خبر هل ينجح « الفلول » برئاسية مصر؟

الساعة 06:05 م|19 مايو 2012

وكالات

قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة كان التساؤل الرئيسي في مصر يدور حول "فلول" النظام السابق ومدى قدرتهم على الفوز بمقاعد البرلمان، حتى بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك

ولم يحل سجن عدد من رموز نظام مبارك دون وجود تخوفات لدى بعض المصريين من أن "الفلول" يمكنهم الفوز مجددا، معتمدين على أسلحة مهمة بينها المال والعصبيات القبلية والعائلية خصوصا في الريف، فضلا عن رابطة ما زالت تجمع على ما يبدو المنتمين للحزب الوطنيالحاكم سابقا رغم حله رسميا بقرار قضائي.
وتصاعدت هذه المخاوف مع تباطؤ المجلس العسكري في إصدار قانون "العزل السياسي" لرجال مبارك وقيادات حزبه.

وقبل الانتخابات الرئاسية التي تنطلق الأربعاء، عادت التساؤلات والمخاوف نفسها، في ظل تباين واضح بين من يثق في أن حال الرئاسية لن يختلف عن البرلمانية، ومن يتوقع تغيرا يرتبط بالأساس بما شهدته الفترة الانتقالية من أحداث وتطورات.

الشعب بالمرصاد
المتحدث باسم "حركة 6 أبريل" محمود عفيفي، عبر عن ثقته في أن الشعب الذي أسقط رجال مبارك في انتخابات البرلمان سيكرر الشيء نفسه في الرئاسة وسيعطي صوته للثورة والمؤمنين بالتغيير، ولن يعطيها لفلول نظام مبارك -بحسب وصفه- وفي مقدمتهم احمد شفيق الذي اختاره مبارك لرئاسة الحكومة في أيامه الأخيرة بالسلطة قبل اضطراره للتنحي تحت ضغط الثورة.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن حركته تضع المرشح الرئاسي عمرو موسىفي الفئة نفسها، وخصوصا أنه عمل وزيرا للخارجية عشر سنوات في عهد مبارك ثم تحول إلى الأمانة العامة للجامعة العربية بمساعدة مبارك، فضلا عن أنه سبق وصرح علنا قبل الثورة بأنه سيعطي صوته لمبارك كي يستمر في رئاسة مصر.

لكن عفيفي يقر في الوقت نفسه بوجود مؤيدين للفلول، ويرجع ذلك إلى ما وصفه بمحاولات التضليل الإعلامي التي يمارسها إعلام نظام مبارك الذي لم يسقط بكامله بعد، ويشير إلى أن هذا ما دفع "حركة 6 أبريل" لتكثيف حملاتها من أجل توعية الشعب بعدم انتخاب "الفلول"، مشيرا إلى أن هذه الحملات تعمل حاليا في مختلف محافظات مصر.

وخلص أن ما ظهر من مؤشرات لتصويت المصريين بالخارج، يؤكد توقعاته بأن المصريين لن يضعوا ثقتهم في المحسوبين على نظام مبارك.
تضليل إعلامي
ويتفق منسق ائتلاف "الثائر الحق"، عمرو عبد الهادي مع عفيفي في هذا الشأن ويؤكد أن نتيجة تصويت المصريين بالخارج تمثل دلالة مهمة، مشيرا إلى أن الإعلام المحلي يمارس نوعا من التضليل خصوصا عبر استطلاعات الرأي للإيحاء بوجود شعبية كبيرة لمرشحي الفلول وخصوصا شفيق.

ويضيف للجزيرة نت أن أسبابا أخرى لرفض شفيق وموسى تتلخص في أن الأول يعد معزولا سياسيا بحكم القانون الذي صدر من مجلس الشعب ولم تطبقه اللجنة العليا للانتخابات، كما أن موسى له موقف سلبي من الثورة فضلا عن تقدمه في العمر.

في الوقت نفسه يعبر عبد الهادي عن مخاوف ائتلافه من تزوير الانتخابات لصالح الفلول، لذلك فإنهم يستعدون للاحتشاد في ميدان التحرير لدى إعلان النتيجة لتأكيد رفضهم لها إذا جاءت بشفيق.

بدوره، يعتقد المحلل السياسي محمد جمال عرفة أن الشعب المصري سيسقط الفلول بانتخابات الرئاسة، لكنه يقول للجزيرة نت إنه لا يجب الاستهانة بما شهدته الفترة الانتقالية من عنف وانفلات أمني "ساعد الفلول على إقناع جزء من الشعب المصري بأنهم القادرون على تصحيح الأوضاع، كما ربط بعضهم نفسه بالجيش المصري الذي يكن له المصريون الكثير من التقدير".

مخاوف وتوضيح
وأشار عرفة إلى ما تردد مؤخرا من أنباء عن استخدام حملة شفيق بعض مقرات الحزب الوطني المنحل فضلا عن الاستفادة من دعم وزراء ونواب سابقين، وهو يؤكد أن شفيق يحظى بمساندة بعض الشخصيات التي نالت كثيرا من المغانم في ظل الفساد الذي كان سائدا بالنظام السابق.

من جانبه، أوضح مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ضياء رشوان، أن المعنى الأكاديمي للنظام لن يقتصر على مبارك وحزبه الوطني وإنما يمتد ليشمل كل القوى السياسية في ذلك الوقت، ولذلك فهو يفضل الحديث هنا عن مدى الانتماء للحزب الوطني الذي كان يهيمن على الحياة السياسية طوال عهد مبارك.

ويعتقد -في حديث للجزيرة نت- أن الانتخابات الرئاسية لن تسير بالضرورة كما سارت البرلمانية، موضحا أن الأخيرة شهدت إرباكا للناخب بسبب اتساع الدوائر الانتخابية والتداخل بين نظامي الفردي والقوائم، وهو ما أعطى فرصة للكتل السياسية الأكبر أي القوى الإسلامية بشقيها الإخواني والسلفي.

أما بانتخابات الرئاسة فالأمر قد يختلف، بالنظر إلى ثقافة المصريين ومفهومهم عن الرئيس الذي اعتادوا على أن يكون وريثا للفرعون، وبالتالي فجزء من مواصفاته أن يكون قويا وقادرا على أداء ما يتصوره الناس.