اغدقه على بيبي، يعرض الكاتب السؤال اذا كان سيجلب سلاما أم حربا، وهكذا فانه يتجاوز القاعدة التي يتعلمها كل صحفي في بداية طريقه: إعرض الحقائق، لا تعرض علامات استفهام. وبالذات ليس لبيبي، المعروف بصرف كل موضوع محرج بملاحظة "ليست هذه هي المشكلة"، وبعدها تأتي الذريعة في اننا نريد "ولكنهم لا يريدون" وما شابه.

بعد ان أقام بيبي الحكومة الاكبر بثمن بخس، اتصلت به هيلاري كلينتون وقالت له ان هذا هو الزمن للقيام بامور عظيمة. ولكن بيبي ليس زعيم الخطوات التاريخية. فهو خطيب لامع، ولكنه خواف حين يدور الحديث عن تنازلات هامة مثل "الارض مقابل السلام". وثمة من يعتقد بانه لن يتجرأ على العمل الى ما أكثر من الهذر. فهو ليس مبنيا من مادة بيغن، لا في الحرب ولا في السلام. وليس صدفة أنه يحتاج الى ايهود باراك الى جانبه في منصب هارون لدى سيدنا موسى.

بيبي، الذي ذعر فجأة من فكرته لتقديم موعد الانتخابات، تراجع وبثمن زهيد. في الهالة التي يعيشها في حكومته الكبيرة ظاهرا، ليس في نيته ان يتخذ اي مبادرة سياسية، وذلك لانه حتى في الحكومة المضخمة يوجد مظهر مضلل: الاصوليون، اليمين في حزبه، موفاز وليبرمان لن يسمحوا له. اسم لعبته كان ولا يزال دوما البقاء.

كينغ – شمينغ، الملك عارٍ.