خبر قتل عابث في رامون -هآرتس

الساعة 08:37 ص|06 مايو 2012

قتل عابث في رامون -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ثلاثة أخوة في قرية فلسطينية مصابة بأعمال السرقة والسطو يستيقظون في ظلمة الليل ويلاحظون شخصين مشبوهين قرب منزلهم. فيدعونهما الى تعريف نفسيهما، ولكن المشبوهين يواصلان الاقتراب من منزلهم. الاخوة يحاولون تهريبهما بالعصي وبسكاكين المطبخ وعندها يفتح عليهم المشبوهان النار من مسدسيهما المخفيين. وفي الغداة فقط يتبين للاخوة بان الشخصين المشبوهين كانا مستعربين من وحدة دوفدفان، سرعان ما انضمت اليهما قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي. واطلق الجنود على الاخوة الثلاثة ما لا يقل عن 11 رصاصة من مسافة صفر، بعض من اطلاق النار استمر ايضا حتى بعد أن كان الجرحى ملقى بهم على الطريق، وبعد ذلك تركوا  ينزفون، حسب شهادتهم، على مدى قرابة ساعة، دون أن يقدم اليهم أي  علاج طبي. بل ان احد الجنود ركل رأس احد الاخوة الجرحى. والنتيجة: الاخ الشاب، رشاد شواحة، ابن 28، توفي متأثرا بجراحه، وأخواه، أنور وأكرم، اصيبا بجراح خطيرة.

        تفاصيل الحدث الصعب هذا الذي وقع قبل أكثر من شهر في قرية رامون، وصف بتوسع في تقرير جدعون ليفي واليكس ليباك في "هآرتس" أول أمس. وادعى الجيش الاسرائيلي في البداية بان ثلاثة "مخربين" حاولوا طعن جندي من الجيش الاسرائيلي وأعلن بانه لن يفتح تحقيق من الشرطة العسكرية، خلافا لسياسة التحقيق في كل حالة قتل في المناطق. وفقط بعد شهر وبعد تدخل منظمة "بتسيلم"، غير الجيش الاسرائيلي قراره الغريب وأمرت النيابة العسكرية بفتح تحقيق في الشرطة العسكرية. ومنذ القرار لم يتوجه أحد الى الاخوين المتبقيين على قيد الحياة، كي يأخذ افادة منهما.

        الاخوة الثلاثة شواحة، كانوا مواطنين يحترمون القانون. وقالوا لـ "هآرتس" انهم لو كانوا يعرفون بان الرجلين كانا جنديين من الجيش الاسرائيلي لسارعوا الى الدخول الى منزلهم وما كانوا ليفكرون بدفعهما الى الهرب. حقيقة أن الجنود واصلوا اطلاق النار عليهم حتى بعد أن اصيبوا، ولم يقدموا لهم علاجا طبيا فوريا، تطرح اسئلة عسيرة. ولكن السؤال الاكثر عسرا الذي ينشأ عن الحادثة هو لماذا يحتاج الجيش الاسرائيلي الى اقتحام قرية فلسطينية هادئة في ظلمة الليل ليتدرب بين بيوتهم. هذه الاسئلة يجب أن يحقق فيها بسرعة، ويجب أن يحاسب المسؤولون عن القتل العابث في رامون.