خبر لنحترم النكبة -هآرتس

الساعة 10:42 ص|15 مايو 2012

 

لنحترم النكبة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"لا أتوقع من مواطن عربي أن ينشد "نفس يهودية هائمة""، هكذا صاغ رئيس الوزراء قبل شهرين موقفه في ضوء امتناع قاضي محكمة العدل العليا سليم جبران عن انشاد "هتكفا". ومع أن الرسالة التي نقلها بنيامين نتنياهو الى جبران فقد عبر فيها عن فهم لجوهر التناقض الكامن في النشيد القومي الذي لا يتعاطى الا مع قومية واحدة، اليهودية.

        مثل هذا الفهم ليس قائما في موضوع يوم الذكرى لمأساة الفلسطينيين مواطني اسرائيل، النكبة؛ لمئات الاف اللاجئين وملايين ابناء عائلاتهم الذين بالنسبة لهم يعد 15 ايار يوم الاعلان عن اقامة دولة اسرائيل اليوم الذي فقدوا فيه أرضهم، ملكهم ومكانتهم. الخلاف التاريخي على المسؤولية عن مأساة القومية الفلسطينية لا يزال قائما، وهو سيواصل مرافقة الشعبين، وما فيه من طاقة تفجيرية كامنة ستزداد طالما لم يحسم النزاع على طاولة المفاوضات.

        ولكن التنكر للمسؤولية عن المعاناة اللاحقة لا يفترض أن يلغي الحق في الذكرى او يمنع التضامن مع معاناة القومية الاخرى التي تسكن في دولة اسرائيل.

        فهل ينبغي السماح بعقد احتفالات ذكرى في يوم النكبة؟

        من العجيب والمثير للحفيظة الجهد الهائل الذي توظفه الدولة في طي ذكرى النكبة كاجتثاثها من كتب التعليم او التلميح الواضح لجامعة تل أبيب من جانب وزير التعليم جدعون ساعر الذي "اقترح" عليها النظر في عقد احتفال النكبة. فهل حقا تؤمن الحكومة بان احباط احتفال الذكرى، حظر التعليم للفصل العربي في تاريخ دولة اسرائيل او تشريع قوانين تحظر التضامن مع النكبة ستنسي المأساة؟ هل الاعراب عن الاسف الرسمي عن معاناة اللاجئين سيدفع الى الانهيار عدالة وجود الدولة؟ ولماذا لا تسمح الدولة لنازحي قريتي إقرث وبرعم الذين هم مواطنون اسرائيليون بالعودة الى قسم من اراضيهم الماثلة مهجورة منذ عشرات السنين؟ من يفهم بانه لا يجب اجبار مواطنين عرب على انشاد "نفس يهودية هائمة" يفترض به أن يسمح لذات المواطن بان يحيي النكبة دون أن يضطر الى أن يدفع الثمن على ذلك او يمنع عنه تمويل حكومي. يوم النكبة لا يعود فقط للعرب، بل هو جزء لا يتجزأ من قصة انبعاث دولة اسرائيل.