خبر عفوا لاننا انتصرنا- معاريف

الساعة 10:43 ص|15 مايو 2012

بقلم: ايرز تدمور

من قادة حركة "ان شئتم" وكاتب كتاب "نكبة كذبة"

        (المضمون: احتفال الذكرى للنكبة هو محاولة سخيفة لتجميل الكفاح الفلسطيني لإبادة اسرائيل - المصدر).

        محاولة نشطاء اليسار المتطرف تجميل احتفال النكبة الذي أجروه امس في تل أبيب وعرضه كحدث ذكرى هو محاولة سخيفة لاضفاء طابع انساني على حملة دعائية نكراء ترمي الى رفض حق تقرير المصير للشعب اليهودي وسحب الاعتراف الدولي في حق اسرائيل في الوجود، لادانة اسرائيل بجريمة لم ترتكبها، والتنكر لمسؤولية العرب عن نتائج عدوانهم وطمس جرائم الحركة الوطنية الفلسطينية في ميل لمنح مبرر للصراع لابادة اسرائيل.

        ولما كان رفض الشرعية لوجود اسرائيل هو المرحلة الاولى في الصراع لتصفيتها، فان من واجبنا الاخلاقي دحض هذه الكذبة والكشف من جديد للحقائق التي نسيت. علينا أن نعود لنذكر بان المسؤولية عن نتائج الحرب تقع على عاتق من بدأ بها وخطط لابادة الحاضرة اليهودية في بلاد اسرائيل. لقد رفض العرب كل مشاريع التقسيم، وفور قرار الامم المتحدة في 29 تشرين الثاني اعلن عرب بلاد اسرائيل الحرب على الحاضرة اليهودية. بعد اعلان الاستقلال انضمت سبعة جيوش عربية الى الحرب دعت عرب البلاد الى اخلاء المنطقة والعودة بعد أن يذبح اليهود. حقا عفوا لاننا انتصرنا. الحقيقة التي نسيت هي أنه لم يكن طرد بحجوم ذات مغزى، كانت حرب سعت الى منع كارثة ثانية. حرب في نهايتها بقيت الارض العربية فارغة من اليهود، بينما الارض اليهودية بقي فيها مئات الاف العرب الاسرائيليين.

        من واجبنا ان نذكر بان 900 الف لاجيء يهودي طردوا من الدول العربية بعد قيام اسرائيل دون أي خطوة عدوانية من جانبهم تجاه دولهم. وذلك مقابل نحو 600 الف لاجيء عربي، معظمهم شاركوا مشاركة فاعلة في حرب مضرجة بالدماء. قسم كبير من اللاجئين العرب عاشوا في بلاد اسرائيل لبضع سنوات. ووصلوا في أعقاب الازدهار الاقتصادي الذي جلبه اليهود والبريطانيون. الكتاب الرائع لمارك توين "رحلة المتاع في البلاد المقدسة" يكشف الحقيقة التي تقول انه في العام 1860 كانت بلاد اسرائيل فارغة وقفراء تماما تقريبا.  وقد قال الزعماء الصهاينة الحقيقة عندما طالبوا "بارض بلا شعب لشعب بلا ارض".

        فصل مظلم يسعى مؤيدو النكبة جاهدين لاخفائه هو ان المفتي الحاج امين الحسيني التقى بهتلر واقام له فرقة اس اس بوسنية. هو الذي فكر ودفع نحو "حملة أطلس" لتسليم مصادر مركز البلاد والذي كان كفيلا بان يؤدي الى موت مئات الالاف. كما أن خطته لاقامة معسكر ابادة ليهود بلاد اسرائيل قرب جنين نسيت. كما يتحمل الحسيني المسؤولية عن منع هرب يهود من اوروبا في 1944، وهو أحد الاسباب المركزية التي دفعت الى تصفية يهود هنغاريا. على الفلسطينيين المسؤولية ايضا عن اغلاق بوابات البلاد في كتاب مكدونالد الابيض. احداث 1936 – 1939 هي التي دفعت البريطانيين الى محاولة ارضاء العرب واغلاق البوابات، في الوقت الذي بحث فيه اليهود عن كل سبيل للفرار من اوروبا. وبينما يسعى العرب الى اتهامنا بنتائج عدوانهم، يتحملون هم المسؤولية عن أن بوابات البلاد اغلقت في وجه مئات الالاف الذين كان يمكنهم أن يفروا من النازيين.