خبر سقوط سور برلين « النفط » .. إسرائيل اليوم

الساعة 09:15 ص|18 مايو 2012

بقلم: دوري غولد

 

(المضمون: ستكون الولايات المتحدة والغرب قادرين حتى 2030 أو قبل ذلك على الاستقلال عن الحاجة الى نفط الشرق الاوسط ولهذا يجب على اسرائيل التوصل الى تسويات سياسية مع جاراتها لكن بغير تأثر بضغط دبلوماسي ينبع من الحاجة الغربية الى نفط الشرق الاوسط - المصدر).

 

في سنة 1945 استقر رأي الرئيس فرانكلين روزفلت على لقاء عبد العزيز ملك السعودية على متن مدمرة امريكية في مصر. وكان سبب اللقاء غير العادي تغيرا متطرفا في سوق النفط العالمية.

 

كانت واشنطن على علم بأنه من اجل الحاجة الى تزويد حليفاتها في الحرب العالمية الثانية بالنفط قللت من احتياطي النفط عندها. وبدت السعودية والشرق الاوسط مصدرا بديلا للتزويد في الأمد البعيد. وحذر جيولوجي مشهور اسمه ديغ فاير الادارة الامريكية في 1944 بقوله: "ان مركز ثقل النفط العالمي ينتقل الى الشرق الاوسط"، وكان على حق.

 

في 1948 جاء نحو من 64 في المائة من انتاج النفط العالمي من الولايات المتحدة. وتضاءلت النسبة الى 1972 لتصبح 22 في المائة من النفط العالمي في حين أخذ يزداد انتاج النفط في الشرق الاوسط، وكانت نتيجة ذلك ان أصبحت الولايات المتحدة محتاجة الى سياسة خارجية تعادل بين القرب من تناول النفط السعودي والتزامها ان تدفع الى الأمام بحقوق الشعب اليهودي في وطن قومي، والتزامها بأمن اسرائيل بعد ذلك.

 

بلغ هذا التوتر الحد الاقصى خلال حرب يوم الغفران في 1973 حينما استقر رأي الولايات المتحدة على تنفيذ "قطار جوي" لمساعدة عسكرية لاسرائيل وبادر الملك فيصل الى حظر نفط على الولايات المتحدة. لكن يبدو الآن ان تعلق الولايات المتحدة التاريخي بنفط الشرق الاوسط قد يتغير تغيرا حادا.

 

كتب ديفيد اغناتيوس وهو من كبار المحللين في شؤون الشرق الاوسط في صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير له في المدة الاخيرة ان الولايات المتحدة بحسب تقرير تجاري داخلي مهم عن صناعة

 

النفط حتى 2020 – على أثر توسيع انتاج النفط واستخراج الغاز من الزيت – ان الولايات المتحدة توشك ان تصبح أكبر منتجة للنفط والغاز والوقود الحيوي في العالم، وأنها ستسبق بذلك السعودية وروسيا.

 

حينما يحدث هذا التغيير يتوقع ان ينخفض استيراد الطاقة من النفط والغاز في الولايات المتحدة من 52 في المائة الى 22 في المائة حتى 2020، وليس من الضروري ان يأتي من الشرق الاوسط.

 

ان التأثيرات السياسية والدولية لهذا التغيير في عالم الطاقة عظيمة، ويزعم خبير بهذا المجال ان هذا "يعادل في قيمته سقوط سور برلين"، فلن تضطر الولايات المتحدة بعد ذلك الى الاعتماد على نفط الشرق الاوسط. وتتوقع "بريتش بتروليوم" ان يصبح نصف الكرة الارضية الغربي حتى سنة 2030 مستقلا من جهة الطاقة. وسبب هذا التفاؤل هو احتياطيات نفط ضخمة كشفت عنها البرازيل قرب بعض سواحلها وكميات في الارض من رمال الزفت ضخمة توجد في اقليم ألبرتا في كندا يمكن ان يُنتج النفط منها. ويستطيع كل ذلك ان يلبي احتياجات الولايات المتحدة اذا تم بناء نظام نقل طوله 2700 كم من الحدود الكندية الى خليج المكسيك. ويخضع هذا الموضوع لجدل سياسي عاصف في الولايات المتحدة. فالرئيس اوباما يؤيد جماعة الضغط الخضراء ويعارض انشاء هذا النظام، أما الجمهوريون فيؤيدونه.

 

يجب على اسرائيل ان تتوصل الى تسويات سياسية مع جاراتها، لكن يجب ألا يتأثر أي اتفاق بضغط دبلوماسي ينبع من التعلق الغربي بنفط الشرق الاوسط. وفي الواقع الذي أخذ ينشأ لا يوجد منطق في ان تنطلق اسرائيل سريعا للعودة الى خطوط 1967، وعليها ان تستمر في الدفاع عن حقها المشروع في حدود قابلة للدفاع عنها.