خبر في الأمعري ...الحاجة مريم مطير تروي حكايات اللجوء و النكبة والمخيم

الساعة 05:49 ص|15 مايو 2012

رام الله (تقرير )

لحديث النكبة و اللجوء في حياة اللاجئة الحاجة أم جمال "مريم مطير" و التي تسكن الأن في مخيم الأمعري الواقع جنوب غرب رام الله، نكهة أخرى...أنه الحديث عن يتم و تشريد و قتل و فقر و أمنيات ضلت معلقة هناك في بلدتها دير طريف وقت الخروج.

تقول الحاجة مريم 70 عاما لم تعي والدها الذي استشهد و هي رضيعه بعد أن دهسه يهودي و مات على الفور، ولكنها تتذكر قريتها بكافة تفاصيلها رغم صغر سنها في حينه، حيث لم تكن قد تجاوزت الست سنوات من عمرها.

تروي لنا بدايات الخروج قائلة:" كنا نستضيف عائلة من بلدة" الصيفرية" حيث خرج سكانها من الخوف حينها، و اقتسمنا بيتنا معهم، و لكن بعد أسبوع خرجنا نحن أيضا بعد قاموا بقصف البلدة و قتل أبنائها.

و تتابع:" عندما خرجنا من البلدة تفرقنا كلا في اتجاه، خرجت أنا مع العائلة التي كانت بضيافتنا، و جدتي و شقيقي الأصغر مع جدتي، في حين كانت أمي و أشقائي في منطقة مرج بير نبالا، و بعد أيام اجتمعنا سوية".

في مرج بير نبالا اجتمعت العائلة في وضع مأساوي...بلا طعام و لا شراب، كما تقول الحاجة مريم:" أتذكر أننا كنا نبكي من الجوع حتى قامت جدتي "بشحدة" رغيف خبز و حبات من البندورة لنأكلها".

تتذكر الحاجة مريم مشهدا لا تنساه خلال هروبهم من منطقة بير نبالا، و هو مشهد الفتاه التي كانت تحمل شقيقتها الرضيعة و قتلت برصاص جنود الاحتلال و بقيت الصغيرة "غارقة" بدمائها لا أحد يعلم مصيرها، حيث منعهم من الجنود من الاقتراب منها.

ومن مرج بيت نبالا إلى قبيا و هناك بتنا الليلة كاملة،  ومن هناك إلى منطقة دير عمار حيث بقينا تحت الشجر اربع اشهر كاملة لا يظلنا سوى أكياس من "الخيش" نسجت مع بعضها البعض ووضعت على أغصان الشجر.

و بعد أربعة أشهر أو خمسة، لا تتذكر الحاجة مريم جيدا، تسلمت العائلات خيما لكل منها ولكنها لم تسكن فيها طويلا، فشتاء ذلك العام لم يكن عاديا:" هطل الثلج بشكل كبير، فهدمت الخيام و قلعت أوتادها، فانتقلوا في البرد و المطر إلى "المغاير" عاشوا هناك أشهر حتى أصلحوا لهم الخيام و أعادوا بنائها".

في دير عمار، بقيت الحاجة مريم و عائلتها عشر سنوات، كبرت و تزوجت و رزقت بطفلتها البكر "فاطمة" و في بداية بناء مخيم الأمعري، مع نهاية الخمسينات انتقلت الحاجة مريم و عائلتها إلى المخيم، حيث كان عبارة عن أرض مقطوعة و موحشة، و في الخيام من جديد حتى بدء البناء فكان لها بيتها الصغير مع أبنائها.

تقول مريم مطير:" بعد عشر سنوات انتقلنا إلى المخيم، لم يكن الحال افضل مما مررنا به من قبل، حياة المخيم كانت صعبة للغاية، لا بيوت و لا بناء، و لا ماء، كانت الأفاعي و الحشرات تنتشر بشكل كبير و كنا نخاف من "الضباع و الكلاب" التي كانت تتواجد هنا دائما.

و الأن بعد 64 عاما على خروجها من "البلاد" لا تزال الحاجة مريم تحلم بالعودة، و أن لم يكن لها لأبنائها أو لأحفادها، و لو كانت ستسكن في خيمة.

وأكثر ما يعلق بذاكره الحاجة مريم من قريتها دير طريف بيارات الحمضيات التي كانت تنتشر في كل مكان، و مشاهد "صفوف" حصاد السمسم على سطح منزلها ل"تشميسه" استعدادا لبيعه، و اللعب في ينابيع المياه