خبر تحرير الأسرى باختطاف جلاديهم.. عبد الرحمن أبو العطا

الساعة 11:58 ص|09 مايو 2012


من جديدٍ يتقدم أسرانا لدى الصهاينة الصفوف ويقفون في مواجهة العدو بقوة وشجاعة ويرفضون المذلة والإهانة ويدفعون ثمن حريتنا وكرامتنا بصمودهم في وجه السجّان بعد تحديهم لعساكره ومخابراته حتى وصل بهم الأمر إلى إضرابٍ قد يفضي للموت نظراَ لسوء ما يلاقونه داخل السجون.

ومع دخول الإضراب يومه الـ23 وبعض الأسرى أمضى 72 يوماً مضرباً عن الطعام تشتدُ المحنةُ وتزداد الأمور توتراً داخل سجون الاحتلال وخارجها بناءً على الأهمية القصوى التي تنطوي عليها قضية الأسرى وضرورة السعي الجاد والحثيث لإنقاذهم من أيدي العدو.

ولا شكَّ أنَّه لا أحد من أحرار الشعب الفلسطيني لم يتأثر لحال الأسرى فتحركت في النفوس دوافع الإنسان الحرّ الذي لا يصبر على الإذلال ولا يقبل بالمهانة ولو ترتب على تحركه لكسر قيود الذلة ورفع أسباب المهانة دقَّ عظامه أو بتر سيقانه أو قطع رأسه .. هكذا هم الأحرار لا يتغيرون بتغير المكان أو الزمان.

ولكنَّ الحقيقة أنه لا جدوى من تحرُّكٍ لا يُفضي إلى تحرير الأسرى وإن كنا نحترم فاعله إلا أنَّ الأسرى بحاجة إلى إنقاذهم من أيدي سجانيهم وفكِّ قيودهم وإطلاق سراحهم ، ولن يتأتى ذلك بالتعبير عن الغضب وحده ، ولا بالخروج في مسيرات ومظاهرات والوقوف في اعتصامات وإلقاء خطابات وإقامة مهرجانات دون ارتباط ذلك مع المضي بحزمٍ لمساعدتهم من خلال اختطاف جنود الاحتلال ومستوطنيه والمبادلة بهم ، أو تفعيل العمليات الفدائية من جديد حتى تحرير كافة الأسرى دون استثناء وهذا مقصدٌ كفله القانون المنظم للكون "القرآن الحكيم".

وإنّ السعي الذي ترافقه التضحيات لإنقاذ الأسرى لا يستطيعه إلا الفضلاء ، فكم من مكبلٍ بالقيود ومثقلٍ بالأغلال حرٍّ طليقِ الفكر فصيح اللسان ، وكم من طليق الأيدي سريع الخطوات مكبلَ الفكر معقود اللسان يقول ما يرضاه الآخرون وإن لم يقبل به ويفعل ما يقبله الخصوم وإن لم يرضَ به.

وغاية العجب أنَّ المظاهرات والنشاطات السلمية ليست وليدة هذه المحنة ، ولكنها غرسٌ غرسه الاحتلال الإنجليزي بأيدي عملائه حتى يُفرغ الغضب ويستنفذ الطاقات بعيدا عن جنوده المجرمين وخبرائه الماكرين ، ويهدف أيضاً إلى انفضاض الناس عن الشيخ المجاهد عز الدين القسام رحمه الله الذي ينادي بالجهاد ضد الاحتلال ويلتحقوا بالأحزاب المعتاشة على آلام ومحن شعبنا.

وقد عبّرت قيادات عسكرية عن قلقها من تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية في أنحاء متفرقة من مدن وقرى الضفة تزامناً مع بدء الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، ومن ذلك الهجوم على سيارة للمستوطنين اليهود بالأسلحة الرشاشة منتصف ليل الثلاثاء ، واستهداف دورية للجيش الصهيوني في بلدة أبو ديس بالقدس المحتلة.

ليس أمامنا مفرٌ من إعادة الكرَّة واختطاف جنود الاحتلال ومستوطنيه والعودة للعمليات الفدائية وإشعال نيران غضبنا في جلادي أسرانا وشعبنا ، ولو بخل أهل السلاح بسلاحهم نعود إلى الحجارة والزجاجات الحارقة، فالمسئولية فردية لأنّ النصرة واجبة على كل مسلم ومسلمة وعلى الفلسطينيين.