خبر ثلاثة رؤساء اركان أمام نووي واحد -معاريف

الساعة 08:46 ص|09 مايو 2012

ثلاثة رؤساء اركان أمام نووي واحد -معاريف

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: ابتداء من اليوم يجلس نتنياهو على رأس الطاولة محوطا بثلاثة من ستة رؤساء الاركان قبل بيني غانتس: اذا كنا نقرأ صحيحا مواقف قادة الاذرع، فسيحتاجون الى قدر كبير جدا من الشجاعة الشخصية كي يوجهوا نظراتهم ويقولوا ما يفكرون به - المصدر).

        بنيامين نتنياهو جدير بالحظوة على شيء واحد على الاقل: فهو لم يؤجل فقط الانتخابات لسنة، بل عمليا استبق نتيجتها المعروفة مسبقا. باستثناء التطور غير المرتقب حقا، فان هذا ما كان سيحصل في ايلول: الليكود سيصبح الحزب الاكبر، بفارق كبير. فقد  كان نتنياهو كتلة متماسكة لاكثر من ستين مقعدا من الاحزاب اليمينية – الدينية، "شركائه الطبيعيين" على حد قوله. وكي لا يكون فقط معهم في حكومة ضيقة، كان سيتوجه الى الاحزاب الثلاثة التي تتقاسم كتلة الوسط – اليسار، كديما، العمل ولبيد، ليقترح على كل واحد منها رزمة مناسبة وينتظر من يأتي اليه أولا.

        هذا بالضبط هو الوضع الان. معنى 28 نائبا من كديما (على فرض انهم جميعا سيبقون حتى نهاية الولاية بانتظار موتهم السياسي المؤكد بعدها)، يشبه ذاك الذي سيكون لـ 15 مقعدا لحزب آخر بعد أربعة اشهر. شاؤول موفاز باعه بسعر جواد ميت، لان هذا ما يستحقه في هذه اللحظة ولانه لم يهمه على الاطلاق.

        اعضاء حزبه قالوا نعم، لان اريك شارون علم الجميع بانه في سنة تحصل الكثير جدا من الامور، والمهم البقاء على العجلة. اذا كان أي منهم يعتقد بانه بوسعه أن يعود الى الليكود من البوابة الخلفية قبل الانتخابات، فانه لا يعرف الليكود: فلرفاقه ذاكرة طويلة ووعد بالانتقام من كل من ترك البيت.

        فهل كان هذا مجديا لنتنياهو؟ فقط اذا كان يكره المخاطرة بشكل متطرف. في هذه العملية استبدل مكانة رئيس وزراء منتخب، مع تفويض متجدد، حكومة مستقرة وولاية كاملة أمامه، بمكانة من يتوجه بعد قليل الى الانتخابات. وحصل على ذات الحكومة، فقط لسنة وليس لاربع سنوات. وقد كان ملزما بان يرفع ميزانية صعبة، لان الوضع العالمي صعب، بخلاف أنه لا يفعل هذا  كمن الانتخابات أمامه وليس خلفه. اضافة الى ذلك، فقد وضع على الطاولة وعدين صريحين – الخدمة للجميع وتغيير طريقة الحكم، اللذين لم يكن ملزما بتحقيقهما لو ان الكنيست حلت أمس، والان من شأنهما ان يكونا النواة للاحتجاج الاجتماعي – الاقتصادي القادم. في السياسة الاسرائيلية تسمى هذه مناورة لامعة.

        من استمتعت من القضية هي شيلي يحيموفتش. في السياسة لا يوجد فراغ: امام كل حكومة ستكون نسبة كبيرة من المواطنين ممن ليسوا راضين عنها. الوضع الحالي، الذي يوجد فيه حزب واحد، الليكود، وحوله اقمار ملحقة من الامعات، لا يمكنه ان يبقى على مدى الزمن في الديمقراطية. في الانتخابات القادمة، التي سيصل اليها نتنياهو بعد أن يكون استنفد الامكانية الكامنة في سنة واحدة، سيكون بانتظاره بديل لا يرى بعد بالعين، وصحيح حتى اللحظة تمثله يحيموفتش في الكنيست. فقد تحولت بين ليلة وضحاها ممن حسبت خطاها نحو حكومة نتنياهو، حزب متوسط آخر على قرني المعضلة، الى زعيمة المعارضة.

        امام الكواليس تحدثوا أمس عن استئناف المسيرة السياسية، اما حولها فازدهرت التخمينات عن ايران. اذا كان احد ما يفكر حقا بان دخول كديما الى الحكومة سيؤدي الى استئناف المفاوضات، فإما يكون مجنون بجنون الاضطهاد (من اليمين) او هاذٍ (من اليسار). الحكومات الواسعة لم تتميز ابدا بعمل سياسي، وذلك لان الشلل لديها في الداخل. فمن سيجبر نتنياهو على أن يعمل ما لم يعمله ثلاث سنوات ونصف، فما بالك لا يوجد عليه اي ضغط داخلي؟ حزب له وزير بدون وزارة ولجنتان في الكنيست؟

        اما بالنسبة لايران، فمن يدري. حسب كل المؤشرات، لم يكن هذا جزءا من المفاوضات العاجلة التي ادارها نتنياهو وموفاز. لقد أعرب موفاز، سواء علنا، وبقوة اكبر في المحادثات المغلقة، عن موقف سلبي جدا بالنسبة لامكانية الهجوم في التوقيت الحالي. وقد قال صراحة ان برأيه يوجد المزيد من الوقت (في احدى المقابلات ذكر سنتين) الى أن تصل ايران الى حافة النووي، وحذر من "قرار مغلوط ومتسرع". كل هذا كان أمس، كما تقول القصيدة، ويخيل انه مرت سنة. في بورصة المصداقية كلمة موفاز لا تباع بسعر عال جدا في هذه اللحظة؛ لا يمكن أن نعرف ما سيقوله في الغرفة المغلقة التي يدخل اليها. ما يمكن معرفته، هو أنه ابتداء من اليوم يجلس على رأس الطاولة محوطا بثلاثة من ستة رؤساء الاركان قبل بيني غانتس: اذا كنا نقرأ صحيحا مواقف قادة الاذرع، فسيحتاجون الى قدر كبير جدا من الشجاعة الشخصية كي يوجهوا نظراتهم ويقولوا ما يفكرون به.