خبر رسالة قوة -هآرتس

الساعة 10:00 ص|10 مايو 2012

رسالة قوة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        البيان عن الغاء الانتخابات واقامة حكومة وحدة أخرج الى الشوارع في تل أبيب نحو ألف شخص احتجوا على ما وصفوه بانه "مناورة نتنة". في دولة تتباهى بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط فان مظاهرة عفوية في أعقاب خطوة سياسية دراماتيكية هي خطوة مباركة تدل على مشاركة جديرة من المواطنين.

        غير أنه حسب شهادات الكثير من المتظاهرين، فان مشاركة المواطنين الجديرة اصطدمت بمقاومة شديدة. قوات غفيرة من الشرطة هرعت الى المكان عملت بعنف شديد تضمن ضربات وركلات للمحتجين. خمسة اشخاص اعتقلوا، بينهم صحفيان. احد الصحفيين جر على الارض، وعندما حاول ابراز هويته الصحفية للشرطة، دفع، اسقط الى الارض وادخل الى سيارة الدورية. اضافة الى ذلك اوقف نشطاء اجتماعيون مركزيون، بينهم عضو مجلس بلدية تل أبيب يوآف غولدرينغ، عيران بريل، من مدراء بيت هعام، ونير نادر، من قادة منظمة العاملين "معان".

        وأفادت الشرطة بان المظاهرة ليست قانونية ولهذا فانها لم تسمح للمتظاهرين بالسير على طول شارع كينغ جورج نحو متسودات زئيف (مقر الليكود). غير أنه على خلفية حقيقة أن المتظاهرين لم يتصرفوا بعنف واكتفوا بهتافات مشروعة ضد الحكومة، فان السلوك العدواني للشرطة يبعث على القلق. يبدو أن هذا كان استعراضا للقوة الشرطية استقبالا لما سيأتي في الاشهر القادمة.

        الكثير من المشاركين في المظاهرة كانوا نشطاء الاحتجاج الاجتماعي. حتى ما قبل ثلاثة ايام كان يخيل أن الاحتجاج ذوا في أعقاب القرار بتقديم موعد الانتخابات. غير أن تشكيل حكومة الوحدة، الذي ضمن استمرار الحكم الحالي لسنة ونصف اخريين، اثار بشكل طبيعي روح الاحتجاج. والان فان قادته يخططون لمهرجانين كبيرين آخرين – واحد بعد يومين، وآخر، يدعى "مسيرة المليون"، والتي ستعقد في 14 تموز.

        الصيف قد يكون مشحونا ومفعما بالنوازع. شرطة اسرائيل ملزمة بان تستوعب أن من حق المتظاهرين الاعراب عن استيائهم، حتى لو كان المضمون والنبرة لا يعجبان المؤسسة الحاكمة. العنف الشرطي الذي استعرض أول أمس في ساحة مسرح هبيما ليس هو الرسالة التي يفترض بالدولة أن تنقلها الى مواطنيها.