خبر خطاب ليوم النكبة -هآرتس

الساعة 08:08 ص|24 مايو 2012

خطاب ليوم النكبة -هآرتس

بقلم: الكسندر يعقوبسون

        (المضمون: اذا ما جرى احياء يوم النكبة الى هذا الحد او ذاك بروح أقوال الزعيم العربي الشيوعي في اذار 1949، فسيكون خطاب النكبة مستقيما أكثر ومجديا أكثر، للشعبين - المصدر).

        أحد لن يمنع المواطنين العرب الذين يريدون أن يحيوا يوم النكبة – فخسارة على الجهد. ما تبقى هو تصميم طبيعية هذا اليوم. وأنا أقترح بدء كل حدث ليوم النكبة بقراءة خطاب النائب العربي الشيوعي توفيق طوبي، في الكنيست الاولى، في اذار 1949.

        المندوب المنتخب للمواطنين العرب ذكر مصيبة شعبه في الحرب التي كانت انتهت لتوها، واشار الى المذنبين: "اقامة دولة اسرائيل ووقوفها في وجه المؤامرات والتدخل الامبريالي اتيح من خلال مقاومة جماهير الشعب في اسرائيل وحربهم من أجل الاستقلال والحرية"، قال.

        "محاولات الامبريالية لافشال قرار الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947، حول اقامة دولتين مستقلتين في بلاد اسرائيل، يهودية وعربية، والهجوم العسكري للامبريالية من خلال عملائها، الحكام العرب الرجعيين – بهدف منع قيام دولة اسرائيل – كل هذا كان في آن واحد موجه ايضا ضد مصالح الشعوب العربية في بلاد اسرائيل وفي البلدان العربية ضد اقامة دولة مستقلة وديمقراطية من الشعب العربي في بلاد اسرائيل. في مقاومتهم للحرب العدوانية ضد اسرائيل كانت القوى العربية الديمقراطية تخضع للقمع والارهاب من جانب الرجعية العربية. واذا كانت الامبريالية نجحت بشكل مؤقت في حرمان الجماهير العربية في بلاد اسرائيل من حريتهم واستقلالهم، واذا ما نجحت في أن تحل بالشعب العربي مصيبة يصدف أن يشهد التاريخ مثلها، فانها لم تنجح في تدمير دولة اسرائيل، وهذا انتصار لكل قوى الحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط".

 

        هذا النص هو ترجمة من العربية (في الاصل لا بد قيل بلاد فلسطين). توفيق طوبي لم يقل ما قاله لانه اضطر الى ارضاء المؤسسة الاسرائيلية: فخطابه يتضمن هجمات حادة على حكومة بن غوريون، وعلى رأسها ذلك في موضوع الحكم العسكري بل وتأييد لحق عودة اللاجئين (محبي السلام، ليس الفاشيين مؤيدي المفتي، على حد تعريفه). كان هذا في حينه موقف الحزب الشيوعي: حق تقرر مصير للشعبين، تأييد مشروع التقسيم، دولة يهودية الى جانب عربية، معارضة شديدة للحرب التي أديرت بقيادة المفتي ومن الدول العربية، بهدف معلن لابادة اسرائيل، واتهام مبادري الحرب بالعدوان ضد اسرائيل وبمصيبة الشعب الفلسطيني. بعموم الامر فهم حقا أيدوا في حينه دولتين للشعبين. كانت أزمنة. واضح أن خطاب طوبي متحيز ايديولوجيا. ليست الامبريالية هي التي حاولت تدمير دولة اسرائيل في حرب 1948 بل القومية العربية. البريطانيون كانوا بالفعل معادي في حينه لاسرائيل، ولكن ليسوا هم من بادر الى الحرب. ولكن اقوال طوبي افضل بكثير من الخطاب القومي المزايد الذي يجري اليوم في موضوع النكبة في أوساط القيادة والنخبة بين الجمهور العربي – بما في ذلك من جانب رجال حزب طوبي. في اطار هذا الخطاب محظور السؤال ماذا كانت افعال الطرف العربي في الحرب وماذا كانت اهدافه المعلنة. اذا ما جرى احياء يوم النكبة الى هذا الحد او ذاك بروح أقوال الزعيم العربي الشيوعي في اذار 1949، فسيكون خطاب النكبة مستقيما أكثر ومجديا أكثر، للشعبين.