عقب انتخابات الرئاسة

خبر تحليل : تدهور في مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية

الساعة 06:27 م|24 مايو 2012

وكالات

تسود الأوساط الإسرائيلية سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو المستوى الأمني حالة من القلق والترقب والحذر الشديد جراء نتائج انتخابات الرئاسة المصرية الذي يتوجه الناخبون فيها لإدلاء أصواتهم لليوم الثاني على التوالي.

ويخصص الإسرائيليون تحليلاتهم حول قرار جماعة الإخوان المسلمين بتقديم مرشح لهم في الانتخابات الرئاسية معتبرين ذلك انخراط أعضاء الجماعة من نوع جديد داخل الحلبة السياسية في مصر بعد انقطاع دام عدة سنوات بسبب ما كانوا يواجهونه من ملاحقات من قبل النظام المخلوع، خاصة بعد أن برعت أيضاً بنجاح غير مسبوق في الانتخابات البرلمانية والتي حصلت خلالها على أكثر من 47% من إجمالي أصوات الناخبين.  

وفي تحليل إسرائيلي خاص للعميد احتياط "شاؤول شاي" حول الأوضاع التي تشهدها مصر والتوجهات الإخوانية في حال فوز مرشحها في الانتخابات الرئاسية تجاه الاتفاقيات الموقعة والسياسة التي ستتبعها تجاه الدولة العبرية.

ويرى "العميد "شاي" أن قرار جماعة الإخوان المسلمين بزج مرشح لهم في الانتخابات الرئاسية جاء بعد يقين قيادة الجماعة بعدم الاكتفاء وكذلك عدم قدرة أغلبيتها في مجلسي الشعب والشورى على السيطرة في البلاد بعد نجاحها في الانتخابات البرلمانية من خلال القيام بتحدي المؤسسة الرئاسية.

ويشير "شاؤول شاي" إلى أن ترشح الإخوان للرئاسة يعبر عن ثقتها العالمية في قوتها وعزيمتها وإرادتها للسيطرة على غالبية مراكز القوة في مصر وخلال وقت قصير خلافاً لطريقتها التقليدي والمعروفة والتي كانت تفضل ذلك من خلال مسيرة أو طريقة حذره مستمرة أطول.

ويحاول المسئولون الإسرائيليون تجنب المواجهة مع أي طرف مصري منذ اندلاع الثورة المصرية خاصة الجماعات الإسلامية منها تخوفاً من انهيار اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين التي وصفها بعض المحللين الإسرائيليين أنها تقف على المحك، كما أنهم يبدون خشية كبيرة من صعود الإخوان المسلمون التي تعتبر أكثر الحركات المصرية دعماً لحركة حماس التي ستؤدي إلى انقلاب المعادلات الإقليمية.

ويؤكد "شاي" أن جذور نجاح الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928 تكمن في رؤيتها التي تدمج بين العناصر الدينية والاجتماعية والسياسية بطريقة إسلامية مختلفة عن باقي الحركات الإسلامية العالمية، مشيراً إلى أن مصدر قوتها الرئيسي هو في النظام الاجتماعي الاقتصادي والدعوة والتي أسستها وتم تطويرها والتي استطاعت عن طريق تلك الشبكة تجنيد أعداد هائلة من أعضائها ومؤيديها.

ويبرز "شاؤول شاي" في تحليله أن الجماعة قد تبنت منذ تأسيسها معاداة الصهيونية والتي شاركت بحسب الكاتب في محاربة "إسرائيل" قبل قيامها على الأراضي الفلسطينية عام 1948م، مشيراً إلى أن قيادة الإخوان رفضت حق "إسرائيل" في الوجود وعارضت على مدار السنوات الماضية اتفاقيات السلام الموقعة كما رفضت الحلول الوسطية بين الجانب الإسرائيلي والعرب.

واعتبر أن مساهمة الجماعة عسكرياً "إسرائيل" عام 1948م كانت محدودة في أهميتها الأيديولوجية إلا أنها نجحت في تكريس الجهاد ضد "إسرائيل" في نفوس أعضائها وأن لها أثر كبير في إثبات وجودها وقدرتها للحركة في ترجمة أفكارها لعمل فعلي.

ويرى أن نجاح جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية في مصر والتي أصبحت تمثل أبرز القوى المركزية في الهيئة السياسية المصرية سيؤدي إلى خرق جديد في العلاقات المصرية الإسرائيلية، موضحاً أن المستقبل لا يبشر بخير تجاه الإسرائيليين.