خبر الأسيرة المحررة فاطمة الزق تروي تجربة اعتقالها في السجون الإسرائيلية

الساعة 11:13 م|20 مايو 2012

غزة

قال الناشط الحقوقي نشأت الوحيدي بأن السيدة الفاضلة والناشطة في الدفاع عن الأسرى الأسيرة المحررة فاطمة يونس حسان الزق "أم محمود" وخلال لقاء حول تجربة اعتقالها في السجون الإسرائيلية قد أفادت بأنها اعتقلت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عند معبر بيت حانون في 20 / مايو 2007م وكان قد أفرج عنها وتحررت في 2 / 10 / 2009م في صفقة شريط الفيديو بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي .

وأضاف بأن المحررة الزق قد أبدعت في سرد كافة المراحل والتحديات التي خاضتها في مواجهة التحقيق والتعذيب في تلك السجون والأقبية العنصرية التي لم ترحم شيخا ولا شابا ولا امرأة ولا طفلا وتألقت الحرة المحررة أم محمود في وصف السجان الإسرائيلي بما يليق به من صفات وكلمات وجرائم تستوجب ملاحقته ومحاكمته .

وقالت المحررة فاطمة الزق : لقد قدر الله أن أكون أسيرة وأن أعيش في ظلمات السجون وبعد أن تركت كل شيء من أجل الله ومن ثم وطني الغالي وتركت ورائي 8 أبناء كان أكبرهم في العشرين وأصغرهم عمره كان 3 سنوات ونصف وتركت زوجي وأهلي وأحبائي .... توجهت إلى معبر بيت حانون " إيرز " لتنفيذ عملية استشهادية داخل الأ{اضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وخلال مروري لمعبر إيرز أقفني الجنود الإسرائيليين واعتقلوني لوصول معلومات عني حيب ما قالوا لي .

تمت عملية مصادرة حاجياتي والجوال والمال وكتيبات وأوراق ولقد واجهت صنوف الإهانات والإذلال والتعذيب النفسي والجسدي من قبل جنود الإحتلال الإسرائيلي ومخابراتهم أثناء اعتقالي في أحد مكاتبهم في معبر بيت حانون ولقد منعوني من أداء الفريضة والصلاة وحاولي استفزازي بشتى السبل ولكن دون جدوى فلقد كنت بحمده تعالى صابرة وقوية الإرادة وصامدة .

وأضافت فاطمة بأنها توقعت كل شيء من الإسرائيليين وكان " الفشل والنجاح أمام عيونها وما التوفيق إلا من عند الله وهذا مقدر كان ومكتوب وأكملت تم تحويلي إلى زنازين عسقلان ولم أكن أعلم بأنني حامل بل اتضح ذلك وعرفت بهذا الخبر بعد إجراء الفحوصات الطبية بمجرد دخولي لزنازين سجن عسقلان .. في البداية تألمت كثيرا لأنني كنت أتمنى أن يولد جنيني في وسط أسرته وعائلته ومن ثم فرحت لأن الله أكرمني بأعظم هدية تؤنس وحدتي وهي ولدي الصغير " يوسف " فكان الحمل نعمة عظيمة لي وهبني إياها الله سبحانه وتعالى وواجهت عذابات وحرمان وضغوطات نفسية وجسدية في زنازين السجن حيث وضعوني في زنزانة تحت الأرض مكتظة بالحشرات وكان الصرف الصحي يملأ المكان والإضاءة كانت شديدة جدا والمكيف بأعلى درجاته .

وقالت الأسيرة المحررة فاطمة الزق أنها كانت ترتعد من شدة البرودة حيث أصابتها بحسب وصفها حساسية شديدة من شدة القاذورات داخل الزنزانة وأصابها بثور صديدية في الرأس إلى جانب الشبح لساعات طويلة على كرسي حديدي في مكتب التحقيق وهي مكبلة بسلاسل حديدية من اليدين والرجلين إلى جانب الجلسة الإنحنائية لساعات طويلة أيضا .

وأَضافت خلال اللقاء في منزلهم وهي دامعة : عذبوني نفسيا وجسديا باستخدام جهاز كاشف الكذب وشبك أسلاك كهربائية في كافة أنحاء جسدي لساعات طويلة وعلى مدار 3 أيام حاولوا فيها إجهاضي لأكثر من مرة بتقديم حبوب غير معروفة ولكنني كنت أتصرف فيها بكل حكمة ودقة . وتعرضت للضرب بلكمات في وجهي من قبل ضابط المخابرات الإسرائيلي ومن ثم تم نقلي من الزنزانة الأولى إلى زنزانة ثانية وثالثة حيث تتواجد العصافير " العملاء " لكي ينتزعوا مني المعلومات ولكن هيهات لهم فلم أتفوه بأي كلمة تؤذي أحدا من المجاهدين ولكنني وبحمده تعالى استخدمت أسلوبا جيدا مع السجانين الإسرائيليين بااللا مبالاة وكنت أواصل الدعاء وقراءة القرآن رغم الشبح والتعذيب وفي هذه الزنزانة الثالثة أنقذت 2 من الأخوة من شرك المخابرات الإسرائيلية حيث نبهتهم لوجود أجهزة تصنت في زنزانتهم الواقعة جانب زنزانتي وأعمارهم مابين " 15 – 17 سنة " ولكن كانت هناك مصيدة لي من قبل المخابرات الإسرائيلية حيث سمعوا تنبيهي للأشبال الأسرى وأخذوني في منتصف الليل سحبا بالسلاسل والقيود واقتادني مجموعة من المجندات إلى مكان بعيد عن زنزانتي وعندما سألتهن إلى أين تأخذنني فأجابوا ستموتين في بيت الكلب فرددت بسرعة " الموت لكم بإذن الله".

وأفادت الأسيرة المحررة أم محمود الزق بأن ضباط وجنود الإحتلال أخذوا يسبونها ويشتمونها ويبصقون عليها ثم وضعوعها في زنزانة أشبه بالقبر .. وتضيف الزق مستذكرة تلك العذابات في سجون الإحتلال الإسرائيلي " فعلا كنت أموت آلاف المرات لأن الزنزانة تفتقد للنور والأكسجين وكانت زنزانة موت فالأوساخ على الجدران ورائحة دخان السجائر والصرف الصحي يملأ المكان .. في الفترة الأولى من التحقيق لم أذق للنوم طعما " .. وكان التحقيق طويلا ومميتا وعلى مدار الساعة وليلا ونهار .. وأشارت إلى أنها أضربت عن الطعام رغم الحمل والمعاناة والألم والظرف الإعتقالي السيء وقالت : في هذه الزنزانة ساء وضعي الصحي وتدهور ولكن عندما علمت بأنني معاقبة من أجل إخوتي الأطفال هانت علي نفسي وحمدت ربي بأنني استطعت نجدة هؤلاء الأطفال الأبرياء من شرك المخابرات الإسرائيلية وحمدت الله على أنه أمدني بالقوة والصبر وبثقتي بنفسي وبثباتي .

وذكرت الأسيرة المحررة فاطمة الزق خلال حديثها أنه قد أصابها نزيف حاد وكادت تفقد جنينها وعندما علموا بالخبر وبنزيف الجسد والروح صالوا وجالوا فرحين ولم يضعفوها أو يكسروا إرادتها وإنما زادها ثقة وثباتا وإيمانا واحتسابا شاكية لله عز وجل ظلم السجن والسجان .

وأوضحت الأسيرة المحررة الزق بأنه وفي اليوم الثامن عشر من العزل في الزنازين والتعذيب في التحقيق قابلت ممثلي الصليب الأحمر والمحامي وأبلغتهم بوضعها الصحي وبكل الإنتهاكات والممارسات الإسرائيلية بحقها كأسيرة وأنه بفضل الله أولا ثم بفضل جنينها وولدها يوسف تم نقلها إلى سجن هشارون النسائي بعد أن أمضت 21 يوما في زنازين عسقلان التي لا تصلح للحياة الآدمية حيث البرودة والرطوبة صيفا وشتاءا والحرمان من الأهل ومن الزيارة ومن أولادها ومن الملابس ومن أبسط حقوقها الإنسانية العادلة .

وأسهبت الزق بأن السجان الإسرائيلي حاول إجهاضها من خلال الدواء والعلاج الغير معروف وفي كل مرة كانوا يطلبون منها فحص الجنين ليس للمساعدة طبعا وإنما لقتلها مرتين ومرات وأنها كانت ترفض إجراء الفحص الذي يهدف لقتل جنينها وباءت محاولاتهم العديدة بالفشل وهزمتهم إرادتي الفلسطينية . وأثناء الولادة رفضوا أن يكون أهلي بقربي ولكن الله كان معي دائما حيث تمت الولادة بعد معاناة كبيرة مع الطبيبة العنصرية التي انتقم منها ربي ورب العالمين بعد الولادة مباشرة وكان الإحتلال قد قيدها خلال الولادة بالسلاسل من القدمين واليدين لثلاثة أيام متواصلة وبعد معاناة فكوا قيودها وكانت في مستشفى " مائير بكفار سابا " حيث كانت تشعر بحسب وصفها بأنها في ساحة حرب وكانت الطبيبة الإسرائيلية العنصرية تصرخ في وجهها بأنها إرهابية وستلد إرهابيا .

واستذكرت الأسيرة المحررة فاطمة الزق " أم محمود " تجربة اعتقالها في السجون الإسرائيلية وولادة يوسف حيث قالت: جاء يوسف إلى الحياة ليبعث في نفسي أملا جديدا ولقد أبصر النور في ظلمات الزنازين وولد على يد سجانة حاقدة ولقد حرموه أيضا من أبسط حقوق الطفل والإنسان وطاله الإهمال الطبي حيث كان قد تعرض لوعكة صحية كادت تودي بحياته وكان عمره آنذاك 40 يوما وقد ارتفعت درجة حرارته " 39 درجة ونصف " وخرج الزبد من فمه الصغير وأنها بكت كثيرا وبمرارة لأجله ولقد نجى يوسف بفضل الله أولا وبفضل الأسيرات اللواتي وقفن إلى جانبها في تلك المحنة وكان الطبيب الإسرائيلي قد جاء لعلاج يوسف بعد أسبوعين من مرضه وكان محروما من العلاج والغذاء المناسب كما كان محروما من الحليب بحجة أن الشركة الإسرائيلية أقفلت وكانت أم محمود مرغمة لأن تشتري له الحليب من الكانتين وبأسعار باهظة .

كانت رحلة عذاب لي ولولدي يوسف تقول الأسيرة المحررة أم محمود الزق وخاصة عندما ينقلون الأسيرات في بوسطة السجن حيث يتم وضع يوسف في كرسي خاص ويتم تقييد يداي وقدماي وكان الحكم الجائر بسجني لمدة 12 عاما ولم لم أكن أسمع سوى صراخ يوسف ...

واستمرت رحلة العذاب إلى المحكمة الإسرائيلية الصورية والعنصرية في بئر السبع لعامين ونصف دون صدور الحكم النهائي ... إن خروجي وتحرري أنا وطفلي وتنسمنا للحرية لا يصدقه أحد من البشر وكان قد تبقى لانتزاع يوسف مني مدة 4 أشهر حيث أن هناك قرار صهيوني يمنع الأسيرة من احتضان ابنها لأكثر من عامين ثم ينتزع منها ....

وأضافت مؤكدة بأن الرحمة الإلهية لم تفارقها لحظة وقد أكرمها الله عز وجل برؤيا رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان يمسح على كتف يوسف وجاءت هذه الرؤيا بعد دعاء ورجاء لله بتثبيت رؤياها وجاءتها البشارة بصفقة شريط الفيديو وعندما سمعت النبأ أخذت تصفق ليوسف وتقول : لقد تحققت الرؤيا ، لقد تحققت الرؤيا يا يوسف ثم سجدت لله شاكرة فضله ....

واختتمت الأسيرة المحررة الحديث مع الناشط الحقوقي نشأت الوحيدي عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بأنها فرحت كثيرا بحريتها ولكنها بكت كثيرا وحزنت لأن حريتها كانت منقوصة ببقاء أخواتها ورفيقاتها أسيرات في السجن الإسرائيلي .

وكانت قد وجهت بمناسبة ذكرى اعتقالها في 20 مايو تحية للأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والذين انتصروا وانتزعوا حقوقهم من أنياب السجان في شهر مايو أيضا مؤكدة على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.