خبر بالله عليكم: لم هذا الغياب؟!.. د. أيو ب عثمان

الساعة 04:53 م|22 مايو 2012

بالله عليكم: لم هذا الغياب؟!

 

بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان

كاتب وأكاديمي فلسطيني

 جامعة الأزهر بغزة

 

وإذا تكون كريهة أدعى لها         وإذا يحاس الحيس يدعى جندب

تـبـاً لتـلك قـضـية وإقـامـتي         فـيكـم على تلك الـقضية أعـجـب

                                                             (لسان حال الهيئة العمومية)

شهر كامل – وحتى كتابة هذا المقال – عاشته جامعة الأزهر بأكاديمييها وطلبتها وإدارييها بين مد وجزر... ثلاثون يوماً بليلها ونهارها أمضيناها – منذ ليلة الاثنين الثلاثاء 23/4/2012 وحتى هذه اللحظة (ليلة الثلاثاء الأربعاء 23/5/2012) ونحن نتوقع ونترقب، دون أن نرى على الأرض شيئاً، ودون أن نسمع من هذه النقابة شيئاً!!! لم هذا الغياب، يا ترى؟! ما الأمر؟!

بعد أن أُمطِر رئيس النقابة بمثل هذه التساؤلات، اضطر إلى الإجابة فقال: "نحن في حالة ترقب"، فكانت إجابته أكثر غرابة من السؤال، ذلك أن السؤال أو التساؤل هو حق للعاملين، فيما الإجابة على تساؤلات العاملين هي واجب يتحتم على رئيس النقابة وأعضائها أن يجيبوا عليه دون لف أو دوران أو مماطلة أو غموض. ما الذي يعنيه رئيس النقابة بإجابته: "نحن في حالة ترقب". أي ترقب هذا؟! ترقب ممن؟! ولصالح من؟! وما السر وراء هذا الترقب؟! ولماذا يحجب هذا السر عن العاملين الذين تدعي النقابة ورئيسها – عند مر الحاجة وقسوة الحالة –  أنهم مرجعيتها وأنهم قوتها وسيفها وذراعها، وأنهم هم وحدهم ولا أحد غيرهم هو صاحب السلطة والولاية عليها؟! يضطرني تصرف النقابة أن أتذكر المثل المصري العامي "أسمع كلامك يعجبني، أشوف عمايلك أتمخلل"!

قل لنا يا رئيس النقابة، وقولوا لنا يا أعضاء النقابة: ما الأمر؟! هل أنتم غائبون؟! هل أنتم مغيبون؟! ما السر وراء غيابكم وغياب أفعالكم وجداولكم؟! ما السر وراء اختفائكم على المستوى الفعلي وعلى المستوى الجسدي؟! نحن الهيئة العمومية... نسألكم ونسائلكم: ماذا وراءكم؟! ماذا فعلتم؟! وما الذي تفعلون؟! وماذا ستفعلون؟!

كل ذلك وأنتم عنا غائبون ونحن بسيء فعلكم عن قضيتنا والمداولات في شأنها مغيبون! ألستم أنتم القائلون لنا وقت احتياجكم إيانا أننا نحن مرجعيتكم ونحن شرعيتكم ونحن قوتكم؟! أين أنتم مما كنتم تقولون؟! ألا تشعرون بالخجل حينما تتذكرون أنكم عنا غائبون، وأننا عنكم وبسوء فعلكم عما  يدور حول جامعتنا مغيبون، منذ يوم الأربعاء 9/5/2012 ٍحيث وقفتنا معكم تحت أشعة الشمس وفي العراء؟!

عودوا إلى جادة العمل النقابي... عجلوا في التكفير عن سوءاتكم بحق العاملين... سارعوا إليهم لتستعيدوا ثقتهم فيكم... اطلبوا منهم الصفح أنكم غبتم عنهم وغيبتموهم عن قضيتهم التي يتقاذفها ويفتي بها هذا تارة وذاك أخرى، وهم عنها مغيبون... وقدموا لهم جردة حساب، معترفين لهم بما أتيتم عليه من خطأ تهميشهم إلى هذا الحد، لاسيما إذا تذكرتم أنكم – ومنذ الانعقاد الطارئ تحت أشعة الشمس وفي العراء – لم تتواصلوا معهم فحجبتم عنهم كل شيء حتى هذه اللحظة...

 تذكروا أنكم أصدرتم في 13/5/2012 جدول فعاليات على طول الأسبوع وعرضه، بدءاً من الأحد 13/5 وحتى الخميس 17/5،

 تذكروا أيضاً أنكم اختتمتم بيانكم بمطالبتكم مجلس الجامعة ومجلس الأمناء بالاستجابة الفورية لرغبات ومطالب الهيئة العمومية، وإلا فإنكم تحملونهم كامل المسؤولية عما ستؤول إليه الأمور في الجامعة في حال عدم الاستجابة...،

 وتذكروا أن من يصدر خارطة فعاليات على مدار أسبوع كامل اعتباراً من 13/5 من العيب أن يجيز لنفسه ترك العاملين هكذا دون أن يقول لهم شيئاً ودون أن يطلب منهم شيئاً، ودون أن يصدر لهم – مطلع الأسبوع التالي – خارطة طريق أخرى، سواء خارطة بالانفراج أو خارطة بالانسداد وما يليه...

 تذكروا.. وتذكروا.. وتذكروا.. وعوا.. وإلا فستكونون من الأخسرين أعمالا، ممن ضل عملهم النقابي وهم يظنون أنهم يحسنون عملا، واعلموا يقينياً بأن عقدكم أي اجتماع للهيئة العمومية، الآن، لن يرفع عنكم خطأ تهميشكم للعاملين وغيابكم عنهم وتغييبكم لهم طيلة الفترة الماضية، وتحديداً من 9/5 حتى اللحظة، ذلك أن العاملين كان ينبغي لهم أن يبلغوا حتى بكل صغيرة قبل أي كبيرة، طالما وأن الحالة قد دخلت نفق التأزم بسبب الاستقواء عليهم.

وبعد، فإن العاملين لم يعودوا، اليوم، بحاجة إلى القدرة على الاستدراك والفهم بأن المرجعية الأساسية للنقابة الحالية هي مرجعية أخرى غير الهيئة العمومية، وأن هذه الهيئة العمومية التي تتمسح بها النقابة، في أوقات العسر، إنما هي مجرد جسر للانطلاق منه، بغية القفز من فوق رؤوس العاملين إلى غايات خاصة ومطامح شخصية. وعليه، فلتعلم هذه النقابة أن هيئتها العمومية ما كانت لتساق، وإنما لتسوق.

أما آخر الكلام، فأرى الهيئة العمومية وكأن لسان حالها – استنكاراً واستهجاناً – يقول:

 هل في القضية إن إذا استغنيتم          وأمـنـتم، فأنـا البعـيـد الأجنب

وإذا الـشـدائـد بالـشـدائـد مـــرة          أشجعكم، فأنا الحبيب الأقرب