خبر كل وغد عضو كنيست- يديعوت

الساعة 08:59 ص|16 مايو 2012

كل وغد عضو كنيست- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

في الوقت الذي تُكتب فيه هذه السطور، تخطر ببالي جملة من سفر الجامعة تقول: "غنى يحتفظ به صاحبه يسوءه". بعد التصويت أول أمس في الكنيست على انتخاب مراقب دولة جديد لمنصبه، ها هي ذي نصيحة بالمجان لرئيس الحكومة تقول: إحذر من الغنى الذي يحتفظ به صاحبه ويسوءه.

ماذا أقصد بهذا؟ أقصد بالطبع احتياطي الـ 94 عضوا من اعضاء الكنيست في حوزة الائتلاف من هذا الاسبوع فصاعدا. ويبدو أنه كانت ظاهرة مشابهة لهذه مرة أو مرتين في التاريخ احداهما في ثمانينيات القرن الماضي حينما أيد حكومة وحدة اسحق شمير 104 اعضاء كنيست ويحق للانسان العادي ان يصيبه الدوار لهذا العدد الكبير جدا من المؤيدين. ورئيس الحكومة، حتى لو كان ذا أعصاب قوية كاسحق شمير، قادر على ان يفكر انه يستطيع ان يفعل ما يحلو له. وهنا يكمن شرك رئيس الحكومة، أعني كل رئيس حكومة.

في ائتلاف من 94 عضو كنيست لا تكاد توجد أهمية لعضو فرد. فالائتلاف يحافظ على قوته سواءا زيد عضو أو نقص عضو. وفي هذه الحال يعلم عضو الكنيست الغارق في بحر الاعضاء ان عليه كي يُنتخب من جديد ان يبرز من بين 93 منافسا عنيدا. ويجب عليه ان يعرفه الجمهور وان يحظى بالتأييد والانتخاب. ولهذا ينتظرنا في الزمن القريب اقوال وأفعال لا نظير لها في الكنيست وربما في الحكومة ايضا. وتكون الصيغة على نحو عام كالتالي: كلما كان عضو الكنيست ناقص الفهم والانتباه العام أصبح أكثر "هوجا".

حينما تتجه الوجوه الى الجمهور والى الانتخابات لا يعرف اعضاء الكنيست الله. وقد رأينا مثالا صغيرا مما ينتظرنا أول أمس في الكنيست حينما أيد نحو من 94 عضو كنيست انتخاب يوسف شبيرا مرشح الائتلاف والحكومة لمنصب مراقب الدولة. وهذا هو البداية فقط.

وُضع على الرف استعدادا للانتخابات 20 أو 30 نائبا من المركز، وفي سنين سبقت رجحوا الكفة في الانتخابات. ان أكثر الاعضاء هؤلاء اليوم ينتمون الى كديما الذي يبدو أنه أنهى حياته السياسية. وسيريد اعضاء الكنيست من كديما الذين ينظرون الى الأمام ان يحشروا أنفسهم في الأساس في صفوف قائمة الليكود، وسيريد اعضاء الكنيست الحاليون في الليكود ان يُنحوهم خارجا. فتنتظرنا اذا جلبة فظيعة، هذا الى انه أجرى 14 عضو كنيست من كديما على الأقل في اوقات مختلفة محادثات سرية مع أقطاب الليكود بقصد الانتقال اليه.

ويتوقع داخل كتلة الليكود ايضا صراعات تتصبب عرقا: وبرغم انه يبدو ان نتنياهو مسيطر لا مثيل له على الحياة السياسية، يوجد في الليكود من يعتقدون ان الحياة السياسية (واعضاء الكنيست) يسيطرون عليه. ويفسر ناس اقواله وأفعاله واخفاقاته على أنها ضعف وينوون الانقضاض عليه. والاثنان البارزان اليوم باعتبارهما مصارعين على المقام الاول هما ابن مباي بوغي يعلون وحلمه الأكبر هو الانتقام ممن عزلوه عن ولاية رئاسة الاركان، وجدعون ساعر الفتى اللطيف الذي أنهى "إتمام جولة" لطف أمام اليسار وانتقل "ليُعجب" اليمين المتطرف. ولا يجوز ان نخطيء فيه فهو ذو طموح عظيم منذ ان كتب عنه صحفي واحد أو اثنان انه يحتمل ان يكون رئيس حكومة.

اذا لم يحدث شيء ما غير متوقع، فان الائتلاف سيحافظ على أصابعه الـ 94 حتى يوم ولايته الأخير: فسيحافظ عليه اعضاء الكنيست الذين يعلمون ان هذه آخر ولاية لهم، ويحافظ عليه اعضاء اسرائيل بيتنا لافيغدور ليبرمان الذين سيهددون ويهددون ويهددون، لكنهم لن يفصلوا مؤخراتهم عن الكراسي التي يجلسون عليها. وقد تعلم ناس اسرائيل بيتنا وعلى رأسهم ليبرمان، الدرس الصحيح وهو ان اليمين يعاقب اليمينيين الذين يُسقطون حكومة يمين. ويمكن ان نهتم بهذا الشأن عند غيئولا كوهين مثلا، فبفضلها وبفضل رفاقها تولى رابين السلطة في 1992. ولن يعاود ليبرمان هذا الخطأ المرير.

كان ربما يمكن حل عدد من المشكلات الأساسية برفع نسبة الحسم، لكنهم قد فحصوا ووجدوا ان الاحزاب الحريدية والاحزاب العربية ستجتمع في هذه الحال في حزب واحد لأنهم يفعلون كل شيء للبقاء في الكنيست. والوحيد الذي قد يختفي اذا رُفعت نسبة الحسم هو حزب استقلال اهود باراك، وقد قيل في هذا انه لا أحدا من اعضاء الكنيست وضع منديلا في جيبه استعدادا للبكاء على ذلك.

اذا كان الامر كذلك فان وجوه الـ 94 عضو كنيست ستتجه منذ اليوم الى الناخب (في الحزب وفي الجمهور بعد ذلك)، وأصبح الشغب في قاعة الكنيست وفي اللجان ينظر الى بعيد. قالوا ذات مرة عندنا: "كل وغد ملك"، ويمكن ان نقول اليوم: "كل عضو كنيست وغد".