خبر خمسة ايام للانتخابات، معركة متلاصقة على رئاسة مصر.. هآرتس

الساعة 09:23 ص|18 مايو 2012

بقلم: آفي يسسخروف

 

 (المضمون: الانتخابات الحرة الاولى التي ستجرى الاسبوع القادم ستقف في ظل الانشقاق بين العلمانيين والمتدينين. في الاستطلاعات يتصدر موسى وأبو الفتوح - المصدر).

 

الممثل السينمائي المصري الشهير، حسين فهمي، الذي يعرفه جيدا مشاهدو الافلام المصرية التي كانت تبث في "إسرائيل" في الثمانينيات بمظهره الجميل، قال إن في نيته أن يصوت لعمرو موسى في الانتخابات التي ستجرى بعد خمسة أيام. في مقابلة مع شبكة "العربي" روى فهمي بأنه لا يرى في موسى بقايا عهد مبارك وأنه يؤيده رغم أن معظم رفاقه الممثلين يعتزمون التصويت لمرشح آخر، حمدين صباحي.

وشدد فهمي على أنه أيد ثورة 25 يناير ولكنه امتنع عن المشاركة في المظاهرات لعدم قدرته على أن يكون في أماكن مكتظة. وأضاف بأنه يجب الترحيب بتنوع الآراء والمواقف السياسية في أوساط الممثلين كونهم يمكنهم في النهاية أن يعربوا عن رأيهم بشكل حر. لا ريب أن هذه كانت مدخلا للتفاؤل بالنسبة لعمرو موسى، المرشح المتصدر حسب الاستطلاعات في الانتخابات للرئاسة المصرية، وهو الذي كان شغل في الماضي منصب وزير الخارجية في حكم مبارك. كما يمكن أن نفهم النهج الايجابي لفهمي: فهذه هي الانتخابات الديمقراطية الأولى للرئاسة المصرية في أي وقت من الأوقات. المرشحون المختلفون، 12 في عددهم (احد المرشحين، محمد فوزي عيسى سحب ترشيحه أول أمس فقط) يحاولون بذل جهود اللحظة الأخيرة لتحسين وضعهم عشية فتح صناديق الاقتراع يوم الأربعاء. وهم يتنافسون على أصوات نحو 52 مليون شخص، من أصل نحو 85 مليون مواطن مصري. الجولة الأولى ستستمر يوم الخميس أيضا، وان لم يكن مرشح يحظى بأكثر من نصف الأصوات ستجرى جولة ثانية بين المرشحين المتصدرين، في 16 – 18 حزيران. في 21 حزيران سيعلن عن الفائز وفي نهاية الشهر ينقل المجلس العسكري الأعلى صلاحياته إلى الرئيس المنتخب.

التقديرات المختلفة والاستطلاعات تتنبأ بان موسى سيصعد إلى الجولة الثانية وسيتنافس رأس برأس مع المرشح الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح، رجل الإخوان المسلمين سابقا والذي ترك صفوف التنظيم كي يتنافس على الانتخابات للرئاسة. وذلك بعد أن رفض الاخوان تماما إمكانية تقديم مرشح عنهم للرئاسة وبعد ذلك غيروا قرارهم، وطرحوا ترشيح محمد مرسي.

أبو الفتوح يعتبر أيضا بين المرشحين المتصدرين في الاستطلاعات، ويحاول أن يبث رسالة مصالحة لكل مواطني مصر، ولكن مرسي يمكن أ ن يفاجيء أساسا لان المنظومة السياسية المزيتة للاخوان المسلمين ستعمل في صالحه.

وتبقى للمرشحين ثلاثة أيام فقط لحملتهم الانتخابية. وذلك لأنه يوم الثلاثاء ستحظر الدعاية الانتخابية بما في ذلك المقابلات الصحفية أو المهرجانات.

في ضوء ذلك يمكن فهم النشاط الكثيف للمرشحين ممن تنقل في الأيام الأخيرة بين المحافظات والمدن، وبالأـساس من أستوديو تلفزيون إلى آخر. موقع الانترنت لصحيفة "الاهرام" أفاد أمس بان مقر انتخابي ذي ثلاثة طوابق لعمرو موسى بدا هائجا، ولكن ليس بقدر استثنائي.

الأمين العام السابق للجامعة العربية كافح في الأشهر الماضية ضد لقب "فلول" الذي يصف رجال نظام مبارك والذي اجتهد خصومه السياسيون لإلصاقه به. وفي الحملة الانتخابية حاول التشديد على سياسته المتصلبة تجاه إسرائيل، والتي أدت على حد قوله إلى تركه الحكومة في 2001 وكذا وصوله إلى المظاهرة في ميدان التحرير منذ بداية الثورة. يحتمل أن تكون جهود موسى لإظهار نوع من العداء تقريبا تجاه الغرب أدت إلى خطأ ارتكبه في البث الحي في المواجهة التلفزيونية بينه وبين أبو الفتوح. في المواجهة، التي بثت يوم الخميس الماضي، سئل موسى عن علاقات القاهرة وطهران في المستقبل، فادعى بان إيران هي دولة عربية شقيقة. وكلفته هذه الجملة غير قليل من الانتقاد في الدولة التي تعتبر العدو التقليدي لإيران والشيعة. ولا يبدو أن موسى ذعر من الكبوة أكثر مما ينبغي، وفي الأيام القريبة سيعقد عدة مهرجانات انتخابية في الإسكندرية، في القاهرة وفي مدن أخرى. قيادته تحرص على أن يجري المقابلات لعدد لا نهاية له من قنوات التلفزيون ووسائل الإعلام، بما في ذلك قناة الحركة السلفية التي من جهتها أعلنت بأنها ستدعم أبو الفتوح.

وأفادت "الاهرام" بأنه بالتوازي مع المقابلات لوسائل الاعلام والتي أجريت في الطابق الأول، ففي الطابق الثاني من مقر موسى حرص العاملون الشباب على حملة انترنت وشددوا فيها على الشبكات الاجتماعي.

الاسلامي الذي انشق عن الإخوان المسلمين

يدير أبو الفتوح معركة هائلة على مستقبله السياسي، ولا سيما قبيل الجولة الاولى من الانتخابات، ليس فقط ضد موسى بل وبالاساس ضد مرشح الاخوان المسلمين مرسي. وبشكل مفاجيء يحظى ابو الفتوح بتأييد علمانيين كثيرين، مثل وائل غنيم، رجل شركة غوغل الذي قاد حركة الثورة والمظاهرات في كانون الثاني 2011. وبشكل مفاجيء أقل، ابو الفتوح، الذي يعتبر أحد قادة الاخوان المسلمين في الماضي، يحظى أيضا بتأييد خائبي أمل "الاخوان" وشباب الحركة. فقد انتقد الاخيرون بشدة التعاون بين الاخوان والمجلس العسكري الاعلى بعد الثورة، وبالاساس قرار قادة الحركة طرح مرشح للانتخابات في الرئاسة رغم أنهم تعهدوا المرة تلو الاخرى بانهم سيمتنعون عن ذلك.

ابو الفتوح الذي يسافر رجال حملته الانتخابية من مدينة الى مدينة بحافلة باص مكشوفة السقف تعلوها صور المرشح، نجح في تصنيف نفسه كمرشح اسلامي معتدل يمكنه أن يوفق بين العلمانيين والمتدينين في مصر. في ضوء المنافسة بين الاخوان والحركة السلفية كان طبيعيا أن يضمن السلفيون صوتهم لابو الفتوح. وهكذا فعلت حركة الوسط، الحزب الاسلامي المعتدل.

ومع ذلك فالطبيب ابن 61 قد يكون معروفا أكثر من أي مرشح آخر مع كل الاحترام للاستطلاعات وتأييد الاحزاب المختلفة، فان الجهاز التنظيمي الهائل للاخوان المسلمين يعتبره العدو رقم 1.

وبينما حافلة باص ابو الفتوح تتنقل من مدينة الى مدينة، فان الحيلة الانتخابية للاخوان المسلمين هي سلسلة عربات، تشبه القطار البشري. والكل يحمل صورة محمد مرسي المرشح الثاني للحركة. في مرحلة ما خطط رجال حملته لخلق السلسلة البشرية الاكبر في العالم، ولكن الخطة لم تخرج بعد الى حيز التنفيذ. احدى المصاعب التي يتصدى لها مرسي، هي الصورة التي الصقت به بصفته "مرشح الخيار الثاني" – بداية اختارت قيادة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر كمرشح لها للرئاسة ولكن في ضوء الادانة الجنائية التي في ماضيه رفضت ترشيحه واضطرت الحركة الى ترشيح مرسي في السباق للرئاسة. شعار مرسي الانتخابي متآكل ومعروف: "الاسلام هو الحل". والاستطلاعات لا تحسن له. وهو يعتبر كارزماتي أقل من الشاطر وليس معرفوا كخطيب لامع. وحتى وعده "بالنهضة" لا ينجح في خلق الاصداء. يحتمل ان في ضوء وضعه السيء في الاستطلاعات والصورة المتطرفة التي الصقت به يشدد مرسي على أنه سيحترم اتفاقات السلام مع اسرائيل. كل هذا بينما يهاجم خصومه اسرائيل المرة تلو الاخرى.