للتخطيط للمرحلة المقبلة

خبر مصدر :عباس « محبط » وسيوقف رسائله لنتنياهو

الساعة 12:05 م|16 مايو 2012

وكالات

أكد مصدر فلسطيني مطلع، الأربعاء ، أن رئيس السلطة محمود عباس لا يعتزم تكرار تبادل الرسائل المكتوبة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ضوء الرد الجوابي الذي تلقاه أخيرا، وأنه يركز حاليا على حشد الدعم لاستئناف التوجه إلى الأم المتحدة.

وأبلغ المصدر وكالة أنباء (شينخوا) طالبا عدم ذكر اسمه، أن عباس وأركان قيادة السلطة الفلسطينية يشعرون بحالة من "اليأس" إزاء أي فرص لاستئناف مفاوضات التسوية مع حكومة نتنياهو بعد تمسكها برفض وقف الأنشطة الاستيطانية وتهربها من الالتزام بحل الدولتين وفق الحدود المحتلة عام 1967.

وأوضح أن رد نتنياهو الذي نقله مبعوثه الخاص اسحق مولخو إلى عباس السبت الماضي، لم يتضمن أي إشارة إلى إمكانية الاستجابة لما يطرحه رئيس السلطة من مطالب لاستئناف المفاوضات، بل أنه أعاد المطالبة بضرورة الاعتراف بـ(إسرائيل) كـ"دولة يهودية" وهو أمر يصر الفلسطينيون على رفضه.

من جهتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي: "إن الواضح لدى القيادة الفلسطينية أنه لا جدوى على الإطلاق من إجراء مفاوضات بأي شكل مع حكومة نتنياهو"، لكنها أكدت أن القرار حاليا هو إجراء مشاورات داخلية وخارجية قبل الإقدام على أي خطوة.

واعتبرت عشراوي، أن نتنياهو يرد عمليا على الطلب الفلسطيني باستئناف عملية التسوية من خلال تكثيف أنشطة البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي عدا عن رفض كل مرجعيات عملية التسوية وبالتالي فإنه يدمر الحد الأدنى من المتطلبات الواضحة لعملية التسوية.

وأشار المصدر إلى أن عباس بدأ عمليًا خطط التحرك للمرحلة المقبلة من خلال بندين أساسيين يتم السير بهما بالتوازي، الأول يتعلق بترتيب الوضع الداخلي من خلال إتمام التعديل الوزاري على حكومة رام الله كبديل عن استمرار تعثر جهود تحقيق المصالحة.

ويتضمن البند الأول كذلك، المضي تجاه إجراء انتخابات المجالس المحلية لأول مرة منذ العام 2005، على أن تقتصر بشكل شبه محسوم على الضفة الغربية في ظل تمسك حركة "حماس" برفض إجرائها في غزة واشتراطها قبل ذلك إتمام إنهاء الانقسام الداخلي وتشكيل حكومة توافق.

وأضاف المصدر أن البند الثاني يقوم على إجراء مشاورات مكثفة مع الدول العربية والأوروبية بغرض حشد الدعم اللازم لاستئناف التوجه الدبلوماسي إلى الأمم المتحدة من أجل رفع مكانة عضوية فلسطين وذلك كبديل لاستمرار تعثر عملية التسوية مع (إسرائيل).

ورجح المصدر بهذا الصدد، أن يسعى عباس إلى تقديم طلب بدولة غير عضو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السنوية المقبلة المقررة في سبتمبر القادم في ظل ثقته بنيل الدعم الكافي والتخفيف من معارضة واشنطن التي تحتفظ بحق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

وكان عباس قد أعلن الأحد الماضي خلال اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح في مدينة رام الله بالضفة الغربية، أن الخطوات الدبلوماسية القادمة بعد تلقي الرد من نتنياهو تحتاج إلى إسناد عربي ودولي.

وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أنه قدم طلبا إلى مجلس جامعة الدول العربية من أجل عقد اجتماع للجنة متابعة السلام العربية لبحث رد نتنياهو ومستقبل العلاقة مع (إسرائيل).

وطالب عباس في رسالته التي وجهها إلى نتنياهو في 17 من الشهر الماضي، بقبول مبدأ حل الدولتين على حدود 1967 ووقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل شرقي القدس، والإفراج عن الأسرى خاصة الذين اعتقلوا قبل عام 1994، وإلغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000.

وعلقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على رد نتنياهو بأنه لا يتضمن أجوبة واضحة حول القضايا المركزية التي تعطل استئناف عملية التسوية وفي مقدمتها وقف الاستيطان خاصة في مدينة القدس ومحيطها والاعتراف بحدود 1967 والالتزام بإطلاق سراح الأسرى.

وتوقفت أخر محادثات للتسوية بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) مطلع أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني. وعقد مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون لقاءات استكشافية في الأردن تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية في يناير الماضي لكنها لم تفض إلى أي تقدم.