خبر الجيب والكرسي- يديعوت

الساعة 08:53 ص|08 مايو 2012

الجيب والكرسي- يديعوت

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

حاول بنيامين نتنياهو في يوم الاحد ان يُنتخب (بالاجماع كما أمل) لمنصب رئيس مؤتمر الليكود. وكان ذلك يفترض ان يكون حادثة رسمية في أساسها. من الذي جاء؟ رئيس الحكومة القادم. ألم يبادر محررو استطلاعات الرأي الى تتويج زعيم الليكود. ان الانتخابات هي هدر للوقت والمال وحيلة سيقوي نتنياهو بعدها تمسكه بالكرسي. كان يفترض ان يخرج المؤتمر في ظاهر الامر في رقصة "كم أصبحت جميلا" أمام السيد. أما ما حدث في الواقع فشيء مختلف. فقد نجحت مجموعة ذات جلبة وتصميم من اعضاء المركز في منع التصويت بالاجماع وفي ان تفرض على نتنياهو اقتراعا سريا. ومن المعقول ان نفترض ان يفوز نتنياهو في نهاية التصويت المخطط له. فرئيس الوزراء يسيطر على اجهزة الحزب الحاكم ويصعب ان نفترض ألا ينتخبه المؤتمر ليكون رئيسه. لكن هذا الفشل الصغير يمكن ان يعلمنا بضعة اشياء مهمة.

أولا ليس نتنياهو جيدا جدا في تحليل المواد الاستخبارية. كانت القاعة صغيرة جدا وكان فيها الكثير جدا من مؤيدي فايغلين؛ وليس ميكي ايتان في جيب أي واحد. وكان هذا معلوما سلفا، ومع ذلك وقع الخطأ. وربما تكون هذه لحظة التساؤل عن أخطاء مصيرية أكثر يجلبها علينا في المستقبل قدرة القائد الاشكالية على تحليل المعلومات.

وثانيا، ليس نتنياهو قادرا على كل شيء حتى في بيته وساحته. لو طُلب الينا ان نُخمن ماذا ستكون نتائج الانتخابات في المؤتمر لأعلن أكثرنا في يقين بأن التعيين في جيب نتنياهو. بيد ان الواقع ليس تنبؤاً. فالتنبؤ يعتمد على المعلومات العتيدة للمتنبيء؛ لكن الواقع له مصادر علم اخرى. ويقوم التنبؤ على الماضي بالضرورة. فنحن نتفحصه ونقيس المستقبل عليه. بيد ان العالم ليس رجوعا بسيطا الى الماضي. فاليمين حكم فرنسا 17 سنة. ولم يفشل هو وساركوزي الذي رأسه أي فشل مجلجل؛ ولم تكن لليسار ولقائده الضعيف الحضور هولاند أية حلول مدهشة للمشكلات الفرنسية. وبرغم ذلك جاء الفوز الاشتراكي. يمكن بنظرة متأخرة بالطبع ان نفسر هذا، لكن التنبؤ به مسبقا كان أصعب كثيرا.

يجب ان يثير فشل نتنياهو الصغير تفكيرا في الاجماع الذي تفشى في وسائل الاعلام الاسرائيلية ويقول ان الفوز موضوع في جيب نتنياهو. فلهذه النبوءات اذا كان الجمهور مقتنعا بصدقها ميل الى تحقيق نفسها. وتشهد الأبحاث على أنه منذ اللحظة التي يخلص فيها الاطباء الى استنتاج انه لم يعد للمريض أمل، يميلون الى الامتناع عن اجراءات تنقذه – فهذا لن يساعده أصلا – والى تحقيق تنبؤهم. واحتمالات عيش مريض عُرف بأنه يحتضر أقل كثيرا من احتمالات عيش مريض لم يُعرف هذا التعريف. ويرى نتنياهو ان الوضع المثالي هو الوضع الذي يُسلم فيه اللاعبون الآخرون في الميدان مقدما لهزيمتهم ويعملون في وهن وعدم رغبة.

أقترح علينا جميعا ألا نفترض ان الانتخابات في جيب شخص ما. فصحيح انه لا يوجد بين منافسي نتنياهو زعيم قوي الحضور وجارف. ومن جهة ثانية اذا كان ونستون تشرتشل اللامع الذي يريد نتنياهو كثيرا ان يتشبه به، تشرتشل المحق دائما المتوج بهالة النصر على المانيا، قد خسر لكليمنت إتلي الرمادي من حزب العمال، فان كل شيء ممكن. وأنا عالم بالفروق. لكن كل ما أريد التذكير به هو أن التنبؤ كان يقول ان الفوز موضوع في جيب تشرتشل. لكن جيوب الساسة مليئة بالثقوب دائما. ونتائج الانتخابات القريبة غير معلومة. وسيخطيء نتنياهو اخطاءا كثيرة اخرى يدفع الثمن عنها. واذا تم انتخابه فسيخطيء اخطاءا ندفع نحن جميعا الثمن عنها.

يجب ان تُجرى المعركة الانتخابية على افتراض ان كل شيء مفتوح حتى الاحتمالات الأكثر مفاجأة. وأهم من هذا أنه يجب ان تُجرى على افتراض ان الفوز في الديمقراطية ليس كل شيء. فاذا فاز نتنياهو حقا في الانتخابات فمن المهم ان تواجهه معارضة مقاتلة مصممة تعرف كيف تُجنبنا جزءا من حماقاته على الأقل.