خبر نتنياهو بدأ بالقدم اليسرى -معاريف

الساعة 08:52 ص|08 مايو 2012

نتنياهو بدأ بالقدم اليسرى -معاريف

بقلم: مزال معلم

(المضمون: قرار محكمة العدل العليا أمس يعظم أكثر فأكثر قوة المستوطنين في الليكود، ويضعهم في رأس جدول الاعمال في الانتخابات الداخلية في الحزب - المصدر).

        بنيامين نتنياهو بدأ الحملة الانتخابية، التي كان يفترض أن ينتصر فيها سيرا على الاقدام، بالقدى اليسرى. قرار محكمة العدل العليا أمس اخلاء حي الاولبانه تضعه أمام اختيار بين بديلين سيئين: اخلاء كفيل بان يؤدي الى العنف والمس بقاعدة التأييد له من اليمين، والتي ستفضل افيغدور ليبرمان، أو الاستسلام لمطالب وزراء الليكود والمستوطنين وتشريع قانون يتجاوز محكمة العدل العليا يمس بصورته، ويضع في ضوء تهكمي تصريحاته بشأن الدفاع عن الجهاز القضائي.

        من ناحية نتنياهو، ما كان يمكن أن يكون توقيت سيء وبائس أكثر لقرار المحكمة. بعد يوم من                              هزيمته في مؤتمر حزبه على ايدي المجموعات اليمينية التي ترسخت في الليكود، تجبره محكمة العدل العليا على أن يتصدى لها مرة اخرى. هذه المرة لا يدور الحديث عن صراع قوة حزبية داخلية، بل مواجهة فرضت عليه في ذروة حملة الانتخابات، وهي ذات قدرة كامنة شديدة على الحاق الضرر.

        ليس فايغلمان هو الذي اصبح منذ زمن بعيد رمزا للسيطرة المعادية بل الاف الاعضاء الجدد من المناطق ممن ارتبطوا بالليكود بهدف منع فك ارتباط اضافي من داخله. وهم سينغصون عيشه اذا ما فضل محكمة العدل العليا عليهم. وخليط قرار محكمة العدل العليا والانتخابات التمهيدية على قائمة الليكود للكنيست والتي ستجرى في نهاية الشهر هو خليط فتاك. لقد جرى كثير من الحديث عن ميزان الرعب في الليكود، عن الوزراء والنواب الذين يكسرون يمينا كي ينالون الاصوات المنظمة في المناطق. ولكن منذ أمس هذه لم تعد مجرد احاديث – هذا هو الواقع.

        الوزراء والنواب في الليكود، الذين يوجدون منذ الان في ذروة حملة الانتخابات التمهيدية خاصتهم، تنافسوا على سرعة اطلاق البيانات لوسائل الاعلام والتي أعربوا فيها عن تحفظهم من قرار محكمة العدل العليا ودعوا الى تشريع قانون التسوية. وشخص ساعر الموقف قائلا: "هذا قرار غير عادل". اما سلفان شالوم فقال انه "يجب الانتقال الى التسوية". وقضى الوزير اسرائيل كاتس بان هذا "قضاء لا يمكن للجمهور أن يحتمله".

        ومنذ الان واضح أن الانتخابات التمهيدية على قائمة الليكود ستدور في ظل قرار المحكمة بشأن الاولبانه وستدار من تلال السامرة التي ستصبح هدفا مفضلا لزيارات الوزراء والنواب. "الان الاختبار الكبير لليكود ليثبت قدرة حكم وخط سياسي وطني. وهذه المرة هذا بمسؤوليتك"، هكذا كانت لغة البلاغ الذي تلقاه الوزراء والنواب في الليكود، وهو مجرد المقدمة للضغوط التي لا بد ستأتي. لقد أثبت مسؤولو الليكود انه عندما يدور الحديث عن معركة بقائهم فانهم لا يخشون ابدا تهديدات نتنياهو. هكذا كان في الانتخابات الاخيرة عندما هدد نتنياهو بان من يعقد صفقات مع فايغلين لن يكون وزيرا. إذن هدد. حول طاولة الحكومة يجلس اليوم اولئك الذين عقدوا في حينه صفقات مع فايغلين وسيعقدونها هذه المرة ايضا، بل وربما يساعدوه على أن ينتخب رئيسا للكنيست. دان مريدور "يساري الليكود" هو الوحيد الذي يقف علنا ضد الضرر الذي يلحقه فايغلين بالحزب. وهو يفعل ذلك بحرية لانه على علم بان ليس لديه ما يخسره.

        قرار محكمة العدل العليا أمس يعظم أكثر فأكثر قوة المستوطنين في الليكود، ويضعهم في رأس جدول الاعمال في الانتخابات الداخلية في الحزب. لهذا السبب فانه يرفع فرص فايغلين لان ينتخب بل وربما في مكان عال في القائمة. ونتنياهو، الذي عمل تقريبا كل شيء كي يبعده، كفيل بان يقبل به كرئيس للجنة الدستور. السؤال هو كيف سينقذ نتنياهو نفسه من الورطة التي وقعت عليه بالذات في اليوم الذي تحل الكنيست نفسها. ولاية كاملة تمكن فيها من المناورة بين المستوطنين وسلطة القانون، مر بين النقاط دون ان يبتل، أجل الازمات وعاد الى بيته بسلام.

        نتنياهو يؤمن من كل قلبه بان اليمين رفعه الى الحكم في  1996، اسقطه في 1999 ورفعه مرة اخرى في 2009. وعليه فيكاد يكون من غير المعقول الافتراض بان يدير الان بالذات ظهر المجن لقاعدة التأييد له من اليمين، عشية الانتخابات التي سعى اليها هو نفسه.