خبر نتنياهو المسكين -هآرتس

الساعة 08:55 ص|21 مايو 2012

نتنياهو المسكين -هآرتس

بقلم: يهودا بن مئير

        (المضمون: لو أُمضي اقتراح قرار ضم الضفة الغربية الى اسرائيل كما اقترحت عضو الكنيست ميري ريغف لتورطت اسرائيل في ازمة دولية شديدة لولا المسؤولية التي أظهرها رئيس الوزراء نتنياهو - المصدر).

        تعرفون قصة اليهودي الذي جاء الى بلدة ما وحل ضيفا في بيت الحاخام. وطلب الضيف قبل دخول السبت ان يودع لدى الحاخام محفظة مليئة بالاوراق المالية كان يبتغي ان يشتري سلعة بها في مطلع الاسبوع. قال الحاخام اذا كان الامر أمر مال فنحتاج الى شهود، فدعا الى بيته اثنين من أعيان المدينة وطلب اليهما ان يكونا شاهدين على ايداع المحفظة.

        بعد خروج السبت طلب الضيف ماله فأجاب الحاخام: لا أعلم عم تتحدث. وطلب الضيف استدعاء الشاهدين اللذين كانا شاهدين فأرسل الحاخام فورا يستدعي الاثنين اللذين قالا انهما لا علم لهما بما يتحدث عنه الضيف. رأيناه أول مرة في صباح السبت في الكنيس، قالا. وأوشك اليهودي ان يخرج من البيت حزينا مكشوف الرأس لكن الحاخام دعاه آنذاك وقال: هاك المحفظة التي أودعتها عندي، وسأله اليهودي: لماذا فعلت بي كل هذا فأجابه الحاخام بقوله: أردت فقط ان تعلم من تُعامل في هذه المدينة.

        تذكرت هذه الحكاية حينما قرأت ان أكثر وزراء الليكود صوتوا في اللجنة الوزارية للتشريع يؤيدون اقتراح قانون خاص من عضو الكنيست ميري ريغف يعني ضم الجزء الأكبر من اراضي يهودا والسامرة وان تدخل رئيس الوزراء الحازم وحده منع إمضاء الاقتراح الذي كان سيفضي الى ازمة سياسية لم يسبق لها مثيل. لا يمكن ألا نتفهم بنيامين نتنياهو وألا نعطف عليه حينما نرى من يُعامل.

        ان الحديث عن خطوة لم يقترحها أي رئيس وزراء من الليكود قط بل لم يزنها – لا مناحيم بيغن ولا اسحق شمير ولا اريئيل شارون ولا نتنياهو – وهي نقض سافر لاتفاقات موقعة والتزامات أعطتها اسرائيل للولايات المتحدة. واتخاذ قانون كهذا – وهذا مؤكد اليوم في الوقت الذي ربما تواجه فيه اسرائيل قرارات مصيرية وتحتاج لكل تأييد سياسي ممكن – هو عدم مسؤولية سافر. ولا يتوقع من ميري ريغف ومن داني دنون ان يتصرفا تصرفا مسؤولا لأن هذا يخالف ما في مورثاتهما الجينية. لكن يجوز لنا ان نطلب من وزراء الحكومة ان يُظهروا مسؤولية ويفكروا ايضا في مصلحة الدولة لا في الانتخابات التمهيدية في الليكود فقط وفي رهبتهم من فايغلين.

        ان الحديث في ظاهر الامر عن ناس جديين ذوي فهم وعلم بالتقديرات السياسية. أفلم يكن واضحا لهم ان اتخاذ قانون كهذا يعني التحرش وقلب الطاولة بالنسبة للعلاقات بالمجتمع الدولي كله، وزيادة عزلة دولة اسرائيل؟ وكيف نطلب الى مصر والاردن ان تحترما اتفاقات السلام في الوقت الذي تستخف فيه اسرائيل بالتزاماتها؟ ألم يفهموا ما أوضحه لهم بني بيغن – وليس هو يساريا بالضبط – ان الحديث في كل حال عن تغيير حاد لسياسة اسرائيل منذ كانت حرب الايام الستة وأن هذا القرار لا يُتخذ كأنه عمل عرضي باقتراح قانون خاص لعضو كنيست من المقاعد الخلفية؟.

        ان الحقيقة هي ان الوزراء فهموا الامر جيدا، لكنهم اختاروا بعدم مسؤوليتهم الهرب من بت القرار والقاء المسؤولية على رئيس الوزراء الذي هو من حسن حظنا البالغ صاحب المسؤولية. الويل لدولة يكون وزراؤها جُبناء. ان هذا الشعب يستحق وزراء انسب.