خبر دولة تبحث عن هوية- معاريف

الساعة 07:47 ص|22 مايو 2012

ترجمة خـاصة

دولة تبحث عن هوية- معاريف

بقلم: روبيك روزنتال

(المضمون: مع أننا نجلس في الشرق الاوسط ونتصرف كاننا في أمريكا، ولكن في نهاية المطاف الانتماء الحقيقي لاسرائيل هو لاوروبا - المصدر).

تجتاز اوروبا احدى الهزات الاكثر ايلاما منذ انتهاء الحرب الباردة. والازمة هي في اساسها اقتصادية – مالية، ولكنها تكشف عن مسائل مركبة من القومية والهوية، من اللقاء بين اوروبا وآسيا وافريقيا، تهددها بموجات من المهاجرين الذين سيغيرون هويتها.

وفي اطار ذلك يطرح مرة اخرى السؤال الاسرائيلي: هل نحن جزء من اوروبا؟ في نظر موجات المهاجرين نحن دولة اوروبية بكل معنى الكلمة، تعرض عملا وملجأ، حتى وان كان مشكوك في قانونيته، او مثلما وصف ذلك مهاجر عمل من ارتيريا: "اسرائيل – صبابا". ولكن شراكة المصير كهذه لا تخلق بعد شراكة في الهوية. في حديث جرى في صوت اسرائيل بين اسحق لفني وآفي بريمور، قال بريمور ان اوروبا ترى فينا جزءا منها دون صلة بخلافات الراي السياسية. ومع ذلك، فلسنا جزءا من الاتحاد الاوروبي وبالتأكيد لسنا ننتمي الى كتلة اليورو. إذن ما معنى هذا الانتماء لاوروبا؟

ينبغي ان يضاف الى ذلك حقيقة أنه توجد مجموعتا انتماء اخريان محتملتان لاسرائيل. الاولى هي رؤيا شمعون بيرس عن "الشرق الاوسط الجديد"، وهي تتحدث عن انخراط اقتصادي واجتماعي في المنطقة التي نعيش فيها. هذه الرؤيا ابتعدت ومن الصعب أن نرى في الافق اذا ما ومتى ستتحقق. مجموعة الانتماء الثانية تعرف بتعبير "الولاية الـ 51 للولايات المتحدة". ظاهرا الانتماء او الصلة بيننا وبين الولايات المتحدة هي الاقوى، ولها معنى بعيد الاثر. التعلق الاقتصادي بالولايات المتحدة واضح ، وخير كان أم شرا فاسرائيل هي جزء من الاستراتيجي العسكرية – السياسية لمنطقتنا القابلة للتفجر. فماذا لكل هذا واوروبا الغارقة في بحر من المشاكل.

الجواب يكمن في التاريخ القصير لاسرائيل الجديدة وفي مسائل الثقافة والهوية. امريكا غارقة في الثقافة الاسرائيلية الجديدة، في التكنولوجيا وفي الاقتصاد، وكذا في عدة فنون للعالم الجديد، كالسينما، التلفزيون والموسيقى. اما اوروبا بالمقابل فتوجد في الـ دي.ان.ايه لاسرائيل الجديدة. الصهيونية هي حركة اوروبية. التعابير التي نستخدمها في الخطاب الثقافي والسياسي هي اوروبية. تاريخنا البعيد والقريب هو اوروبي. ظاهرا، موجات الهجرة الى اسرائيل من بلدان الشرق كان يفترض ان تغير هذه المنظومة، ولكن الامر لم يحصل. البلدان العربية كانت وتعتبر عدوا سياسيا وعسكريا، ولا يمكن زيارتها، كما أنها لم تخلق بديلا حقيقيا للهيمنة الثقافية الاوروبية، والامر صحيح حتى اليوم.

اسرائيليون يتدفقون الى امريكا كي يجدوا عملا ويتطوروا اقتصاديا واكاديميا. اسرائيليون يتدفقون الى اوروبا كي يعودوا الى جذورهم الخاصة، الجذور القومية والى القصة اليهودية العاصفة والمأساوية للقرن الماضي، والتي وقعت معظمها إن لم يكن كلها على الارض الاوروبية. العاصمة الثقافية الاسرائيلية اليوم، رغم قوة نيويورك، هي برلين، وفي الماضي كانت باريس. فرقة كرة القدم للدولة هي برشلونة، والمدن مزروعة بالمطاعم الايطالية، الاسبانية واليهودية، التي هي عمليا شرق اوروبية. من امريكا لم نحصل الا على مكدونالز.

اليوم ظاهرا تأخذ اسرائيل الافضل من كل العوالم، تتأثر فقط بالهوامش من الازمة الاوروبية وتتمتع بالقبة الحديدية الاستراتيجية الامريكية. ولكن في الاماكن الاعمق، بما في ذلك في عصر تعدد الثقافات، فان اسرائيل هي جزء من اوروبا.