خبر يواصلون القتال ضد اسرائيل -هآرتس

الساعة 07:37 ص|22 مايو 2012

ترجمة خـاصة

يواصلون القتال ضد اسرائيل -هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: خلافا للالمان واليابانيين فان الكثيرين من أوساط الفلسطينيين ومؤيديهم العرب لا يزالون يأملون بهزيمة اسرائيل. بالنسبة لهم مظاهرات النكبة هي فقط مرحلة اخرى في المعركة المستمرة ضد اسرائيل – المصدر).

في الحرب العالمية الثانية حاولت ألمانيا احتلال العالم، قمع الشعوب غير الالمانية وابادة الشعب اليهودي – الى ان هزمت بعد خمس سنوات على أيدي جيوش الحلفاء. في 8 أيار يحتفل العالم باليوم الذي استسلمت فيه المانيا دون شروط، في 1945. كان هذا انتصار النور على الظلام.

الشعب الالماني عانى في زمن الحرب. اكثر من 5 مليون جندي ومليوني مواطن الماني توفوا. الملايين فقدوا منازلهم والملايين اصبحوا لاجئين حين ضمت اراضي المانيا الشرقية الى الاتحاد السوفييتي وبولندا واعيدت مقاطعة السودات الى تشيكوسلوفاكيا. مدن المانية دمرت وتضررت في القصف الجوي الذي كان يستهدف المس بالجهد الحربي لالمانيا واجبارها على الاستسلام.

ومع ذلك فان الألمان لا يحيون الثامن من ايار كيوم مصيبة، أو "النكبة الالمانية"؛ لا توجد أي مظاهرات في هذا اليوم. الالمان يعرفون بانهم جلبوا على أنفسهم المصيبة وحذار عليهم أن يتهموا الاخرين بذلك.

في 15 آب ايضا يحتفل العالم بانتصار وقع في الحرب العالمية الثانية – اليوم الذي استسلم فيه اليابان في 1945، حليفة المانيا، دون شروط، لجيوش الحلفاء. الشعب الياباني عانى الكثير في الحرب، التي حاول فيها احتلال الصين، الفلبين، بورما واندونيسيا. أكثر من مليوني جندي ياباني وثلاثة ملايين مواطن مدني ماتوا في الحرب. طوكيو قصفت وهدمت، وقنبلتان ذريتان خربتا هيروشيما ونجازاكي.

رغم ذلك فان الشعب الياباني لا يحيي في 15 آب المعاناة التي كانت من نصيبه في الحرب ولا يرى في هذا اليوم يوم "النكبة اليابانية". اليابانيون يعرفون، بانهم جلبوا على أنفسهم المصيبة وحذار عليهم أن يتهموا الاخرين بذلك.

وعليه، ما هو معنى النكبة الفلسطينية؟ موقعو "الكارثة الفلسطينية" اختاروا احياءها في 15 ايار، الصباح التالي لاعلان استقلال اسرائيل واليوم الذي اجتاحت فيه في العام 1948 الجيوش العربية بلاد اسرائيل بهدف تدمير الدولة اليهودية التي ولدت لتوها. العرب الذين اعتزموا تخريب الحاضرة اليهودية في بلاد اسرائيل، كانوا مقتنعين بانهم يوشكون على الانتصار في الحرب. ولكنهم تكبدوا هزيمة. هذا هو الاصل للمصيبة الفلسطينية، التي جلبها العرب على أنفسهم.

فلماذا إذن لا يقبل العرب حقيقة أن الحرب التي شرعوا فيها لتخريب الحاضرة اليهودية في بلاد اسرائيل هي السبب لمعاناتهم وانهم جلبوا مصيبتهم على أنفسهم؟ لماذا لا يعترفون بانهم هم المذنبون في مصيبتهم، مثلما اعترف الالمان واليابانيون بذنبهم، وبدلا من ذلك يحاولون القاء الذنب على اسرائيل؟

الفارق يكمن في أن الالمان واليابانيين اضطروا الى الاستسلام دون شروط، وعندما انتهت الحرب لم يكن لهم أي أمل أو نية للتغلب على القوى العظمى التي هزمتهم. بالمقابل، العرب لم يستسلموا؛ وافقوا فقط على وقف النار. لم يكن لاسرائيل النية والقوة اللازمتين لاجبارهم على الاستسلام دون شروط. وخلافا للالمان واليابانيين فان الكثيرين من أوساط الفلسطينيين ومؤيديهم العرب لا يزالون يأملون بهزيمة اسرائيل. بالنسبة لهم مظاهرات النكبة هي فقط مرحلة اخرى في المعركة المستمرة ضد اسرائيل.

وماذا بالنسبة لليهود في اسرائيل وفي الخارج، ممن ينضمون الى مظاهرات النكبة ويرفعون أعلام فلسطين، والطلاب اليهود في جامعة تل أبيب الذين انضموا الى زملائهم الفلسطينيين واتهموا اسرائيل "بالمصيبة الفلسطينية" – اولئك الذين يناسبهم اللقب الذي خلفه لينين "اغبياء فائقين". فهم يؤدون دورا هاما في نشر الاكاذيب.