خبر عقد الزوجية - معاريف

الساعة 12:42 م|11 مايو 2012

ترجمة خاصة

عقد الزوجية - معاريف

بقلم: بن كاسبيت

(المضمون: اذا ما أوفت حكومة الوحدة الهائلة، المناهضة للديمقراطية هذه حتى ولو وعدا واحدا من وعودها: قانون طل، طريقة الحكم، المسيرة السلمية، لكان هذا يستحق - المصدر).

بدأ هذا يوم الثلاثاء الاسبوع الماضي. رئيس المعارضة حديث العهد شاؤول موفاز التقى رئيس الائتلاف زئيف الكين في لقاء عمل  قصير بحث في توزيع لجان الكنيست. من هنا الى هناك، انتقل الحديث ايضا الى تقديم موعد الانتخابات، الذي بدا في ذاك اليوم مؤكدا. موفاز قال لالكين انه يفهم بان هدف بيبي هو التوجه الى انتخابات سريعة الان بكل ثمن. فعدله الكين. ليس صحيحا، يا شاؤول، قال له، بيبي يتوجه اليها لانعدام البديل وذلك لان كل القصة تتفكك له بين اليدين وهو لا يريد أن يجروه. لو كان له بديل حقيقي لواصل حتى تشرين الثاني 2013.

وأنصت موفاز الى الكين بعينين مفتوحتين. ولمن نسي: الكين كان ذات مرة في كديما وان المقاتل رقم 1 لدى موفاز في الانتخابات التمهيدية السابقة التي خسر فيها لتسيبي لفني بفارق نحو 400 صوت. وواصل الكين القتال في حرب موفاز حتى بعد ان تخلى هو نفسه وأعلن عن "المهلة" الشهيرة. بالمناسبة، في نظرة الى الوراء تبين بان ولاية موفاز كرئيس للمعارضة كانت قصيرة تقريبا مثل اعتزاله اياه السياسة. مهما يكن من أمر، فان بين موفاز والكين علاقات ثقة طويلة، وموفاز فهم الرسالة. في ذاك اليوم، بعد وقت قصير من اللقاء مع موفاز، تحدث الكين ايضا مع رئيس قيادته، آفي فيدرمن. وفي هذا الحديث بدأت تطرح الافكار الى الفضاء. وبدت هذه عقيمة أساسا ولا سيما في ضوء الاجواء العامة في تلك الايام وموعد الانتخابات الذي انطلق الى النور (4 ايلول).

في الغداة، يوم الاربعاء، وضع الكين على طاولة الكنيست مشروع القانون لحلها. وفجأة اتصل اليه مرة اخرى آفي فيدرمن رئيس قيادة موفاز واقترح عليه الحديث الجدي. فهاتف نتان ايشل ووضعه في الصورة، الذي اطلع نتنياهو على الامر وكذا عقيلته. فمعظم وقته يقضيه ايشل في منزل رئيس الوزراء، يراوح براحته بين البيت والمكتب، الكنيست وباقي الاماكن التي يعالج فيها "العمليات الخاصة" للعائلة.

وفي هذه الاثناء وصل فيدرمن وحورب الى الكنيست واستمر اللقاء مع الكين لساعتين، في عصف للعقول بهدف بلورة نموذج يسمح لنتناهو بالنزول عن شجرة الانتخابات والبقاء في السلطة حتى تشرين الثاني 2031،  مع كديما. ولهذا النموذج كانت ثلاثة اجزاء: قانون طل، الذي ينبغي أن يستبدل حتى الاول من آب، تغيير طريقة الحكم، والميزانية (الكارثية) الجديدة التي يجب اقرارها في الكنيست.

كانوا لا يزالون متشائمين

يوم الاربعاء مساء اطلع بيبي على ما جرى واتصل بالكين وفي هذه المرحلة كان الجميع متشائمين. وكان النموذج مع كديما يتحدث عن "شبكة امان" يمنحها كديما للحكومة وليس انضماما حقيقيا الى الائتلاف. اما نتنياهو فلم يقتنع بشبكة الامان واعتبرها محاولة من كديما لكسب الوقت لاسقاطه لاحقا. وقال انه لا يثق بهم.

صباح يوم الجمعة جاء آريه درعي لمواساة بيبي الذي كان لا يزال يحد على والده. وكان المكان يعج بالناس ولكن في مرحلة ما اعتزل نتنياهو ودرعي الى غرفة داخلية وتحدثا ثنائيا. وسأل بيبي درعي ماذا يعتزم عمله فأجابه بانه يعتزم تصدر حركة تتنافس في الانتخابات القادمة. وبدا بيبي متفاجئا وذلك لانه تبين لاحقا بان نتان ايشل روى له في ذاك الصباح بان درعي قرر نهائيا التنافس على رئاسة بلدية القدس. وكان هذه احبولة مقصوده هدفها تهدئة روع نتنياهو من خطر درعي في المنافسة في الكنيست. والان جاء درعي وبدد القصة من اساسها. هيا نسترجع ايامنا القديمة، قال رئيس الوزراء لمن كان ذات مرة شريكه الكبير في الائتلاف. اما درعي فيعرف بان هذه الايام لن تعود. فدرعي مصمم على رئاس حركة سياسية. إن لم تكن شاس فحركة اجتماعية برئاسته. اما بيبي فقد فهم هذا. وهو يعرف بان درعي قادر على أن يأخذ عدة مقاعد من اليمين وينقلها الى الوسط وهو لا يحب هذا.

وبعد الظهر، بعد أن نهض بيبي من "الايام السبعة" عقد لقاء سري حميم في منزل رئيس الوزراء في القدس. شارك فيه نتنياهو، ايشل، الكين وكان على جدول الاعمال الاتصالات السرية مع كديما. وكرر نتنياهو رفضه القاطع لشبكة الامان.

فاتصل الكين بليئور حورب وقال له ان هذا لن ينجح ويجب تحسين النموذج. واطلعه حورب بانه انضم الى صورة الاتصالات ايهود باراك ايضا. فهو دوما ينضم. فقد تبين بان باراك اتصل بمبادرته وتساءل اذا كان هناك سبيل لضم كديما الى الرزمة ومنع الانتخابات. لسبب ما، باراك ليس متحمسا للانتخابات فاطلعه حورب على الاتصالات مع الكين والليكود. فتحمس باراك. ها هي فرصة لسنة ونصف اخرى في وزارة الدفاع. في منتهى السبت سارع باراك الى منزل نتنياهو، وحاول اقناعه بذلك اما نتنياهو فكان لا يزال غير مقتنع بخطة شبكة الامان.

صدمة المؤتمر

يوم الاحد وصل نتنياهو الى مؤتمر الليكود. زعيم لتوه حد على أبيه المحبوب، وشعبيته تضرب ارقاما قياسية، يأتي الى ساحته الداخلية مكللا بهالة المجد. ولكن الاهانة التي تلقاها في المركز ايقظت الشياطين في روح نتنياهو، الصدمة من مركز الليكود اياه حين كانت الكراسي تتطاير من هنا الى هناك والناس يصوتون بالفرار من الحزب.

صباح يوم الاثنين القيت قنبلة اخرى، من قبل محكمة العدل العليا. يجب اخلاء بيت الاولبانه، وبعد ذلك ميغرون. وجع الرأس تحول لدى نتنياهو الى صداع نصفي. احد ما جلب له استطلاعا جديد. يئير لبيد حسب الاستطلاع يتجاوز خط الـ 15 مقعدا. وهذا حتى قبل ان تنضم اليه تسيبي. ونتنياهو بدأ يتصبب عرقا. صباح يوم اثنين جلسة الحكومة. بالتوازي تستأنف الاتصالات مع كديما. هذه المرة، بدا رجال كديما أكثر اهتماما بكثير. حورب يصل الى القدس ويجلس مع ايشل. مفتش عام الشرطة الذي دعي لاستعراض موضوع العنف، انتظر قرابة ساعتين لان الجلسة بدأت في العاشرة بدلا من موعدها. واذا بغيل شيفر يأتي ويهمس شيئا في اذن بيبي، الذي نهض وأجل الجلسة لساعة اخرى.

وفي هذه الاثناء، تحطم الجليد بين ايشل وحورب. واقتنع ايشل بان موفاز مستعد. فتوجه بسرعة الى نتنياهو. ودعاه الى الجلوس مع موفاز لان هذا بات ممكنا. وهكذا كان. وفي اثناء يوم الاثنين عقد نتنياهو وموفاز ثلاثة لقاءات في منزل رئيس الوزراء في القدس. في هذه المرحلة لم يعرف احد حقا ما يجري خلف الكواليس باستثناء الدائرة الضيقة اياها. وكانت الذروة بعد أن صوت الجميع في صالح حل الكنيست بالقراءة الاولى. وطلب موفاز تأجيلا ليوم او ليومين ولكن جماعة بيبي أكدوا له بانه اذا تم التأجيل فلن ينجح الامر فوافق على أن يتم هذا فورا.

في الحديث الطويل الذي اداره بيبي وشاؤول في منزل رئيس الوزراء كان ينبغي لهما أن يتغلبا على محيط من الدم الفاسد الذي فصل بينهما. فحملته ضد لفني ادارها موفاز على ظهر بيبي. وبالمناسبة فان قسما هاما من الزمن قضاه الرجلان في الحديث في المسألة الايرانية. وسيكون مشوقا أن نرى اذا كان موفاز يبقي على موقفه المعلن في الموضوع الايراني. والحقيقة هي أن سجله لا يتضمن الثبات على المواقف في اي وقت من الاوقات.

العفن قد يكون يستحق

هذا هو الزمن لان نقول شيئا مبدئيا: اذا ما أوفت حكومة الوحدة الهائلة، المناهضة للديمقراطية هذه حتى ولو وعدا واحدا من وعودها: قانون طل، طريقة الحكم، المسيرة السلمية، لكان هذا يستحق. تغيير طريقة الحكم الكريهة والمجنونة عندنا هي حاجة وجودية. وكان ينبغي لنتنياهو أن يفعل ذلك منذ بداية ولايته وكانت لفني ستوافقه وتدخل الى ائتلافه ولكنه فضل الحفاظ على تحالفاته التاريخية. ومع ذلك، فاذا ما جندوا الاصوليين أو غيروا الطريقة فانهم يستحقون تحية كبرى، والعفن كان سيكون مستحقا، والمناورة ما كانت لتكون نتنة. ولكن الاحتمال بان يحصل هذا لاسفي متدن جدا.

حاييم رامون، الذي اعتزل كديما أول أمس التقى اوري شني الذي يعمل مع يئير لبيد. خطة رامون واضحة. كديما ينشق، سبعة حتى عشرة نواب يعتزلون مع تسيبي لفني. ويبقون في الكنيست. وفي المرحلة التالية قد يرتبطون بلبيد. مما سيجعله ذا صلة وستكون له كتلة كبير في الكنيست حيث سيكسب من تمويل الاحزاب وزمن بعث في الدعاية الانتخابية، بينما "حكومة رؤساء الاركان الثلاثة" ستتدهور الى الضياع. خطة جيدة. خطط رامون دوما جيدة. لشدة الاسف قسم صغير منها فقط يتجسد في الواقع ايضا. لبيد ليس هناك بعد. وفضلا عن ذلك فانه في الطرف الاخر ايضا من المتوقع انفجار ايضا: نتنياهو، اذا كانت لديه الشجاعة فسيقيم الليكود من  جديد، بدون المتطرفين، بدون الفايغليين والحوتوبليين، مع باراك ومع موفاز. فهم سيطروا منذ الان على الدولة، فلماذا لا يجعلوا ذلك رسميا الان.

باسم الضمير

صحيح حتى اليوم تبلورت طغمة عسكرية من ثلاثة خريجي الوحدة الخاصة "سييرت متكال"، بيبي، باراك وموفاز، ستدير الدولة. فلا يوجد اليوم معارضة هامة في الكنيست، ثمانية نواب من العمل فقط، العرب، ميرتس والاتحاد الوطني. وسائل الاعلام ضعفت ويسيطر عليها تدريجيا. ديوان الموظفين مقرب من نتنياهو، وزير العدل هو المستشار العائلي، المستشار القانوني للحكومة كان محامي العائلة، التهديد الكامن في غابي اشكنازي يرد بكل طريقة ممكنة، كل من يحاول فتح فمه (ديسكن، دغان) ينال على الفور هجوما مدفعيا ثقيلا. والان يريدون ان ينتجوا مراقب دولة مجند. بالفعل اسرائيل تجف.

هذا بالضبط هو السبب في أنه اذا بقي اصحاب ضمير بين النواب فمحظور عليهم ان يصوتوا في صالح ترشيح القاضي يوسي شبيرا لمنصب مراقب الدولة. يجب على من لديه ضمير ومعني بالديمقراطية أن يصوت في صالح قاضي المحكمة العليا، نائب الرئيس السابق اليعيزر ريفلين.