خبر فصل القدس- معاريف

الساعة 07:34 ص|22 مايو 2012

ترجمة خـاصة

فصل القدس- معاريف

بقلم: بن درور يميني

(المضمون: قبل يومين، احتفلنا باحتشاد وبهاء بتوحيد مدينة القدس. ليست مدينة يهودية، بل مدينة ثنائية القومية. واذا واصلنا هكذا، فان ذات اليمين الذي يخلق لنا مدينة ثنائية القومية – هو ذات اليمين الذي من شأنه ان يقودنا الى دولة ثنائية القومية - المصدر).

القدس هي المدينة التي وُحدت أكثر من أي مدينة اخرى في العالم، ولكنها بقيت منقسمة، ربما أكثر من أي مدينة اخرى في العالم. اذا كانت القدس هي النموذج للتعايش بين الشعوب، فينبغي بالتالي نسيان الشعارات. هذا لا ينجح. ومع كل الاحترام للتصريحات، فان الواقع أقوى بقليل.

في الشيخ جراح يتظاهر العرب واليهود ضد دخول اليهود. المتظاهرون محقون، مع ان اليهود أثبتوا الملكية على المنازل. هم محقون لأن اختلاط السكان ليس وصفة للعيش الرائع معا، ولأن عرب المكان يخافون من ان اليهود لا يأتون كي يعيشوا بسلام وسكينة بل كي يتوسعوا. وهكذا، مع كل الاحترام للعدالة القضائية، توجد حاجة الى التخلي عنها في صالح العدالة السياسية الداخلية والخارجية ولا سيما في صالح العقل السليم. حقيقة ان متظاهري اليسار يعارضون التعايش بين اليهود والعرب في حي معين لا يجعلهم عنصريين. احيانا هم محقون بالذات.

عودة اليهود الى داخل الأحياء العربية على أساس ادعاءات قانونية ستؤدي بنا الى دعاوى مشابهة من عرب شرقي المدينة بالأملاك في غربي المدينة. الاستيطان من اتجاه واحد هو وهم من انتاج اليمين. ردا على مطلب امريكي بوقف البناء اليهودي لفندق "شبرد" ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن "لا يوجد أي قيد على العرب للسكن في كل مكان في القدس". وهو محق. هذا بالضبط ما يحصل. مئات العائلات العربية انتقلوا منذ الآن للسكن في غربي المدينة. في أحياء معينة، مثلما في هوامش التلة الفرنسية، دخول عرب شرقي المدينة يؤدي الى هرب اليهود. التعايش لا يوجد هناك، مثلما لا يوجد في الخليل ومثلما لا يوجد في الشيخ جراح.

تصريحات اهود اولمرت في بداية الاسبوع أثارت غضبا شديدا. يمكن ايضا الافتراض بأنه عندما تأتي التصريحات منه فانها تعاني من تخفيض هائل للقيمة، لأنه في السنة الاخيرة جند الرجل نفسه لحملة دعاية ضد اسرائيل. ورغم ذلك فانه محق. جزئيا على الأقل. يجدر بالذكر بأن اولمرت سبق ان عرض على الفلسطينيين تنازلا أليما في القدس أكثر من أي من أسلافه. غير ان عرضه ايضا لم يرضِ الفلسطينيين.

في الوضع الناشيء مشكوك ان يكون هناك مكان لتقسيم القدس. ولكن يجب العودة الى الفصل. لا توجد أي حاجة لأن يعاند اليهود فيدخلوا الى الأحياء العربية ولا حاجة لاستيطان عربي داخل أحياء يهودي. هذه وصفة مؤكدة للتوتر والعنف. قد ينجح هذا في نفيه شالوم (واحة السلام)، ولكنه لا ينجح في معظم المدن في العالم، حتى في تلك التي لا تعاني من شحنة تاريخية زائدة من النزاع الدموي أو الاحتلال، هكذا بحيث انه لا يوجد ما يدعو الى ان ينجح هذا في القدس بالذات.

المشكلة هي أننا أسرى الشعارات. وبدلا من انقاذ القدس فاننا نفقدها. بدلا من ان نخلق الظروف للتسوية في المستقبل، نحن نبني ايضا في الاماكن التي ليس لنا شيء نبحث عنه فيها. من حق العرب ان يعيشوا في أحيائهم، دون تهديد بامتشاق وثائق تدل على ملكية يهودية. من حق اليهود ان يعيشوا في الأحياء اليهودية، دون تهديد مشابه من الطرف العربي. القدس كانت وستبقى عاصمة اسرائيل. الاماكن المقدسة لن تعود لتكون محطمة ومغلقة، مثلما كانت في عهد الحكم السابق. ولكن هذا لا يعني أننا ملزمون بأن نخلق بالقوة بؤر نزاع ومواجهة. حسب استطلاع معهد واشنطن، فان 40 في المائة من سكان القدس العربية يريدون ان يبقوا تحت الحكم الاسرائيلي. هذا لا يعني أحياء مختلطة. في هذه اللحظة لا يوجد حل لمشكلة القدس، واذا كان حل، فان الاستيطان اليهودي، على الأقل في أجزائها الكدية، سيعرقل الحل، وكلما استمر هذا فان احتمال الحل ليس فقط سيقل، بل ان القدس ستكف عن ان تكون مدينة يهودية وستصبح مدينة ثنائية القومية. من يفضل القدس كعاصمة الدولة اليهودية يجب ان يفكر بحل أكثر ابداعية من شعارات "المدينة الموحدة". قبل يومين، احتفلنا باحتشاد وبهاء بتوحيد المدينة. ليست مدينة يهودية، بل مدينة ثنائية القومية. واذا واصلنا هكذا، فان ذات اليمين الذي يخلق لنا مدينة ثنائية القومية – هو ذات اليمين الذي من شأنه ان يقودنا الى دولة ثنائية القومية. ليست فقط المدينة ستوحد أوصالها، بل وايضا الدولة الواحدة والكبرى، ثنائية القومية، ستوحد أوصالها.