خبر الملك بيبي الأول- يديعوت

الساعة 08:54 ص|21 مايو 2012

الملك بيبي الأول- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

قال لي صحفي امريكي عاد في المدة الاخيرة من جولة في عدد من دول الشرق الاوسط ان الملوك هم الذين يبقون في العالم العربي، أما نظم الحكم الجمهورية فتسقط تباعا. وانظر ما حدث في تونس ومصر وليبيا. وانظر ما يحدث في سوريا، وفي امارات النفط. وفي المقابل فان النظم الملكية تثبت حتى في السعودية. وفي المغرب يلائم الملك نفسه للرياح الجديدة ويبقى، وحتى في الاردن. ان الحاضر للملوك.

قلت له: وعندنا ايضا.

قال: عفوا.

قلت حينما زرت اسرائيل آخر مرة كانت جمهورية وأصبحت الآن ملكية وهذا شيء رسمي، بل ان مجلة "تايم" كتبت هذا. فقد كان عنوان الصفحة الافتتاحية في عدد الاسبوع الماضي "بيبي ملك".

قال: هذا عنوان مُسل، لم اقرأ ذلك. وأصلحت ما قال بقولي انه عنوان تأسيسي. والبشرى هي ان اسرائيل تندمج في المنطقة في آخر الامر. فما هو جيد لأهل السعودية وأهل أبو ظبي جيد لليهود ايضا. ونحن نوشك ان نتوج ملكا علينا.

وسأل: هذا جيد من اجل ماذا؟

قلت: من اجل الاستقرار. فحينما عرض نتنياهو ائتلافه الجديد ذا الـ 94 نائبا برلمانيا، بين ان مشكلة اسرائيل الكبرى هي استقرار الحكم. وهو على حق، فالاستقرار هو الأساس. وهو الى الآن لم يقل هذا، لم يقله صريحا، لكن كما عرفتَ من زيارتك الاخيرة للسعودية، لا يوجد شيء أكثر استقرارا من ملك.

قال: من جهة ثانية...

وطلبت اليه قائلا: انتظر لحظة عند الجهة الثانية، فنحن لم نستنفد بعد النقاش في مزايا الملكية. فالملك لا يجب عليه ان ينافس في انتخابات وهكذا نكون قد وفرنا ملياري شيكل أو ثلاثة مليارات إن لم نقل أكثر. والملك لا يحتاج الى حزب لأنه لا توجد جلسات مركز ولا توجد انتخابات تمهيدية. والملك لا يحتاج الى حكومة ذات ثلاثين وزيرا بل يكفيه متيرنيخ واحد وراسبوتين واحد.

وأصر على التخمين. أنت تقصد اهود باراك، وذاك الذي يسمونه نتان ايشل؟ سأل.

من بين آخرين، قلت. لنمضِ قدما: حينما يوجد ملك لا يحتج أحد على تدخل زوجته في شؤون المملكة، فهي ملكة ويجوز لها ذلك. واولاد الملك أمراء ويُعتنى بهم منذ ان يولدوا بحسب ذلك. وأقرباؤه دوقات وبارونات. والبلاد جميعا مملوءة بالتكريم لهم. ومساعدوه ارستقراطيون. وهو يستطيع مثلا ان يُعين أخا مستشاره العسكري مديرا عاما لديوان القصر. وفي الجمهورية يسمون هذا تضارب مصالح. ويسمون هذا في الملكية وعي خدمة، ولا يشتكي أحد من ذلك.

قال: لحظة. أهذا ما يحدث عندكم اليوم؟.

قلت: ليس بالضبط، فما تزال توجد هنا وهناك جيوب تشتاق الى النظام القديم، لكن الاتجاه واحد وهو ان الشعب مع الملكية.

قال: أتعلم قد أقنعتني. ان اسرائيل تحتاج اليوم الى ملك. فالملك لا يخشى العوم بعكس التيار. والملك يستطيع ان يتجرأ ويجدد ويتخذ قرارات...

قلت: بالعكس تماما. ان أفضل ما في الملوك أنه لا يجب عليهم اتخاذ قرارات. فهم ملوك لأن الله اختارهم ليكونوا ملوكا. ولا يجب عليهم ان يعرضوا خطة أو ان يصوغوا رؤيا أو ان يقدموا كشف حساب. فهم هناك لأنهم هناك منذ كانوا الى الأبد.

قال لي: يبدو جيدا. هل يمكن ان نفعل شيئا مشابها عندنا ايضا؟.

وفي موضوع قريب نقول ستُجرى غدا انتخابات هستدروت العمال العامة. ان عوفر عيني الذي يسيطر على مؤسسات المنظمة بقوة يتجه الى انتخابه من جديد في حين يواجهه عضو الكنيست من حزب العمل ايتان كابل. وعيني فيل، أما كابل فبعوضة. والأكثرية الغالبة من الجهاز السياسي وفيها حزب كابل تعمل من اجل عيني وكتلته ولا توجد قوى.

هناك تعليلات جيدة تُبين لماذا لا نحتاج الى اجهاد أنفسنا في المجيء الى صناديق الاقتراع، لكن هناك تعليلا واحدا يُسوغ الجهد. فان المنظمات السياسية التي لا توجد فيها معارضة يُحكم عليها بالتعفن والفساد. ويصح هذا على الكنيست في وضعها الجديد ويصح أكثر على الهستدروت التي توجد كأنها جيب مغلق يخفى على الرادار الاعلامي. ولن تكون كتلة معارضة شديدة مجدية على اعضاء الهستدروت وحدهم بل ستُجدي على عيني ايضا.