خبر لنهدىء روع الجيران- معاريف

الساعة 09:13 ص|13 مايو 2012

لنهدىء روع الجيران- معاريف

بقلم: ايلي افيدار

(المضمون: العالم العربي مقتنع بانه خلف بيان اقامة حكومة الوحدة تقف نية اسرائيلية لشن الحرب، وليس فقط في الجبهة الايرانية - المصدر).

        "اسرائيل تستعد للحرب". هكذا، في صيغ مختلفة، تبدو عناوين الصحف العربية التي بلغت عن البيان المفاجىء بانضمام كديما الى الائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو. تماما مثلما درجت اسرائيل احيانا على النظر الى العالم العربي عبر منظور النظرة المسبقة والمؤامرة، هكذا ايضا تفسر الصحف العربية خطوات سياسية محلية وفقا لارائها المسبقة عن اسرائيل. العالم العربي غارق في نظريات المؤامرة، وتكاد تكون جميعها تعنى بـ "مؤامرات الصهاينة". من ناحية معظم المحللين، حكومة الوحدة لم تكن مناورة سياسية نسجت بين ليلة وضحاها بل جزء من خطوة شاملة ومخططة مسبقا نهايتها اصدار الامر العملياتي لقوات الجيش الاسرائيلي.

        وبالغ بعيدا عبد الباري عطوان، المحرر الرئيس لصحيفة "القدس العربي" الصادرة في "لندن". عبدالباري، ابن لعائلة لاجئين فلسطينيين من منطقة عسقلان ومن الصحفيين المناهضين لاسرائيل الاكثر بروزا في وسائل الاعلام العربية، وقع بنفسه على مقال التحليل السياسي الذي تقرر فيه بان حكومات الوحدة تقام في اسرائيل كي تمنح رئيس الوزراء الشرعية لخوض حرب عاجلة. وحسب هذه النظرية، فان الهدف الاول للهجوم سيكون المنشآت النووية الايرانية؛ بعد ذلك تأتي حملة اخرى ضد قطاع غزة، وربما أيضا اجتياح متجدد لجنوب لبنان. أيبدو هذا مدحوضا. في وسائل الاعلام الاردنية، في امارات الخليج بل وفي السعودية أيضا تنطلق أصوات مشابهة ترى في حكومة الوحدة اشارة للحرب المقتربة.

        الشاذ الوحيد في جوقة التحذيرات كان رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن، الذي أعرب عن امله في أن تؤدي اقامة حكومة وحدة في اسرائيل الى استئناف المفاوضات على التسوية السلمية. وخلافا للاخرين، يفهم ابو مازن جيدا السياسية الاسرائيلية، وتصريحاته بعيدة عن أن تكون مؤشرا على تخفيف حدة مواقفه السياسية. رئيس السلطة قرر منذ قبل سنوات بان الطريق الوحيد لتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية هو من خلال خلق ضغط دولي شديد على اسرائيل. في تصريحه أمل في أن ينقل الى العالم رسالة بموجبها يسمح الائتلاف الواسع لنتنياهو بمجال مناورة لم يكن له من قبل ولهذا فانه يلغي المعاذير لعدم التقدم السياسي. أمل ابو مازن هو أنه من الان فصاعدا حتى من تردد في اتهام اسرائيل بانهيار المفاوضات، سيوجه الاصبع نحو اسرائيل.

        لسبب ما، اسرائيل اختارت ترك الساحة للناطقين العرب. صوت القدس لم ينطلق – لا في محاولة لتبديد مخاوف الحرب، ولا في مسعى لصد الضغط السياسي الذي تبادر اليه السلطة الفلسطينية. قرار اقامة حكومة الوحدة اتخذ في اللحظة الاخيرة وعلى نحو مفاجيء، ولكن من اللحظة التي اصبحت فيها حقيقة ناجزة، كان مجال لتسويقها على نحو افضل للجمهور في المنطقة. خير كان لو أن اسرائيل حرصت على أن تنشر رسائل تهدئة لروع القيادات في المنطقة ولمصممي الرأي العام. حتى لو أن كل جملة من القدس تستقبل الان في هذا الزمن بشك، فان الصمت الصاخب يعتبر تقريبا كاعلان حرب.