خبر هذه النقابة بين مقال ومقال!.. بقلم: د. أيوب عثمان

الساعة 02:59 م|14 مايو 2012

إذا كانت نقابة العاملين قد أسعدها – كما يبدو لي ولكثيرين غيري – أن تنشر اليوم على موقعها الالكتروني مقالي بعنوان: "آه، يا صديقي: لو كنت حريصاً..."، والذي لم أرسله لها، ولم أطلب نشره على موقعها،

وإذا كانت النقابة لم تنشر لي على مدار عامين مضيا قبل اليوم إلا مقال واحد يتيم بعنوان: "متى تصبح هذه الجامعة جامعة؟!"، على الرغم من أنني لم أكن قد طلبت منها نشره،

وإذا كانت هذه النقابة التي نشرت مقالي "آه، يا صديقي: لو كنت حريصاً..." هي ذاتها – وبقيادة غالبية شخوصها – التي كانت قد امتنعت في أكثر من مرة عن نشر مقالات كنت قد طلبت منها نشرها،

فما الأمر يا ترى؟! ما الذي يبرر لهذه النقابة أن تتطوع اليوم بنشر مقال لم أطلب منها نشره، فيما كانت تمتنع – وما تزال – وستبقى تمتنع عن نشر ما طلبت وما قد أطلب نشره، علماً أن هذه النقابة تحاول الادعاء دوماً أنها تدافع عن الرأي وعن حرية التعبير عنه.

ما الذي يبرر لهذه النقابة أن تنشر اليوم الأحد 13/5/2012 مقالا نشرته العديد من المواقع الالكترونية يوم أمس السبت 12/5/2012 فيما أنها لم تنشر مقالاً نشرته الكثير من مواقع الصحافة الالكترونية يوم الخميس 3/5/2012 وعنوانه: "جامعة الأزهر، أزمة بين كل أزمة وأزمة"!

هل تؤمن نقابتنا بالرأي والرأي الذي يخالفه؟! وهل تؤمن بالحق في حرية التعبير عنه؟! إذا كانت تؤمن بالرأي وحرية التعبير عنه، فلماذا لم تنشر النقابة – بحيدتها المدعاة وبموضوعيتها المغيبة والغائبة – مقالي بعنوان "في الصراحة راحة..." والذي صوبت فيه لكل من النقابة ومجلس الأمناء نقداً بناءً وواضحاً؟! فعلى الرغم من موضوعية النقد الذي صوبته للطرفين، إلا أن النقابة لم تنشر ذلك المقال، لأنها تريد أن تُعطى كل الفضائل والمكارم فيما يُصَبَُّ على الأمناء كل العيوب والرذائل، والدليل على ذلك أنها تطوعت – ودون طلب مني – بنشر مقالي: "آه، يا صديقي: لو كنت حريصاً..."، ذلك أن المقال ليس فيه أي هجوم عليها وأي ذكر لها، واضعة ظنها أن المقال موجه إلى من هو في نظرها اليوم خصم قد يصير في الغد حليفاً؟ واضح تماما أن النقابة لم يجل في ظنها – البتة – أن المخاطب في المقال الذي سعدت هي بنشره على موقعها ربما لا يكون ذات المخاطب الذي ظنت أن المقال يهاجمه؟؟؟

وبعد، فإن النقابة التي ثارت ثائرتها واعترضت عندما أغلق رئيس الجامعة موقعها، ما كان لها أن تمتنع عن نشر مقال ينتقدها، فيما تتطوع سعيدة بنشر مقال ظنت أن فيه نقداً لمن تظنه خصماً، ولو على نحو مؤقت قد يتبدل مرة ومرة ومرات!!!

أما آخر الكلام، فإن كنتُ قد سعدتُ يا أبا أسعد أن نقابتنا قد نشرت اليوم مقالي الذي تم بالأمس نشره على العديد من المواقع الالكترونية فإنني كنت سأكون بالتأكيد أسعد لو كانت النقابة قد نشرت مقالات أخرى لي، لاسيما ذلك الصادر يوم الخميس 3/5/2012 بعنوان: "في الصراحة راحة.. جامعة الأزهر بين كل أزمة وأزمة"، فضلاً عن أنني كنت سأكون أسعد وأسعد، بل الأسعد، إن كانت النقابة ستنشر مقالي القادم وهو بعنوان: "جامعة الأزهر.. من غير عنوان"؟!