خبر أين نقابة الصحفيين من حشد الإعلام لصالح القضايا الوطنية >>رمــزي صادق شاهيـن

الساعة 03:07 م|18 مايو 2012

تنشط هذه الأيام حملات التضامن مع شعبنا الفلسطيني ، هذه الحملات التي تقوم بها مؤسسات شبابية ورياضية ورجال دين وعلماء وقادة عرب ومسلمين ، ولعلنا تابعنا بالأمس المؤتمر الذي عقدته اللجنة الأولمبية الفلسطينية في  رام الله للإعلاميين الرياضيين ، بحضور السيد الرئيس وبمشاركة عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين العرب وعلى رأسهم رئيس الإتحاد العربي للإعلام الرياضي ، هذا المؤتمر الذي كان بمثابة نقطة تحول في إظهار القضية الفلسطينية من جانب مهم وهو الرعاية الشبابية وعملية بناء الأجيال التي تضمن حالة الصمود الفلسطيني التي كانت محل إعجاب كُل من حضر فعاليات المؤتمر .

ولأن الإعلام اليوم هو المحرك الرئيسي لقضايا الشعوب ، كيف لا وهو الذي واكب مراحل الثورات العربية ، وكان الوقود الذي زاد نيران الغضب لدى الشعوب المقهورة التي طالبت بالتغيير الإيجابي وأسقطت أنظمة ، بعد سنوات من العذاب عاشوها في ظل أنظمة دكتاتورية كان همها الحفاظ على المواقع والمميزات الشخصية .

نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، والتي تقول عن نفسها بأنها ممثل لفلسطين وللصحفيين في المحافل العربية والدولية ، وهي صاحبة أكبر موسوعة من بيانات الشجب والإستنكار ، النقابة ذات الجاهزية فقط لأي مناسبة حتى تقوم بدورها في تعميم رسالة تعزية عبر الإيميلات ورسالة عبر الهاتف المحمول ، هذه النقابة التي أجرت انتخابات في 9 مارس الماضي ، حين حملت برامج المرشحين الكثير من الشعارات الرنانة والتي بالمناسبة لم يتم تنفيذ أي منها ، سوى تقسيم المواقع وترتيب الكراسي على حجم المجلس الجديد وفق أجندة خاصة ومصالح شخصية تضمن استمرار حالة الترهل في هذه المؤسسة كباقي المؤسسات التي تديرها حركتنا فتح .

والسؤال هنا هو أين نقابة الصحفيين من واجبها في حشد الإعلام العربي ، من خلال الاتصال والتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة ، خاصة ونحن نخوض معركة الكرامة لأسرانا البواسل ، معركة الشرف التي استطاع فيها أسرانا كسر نظرية السجان الإسرائيلي ، فانتصرت الكرامة على الجبروت والقهر ، وغابت مؤسسات الإعلام الرسمية ، وغابت النقابة ومجلسها .

كان من الواجب الوطني والأخلاقي والمهني على النقابة أن تكلف خلية أزمة على مدار الساعة ، لمتابعة هذه القضية الوطنية والإنسانية ، كيف لا وأسرانا يُشكلون الرافعة الوطنية لبقاء حالة النضال الفلسطيني مشتعلة في إطار مشروع التحرر الكبير الذي نحن جميعاً شركاء فيه ، ويجب أن نكون على قدر من المسؤولية لضمان المشاركة الميدانية الفعالة لإبقائه متصدراً وسائل الإعلام بكافة أشكالها .

قبل شهرين تقريباً شن علينا أعضاء من النقابة هجوماً لاذعاً لأننا نكتب عن معاناة الصحفيين ، ولأننا كشفنا حجم المهزلة التي تمت في الإنتخابات الأخيرة ، حين قام خاطفي القرار بالنقابة بشطب أسماء الصحفيين والإعلاميين الحقيقيين ، وتم استبدالهم بأسماء وهمية وبأحجار شطرنج لأهداف انتخابية ، لكي يتم تقسيم الكعكة حسب رغبة السيد ( ... ) القابع هناك خلف مكتبه ويتحكم بمستقبل الناس عبر التلفون وكأنة بعيد عن المحاسبة يوماً ما ، لدرجة أنهم أرسلوا لي رسالة مفادها ( خاف على قطع راتبك ) .

على نقابة الصحفيين الإنتباه والتركيز على عملها ، وعلى الأمانة التي ضحى من أجلها فضل شناعة وخليل الزبن ، وطارق أيوب ، وعليها تلبية طموحات المواطن الفلسطيني والوقوف إلى جانب القضايا الوطنية وحشد  كُل الجهود الإعلامية العربية والصديقة لخدمة القضية الفلسطينية والتركيز على المعاناة الفلسطينية وعلى الإجراءات الإسرائيلية بحق شعبنا ومقدساتنا .

اقسم بالله أنني لست ضد النقابة ، بل أنا ضد الظُلم .. ضد الشعارات الرنانة ... ضد العمل بنظام المحسوبية والكوتة والشللية ، وأعتقد أننا في بلد يضمن فيه القانون حرية التعبير عن الرأي ، كيف لا وسلطتنا الوطنية أعطت مثالاً للعالم أجمع بأنها الدولة الوحيدة التي يتم فيها انتقاد الرئيس ، بشرط أن يكون النقد بناء والهدف منه الإصلاح وليس التجريج والتشويه . 

كُل المحبة لزملائنا الصحفيين والإعلاميين الذين تابعوا باهتمام مشروع الكرامة الذي قاده أسرانا الأبطال ، وكُل الاحترام للأقلام الرائعة التي كتبت عن صمودهم ، والتحية لكل من وقف خلف المذياع وخلف الكاميرا لينقل هذه الصورة المشرفة عن وحدة شعبنا في مواجهة قرارات إسرائيل الهادفة لتركيع أسرانا وأبطالنا في سجون الظُلم والاستبداد .

إعلامي وكاتب صحفي