خبر لينتظر الفلسيطنيون من فضلهم -يديعوت

الساعة 08:34 ص|06 مايو 2012

لينتظر الفلسيطنيون من فضلهم -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

يريد منسق العمليات في المناطق اللواء ايتان دنغوت من الحكومة ان توافق على زيادة خمسة آلاف تصريح دخول لعمال فلسطينيين الى اسرائيل. وهذا جيد للجميع وجيد لاسرائيل من جهة سياسية. وجيد للسلطة الفلسطينية من جهة اقتصادية. ولا توجد مشكلة من الجهة الامنية. والدليل على ذلك ان هذه التصاريح الخمسة آلاف قد ظهرت في رزمة الاحسانات للسلطة الفلسطينية التي زود بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مبعوثه اسحق مولخو حينما شخص قبل نحو من ثلاثة اشهر الى محادثات فارغة في الاردن.

لكن الآن بعد اعلان الانتخابات لن يصوت أي وزير في حكومة اسرائيل من اجل شيء قد يُحدث، والعياذ بالله، انطباع انه يُحسن الى الفلسطينيين. فهذا التصويت يكاد يكون انتحارا سياسيا. لكن يمكن من جهة جهاز الامن حتى مضاعفة هذا العدد، لكن وزراء الحكومة عشية الانتخابات يخشون من ان تلتصق بهم "شتيمة" مُحبي فلسطينيين.

انهم مترددون لئلا يتبين ان الحكومة اتخذت في المدة الاخيرة قرارا على انقاذ حكومة حماس من انهيار اقتصادي لا أقل من ذلك. ان اسرائيل اليوم هي المزودة الرئيسة الوحيدة لغزة بالوقود، فهي تزودها بـ 150 ألف برميل كل يوم. وقد حدث هذا بعد ان أغلق المصريون للغزيين صنبور الوقود وبدأ في شوارع القطاع غليان شعبي موجه على سلطة حماس. ومن المؤكد ان وزير الطاقة لنداو ووزير المالية شتاينيتس يُفرحهما ان يمحوا هذا القرار من سجلهما.

ليست الانتخابات القريبة مدعاة الى جمود سياسي فحسب، بل هي مدعاة الى سياسة "مناوئة": فبدل الموافقة على عمال فلسطينيين سيوافقون على بناء ألف شقة اخرى في القدس الكبرى، فهذا هو ما سيأتينا بنائب برلماني آخر.

انهم في جهاز الامن يجلسون منكمشين. ومنذ يوم الارض قبل نحو من شهرين كانت قيادة المركز في استعداد أعلى من المعتاد. والهدوء الحالي في الضفة يقض مضجع الجيش لأن من الواضح أنه تحدث اشياء تحت هذا الهدوء لأنه ليس من المنطقي ان يتظاهر آلاف في ميدان التحرير وان تزداد حدة المظاهرات المعادية لاسرائيل في الاردن ثم لا يحدث شيء في الضفة. وبعد تسعة ايام يحل يوم النكبة.

في مصلحة السجون ايضا توجد مباحثات مكثفة ومخاوف من المستقبل. لكن المؤسسة تحاول ان تُنوم الرأي العام في شأن اضراب السجناء ويزعمون في جهاز الامن ان المضربين عن الطعام يأكلون في الحقيقة سراً طعاما مجففا خزنوه، لكن الحقائق تدل على ان نحوا من ألفي سجين أمني – من بين أكثر من اربعة آلاف – يقومون باضراب ما عن الطعام يُحدث موجة ارتدادية في الشارع الفلسطيني. وقد عولج في المستشفيات عشرة سجناء، فيكفي ان يموت واحد كي يصبح يوم النكبة القريب بدء انتفاضة شعبية.

صحيح انه لا يجوز ان يحرز اضراب السجناء الذي يرمي الى إحداث رأي عام عالمي معارض للاعتقالات الادارية، ان يحرز غايته. ولا يجوز العودة الى الايام التي كان فيها للسجناء الامنيين حسابات مصرفية وكانوا يتمتعون بالعيش الرغيد. لكن بعد انقضاء صفقة شليط لم يعد يوجد منطق في منع زيارات عائلات السجناء من غزة، بيد أننا الآن في انتخابات.

وفي الاثناء تفرغ الخزانة في الضفة، فهناك عجز يبلغ 1.2 مليار دولار ونسبة بطالة تبلغ 17 في المائة (رسميا)، ولا تدفع السلطة للمزودين والمقاولين، ولا يتبين في كل شهر هل ستدفع الأجور الى عمالها. بل أدرك الرئيس الامريكي انه يجب عليه الالتفاف على معارضة مجلس النواب الامريكي وحول الى السلطة بأمر رئاسي نحوا من 200 مليون دولار كي يطفو الاقتصاد الفلسطيني بضعة اشهر اخرى. لكن الائتلاف في اسرائيل الذي يلائم نفسه لليمين لا يشغل نفسه بمصالح قومية بل بعد النواب في البرلمان.

لا يوجد فراغ في العلاقات مع الفلسطينيين. ففي كل مكان نمنا فيه دخلت عناصر متطرفة. والهدوء اليوم يُذكر بالهدوء قبل الانتفاضة الاولى مع فرق واحد هو أننا لم نعرف آنذاك كيف نتعرف على العلامات، لكننا اليوم نعرف، لكننا نصر على الاستمرار في العيش في جنة بُلهاء.