خبر رؤساء نتنياهو -هآرتس

الساعة 09:54 ص|07 مايو 2012

رؤساء نتنياهو -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

        (المضمون: سيفوض الجمهور الاسرائيلي الذي سينتخب نتنياهو بلا شك في الانتخابات القادمة، سيفوض نتنياهو ليقضي على المسيرة السياسية ويدفن حل الدولتين - المصدر).

        لن تكون الانتخابات القريبة استفتاءا للشعب في القضاء على المنشآت الذرية الايرانية. وليس يوفال ديسكن رئيس "الشباك" السابق هو الوحيد الذي يزعم ان هجوما اسرائيليا سيؤخر تطوير القنبلة الذرية الايرانية سنتين على الأكثر. فقد سُمع من دنيس روس الذي كان مستشارا كبيرا لرئيس الولايات المتحدة براك اوباما، في المدة الاخيرة، تقدير مشابه وحذر من ان هذا الاجراء سيزيد في عناد آيات الله. وتقول استطلاعات الرأي انه اذا خلّد الجمهور حكم اليمين فلن يحصل بنيامين نتنياهو على يد حرة للقضاء بالقوة على البرنامج الذري الايراني بل سيتم تفويضه بأن يحقق الخطة الثانية التي أشار ديسكن اليها وهي خطة القضاء السياسي على الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودفن حل الدولتين.

        استطاع نتنياهو في ولايته الاولى ان يحقق جزئيا وعده بالقضاء على اتفاقات اوسلو. وقد خسر الحكم بعد أن ألقى الجمهور عليه المسؤولية عن الازمة في المسيرة السياسية. وينبغي ان ننسب الى بيبي فضل أنه تعلم الدرس.

        إستل نتنياهو في ولايته الثانية خطبة بار ايلان، وبمساعدة كلمات فارغة دحرج التهمة الى باب عباس. وتقول استطلاعات الرأي ان الأكثرية الغالبة من الجمهور التي ستمضي في ايلول الى صناديق الاقتراع تؤمن بأن نتنياهو مشتاق حقا الى تجديد التفاوض وبأن عباس هو الرافض. حتى ان شيلي يحيموفيتش لا يهمها ان نتنياهو لم يستجب للموافقة الفلسطينية الرسمية على تبني اقتراح اوباما بدء التفاوض على أساس حدود 1967 وتبادل اراض متفق عليه، ولولا ذلك لما قالت زعيمة حزب العمل يوم السبت في القناة الثانية انها "لا تقبل القسمة الثنائية التي تقول ان الفلسطينيين يريدون السلام واسرائيل لا تريده".

        وقت زيارة عزاء لعوفره في سنة 2001 التقطت سماعة القناة العاشرة كلام نتنياهو المتبجح: "لم أخشَ مناكفة كلينتون"، و"أنا أعلم ما هي امريكا، ان امريكا شيء يمكن تحريكه بسهولة". وتحدث آنذاك كيف خلّص من ادارة كلينتون تصريحا خطيا بأن تُحدد اسرائيل وحدها حدود "المواقع العسكرية" في الضفة التي ستظل في حوزتها. وحينما عرّف غور الاردن كله بأنه موقع أمني أوضح "أوقفت اتفاقات اوسلو".

        دفع نتنياهو عن هذه الحيل مع الامريكيين بخسارة في انتخابات 1999. وحينما عاد الى السلطة عرف كيف يحرك امريكا الى اتجاهه في الساحة الفلسطينية من غير ان يدفع عن ذلك ثمنا سياسيا. ان استقرار الرأي على تقديم موعد الانتخابات للكنيست واجرائها قُبيل انتخابات الرئاسة ومجلس النواب في الولايات المتحدة يضمن لنتنياهو شهري عسل في الساحة الامريكية.

        هناك درس مهم آخر تعلمه بيبي من ولايته الاولى وهو ان من المهم تدليل ساسة فعالين تحولوا الى رؤساء مصابين بالملل. فقد تذكر بيبي النقد الشديد الذي رماه به عيزر وايزمن بسبب جمود مسيرة السلام. وفي هذه المرة شغل رئيس الوزراء شمعون بيرس باتصالات مع عباس، لكن حينما تبين ان الرئيس ينظر الى نفسه بجدية وهو يوشك ان يتوصل الى تفاهمات مع نظيره الفلسطيني، ذكّر بيبي مهندس اتفاقات اوسلو بأنه رئيس في اسرائيل لا في الولايات المتحدة. وبمعرفة نتنياهو لبيرس راهن ان الرئيس لن يفي بوعده بأن "يقول الحقيقة للشعب" وبأنه لن يخاطر بشعبيته في البلاد ورسالاته الى الخارج في سن التاسعة والثمانين.

        سيفوز نتنياهو في الانتخابات في ايلول لأن اوباما سيظل الى تشرين الثاني يتلو الكلام الذي سيكتبه مستشارو انتخاباته في الالتزام الامريكي لأمن اسرائيل، ولن تُقال كلمة واحدة عن نقض حكومة اسرائيل لالتزامها بأن تعرض مواقفها من موضوعي الحدود والامن. وقد غابت المستوطنات عن خطبه ايضا، ولا شك في ان شخصا ما ذكّره بما فعله المصوتون اليهود في بوش الأب الذي تجرأ عشية انتخابات 1992 على اشتراط المساعدة الاقتصادية لاسرائيل بتجميد الاستيطان.

        في ذروة عملية "السور الواقي" سألت بيرس الذي كان آنذاك وزير الخارجية في حكومة اريئيل شارون كيف يساعد على القضاء على اتفاق اوسلو الذي رعاه. "كيف أستطيع أن أعارض اجراءا يؤيده الامريكيون؟"، أجاب بيرس. ولم يُجبني عن سؤال: "كيف يستطيع الامريكيون معارضة اجراء يؤيده الفائز بجائزة نوبل؟".