خبر أكاذيب حولها- هآرتس

الساعة 08:54 ص|21 مايو 2012

أكاذيب حولها- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"يوم القدس"، الذي يحتفل به للمرة الـ 45 بأغلبية شعبية وبتصريحات حماسية من الشخصيات العامة، يرمي الى احياء توحيد شطري العاصمة في اعقاب حرب الايام الستة. كل سنة تتعمق الهوة بين فرحة عيد اليهود وبين احساس الاغتراب للاحياء العربية. وتحول العيد الى يوم استفزاز من رجال اليمين للسكان الفلسطينيين، واستعراض التسيد من جانب النواب القوميين المتطرفين. السور الذي يفصل بين تصريحات على نمط "نحن نأتي مع حكومة وحدة الى القدس الموحدة"، التي أطلقها امس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين الواقع على الارض، يعلو أكثر فأكثر كلما مر الزمن.

        تقرير جديد لجمعية حقوق المواطن، والذي اساسه نشر في "هآرتس" أمس يفيد بان القدس جديرة أقل من اي وقت مضى بلقب مدينة موحدة. السياسة المرفوضة المسماة "تهويد القدس" لم تنجح في ابعاد الفلسطينيين عن المدينة (معدلهم يصل الى 38 في المائة من السكان)؛ وهي تجعل شروط حياتهم أصعب وتصعد عدائهم للحكم الاسرائيلي. سلطات الدولة تحث مخططات بناء جديدة في الاحياء اليهودية في كل أجزاء المدينة، ولكنها تبخل في تراخيص البناء لـ 360 ألف من سكانها الفلسطينيين. انعدام مصادر تشغيل والقطيعة الاقتصادية عن الضفة زادا حجوم البطالة مما أدى الى أن 84 في المائة من الاطفال الفلسطينيين في شرقي المدينة يعيشون تحت خط الفقر. التخلف في بناء صفوف التعليم أدى الى أن نحو 40 في المائة من التلاميذ الفلسطينيين في القدس لا ينهون 12 سنة تعليم.

        كل سنة يذكرنا "يوم القدس" بانه لم تعترف أي دولة في العالم بقرار ضم الاحياء المقدسية التي كان الاردن يسيطر عليها وضم قرى الضفة التي تحيط بالمدينة اليها. خطوات احادية الجانب تتجاهل حقوق واحتياجات الفلسطينيين تخرب على فرص تحقيق حل الدولتين. في ظل غياب اتفاق سلام، ستبقى القدس مدينة عاصمة لا يعترف بها اي كيان سياسي غير اسرائيل كعاصمة. من مسيرات النصر التي تتجاهل صلة الفلسطينيين بالقدس والقانون الدولي ليست بديلا عن سياسة مسؤولة.